أعلن الرئيس جورج بوش أمس في رسالته الاذاعية الاسبوعية أن "الأمة متحدة" في مواجهة العراق، وأن الأميركيين "يتحدثوزن بصوت وادح: على العراق أن ينزع أسلحته ويلتزم كل قرارات الأممالمتحدة". وعزز البنتاغون اجراءاته العسكرية قرب العراق، معلناً أنه سينقل الى الكويت مقري الفيلق الخامس من قواته البرية في أوروبا والقوة الأولى ل"المارينز" في كاليفورنيا، للتمهيد لوصول قوة برية أكبر اذا قرر بوش تدخلاً في العراق، فيما عارض عدد من مساعديه وبينهم مستشارته لشؤون الأمن القومي خطة لتنصيب حكومة عسكرية أميركية في بغداد بعد اطاحة الرئيس صدام حسين راجع ص 4. ويستخدم الفيلق الخامس المتمركز في هايدلبرغ المانيا ويفوق عدد أفراده 42 ألف جندي ومدني، كقوة تدخل للجيش الأميركي في أوروبا والشرق الأوسط. وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول اعترف بأن ادارة بوش تدرس خططاً لتعيين ادارة تحكم العراق، وقال ان أمام واشنطن نماذج بينها اليابانوالمانيا بعد هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية، في وقت رفضت الولاياتالمتحدة مذكرة عراقية أرسلتها بغداد الى لجنة التفتيش انموفيك، معتبرة أنها تتضمن "لغطا". وأعلن العراق على لسان نائب الرئيس طه ياسين رمضان استعداده للسماح للمفتشين بالدخول الى أي مكان بما في ذلك القصور الرئاسية، ودعا عبر المجلس الوطني البرلمان الذي عقد جلسة استثنائية أمس، الى قمة عربية طارئة لمواجهة التهديدات الأميركية. وبحث رمضان ورئيس شعبة رعاية المصالح الفرنسية في العراق، القرار الذي يفترض أن يتبناه مجلس الأمن، في حين نقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان بغداد وجهت رسالة جديدة الى الأممالمتحدة، لم تبدل فيها "شروطها" لتفتيش القصور الرئاسية. وشدد على أن الرسالة لن تبدل قرار رئيس "انموفيك" هانز بليكس تأجيل ارسال فرق التفتيش الى العراق، الى ما بعد صدور قرار مجلس الأمن. وطغت على وسائل الاعلام في لندن اجواء "صدمة" لما وصفته ب"صفعة" تلقاها رئيس الوزراء توني بلير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثاتهما أول من أمس، اذ فشل في اقناع الأخير باستخدام القوة ضد بغداد. وأكد مصدر أوروبي مطلع ل"الحياة" ان سقوط نظام صدام "قد يكون مرحلة أولى في خطة لتغيير الأوضاع السياسية في المنطقة". ورجح ان تكون سورية "الهدف الثاني للحملة بعد سقوط النظام العراقي"، لكنه أضاف: "سورية ليست الوحيدة التي قد تستهدفها خطة التغيير الأميركية". وشهدت باريس أمس تظاهرة ضخمة ضمت آلافاً تحت شعار "لا للحرب على العراق، لا للدماء من أجل النفط". كما شهدت مناطق أخرى فرنسية مسيرات شارك فيها مئات، دعوا الحكومة الى استخدام "الفيتو" في مجلس الأمن لاسقاط مشروع القرار الأميركي الذي يجيز القوة ضد العراق.