تحدت بغدادالأممالمتحدة، وسط مؤشرات إلى عودة الملف العراقي إلى الواجهة اثر إعلان المنظمة الدولية ان فريق تفتيش سيكون جاهزاً آخر الشهر لبدء مهمته في العراق تنفيذاً للقرار 1284. وأصرت بغداد أمس على رفض التعامل مع الفريق الذي تعده لجنة التحقيق والرقابة على التسلح انموفيك برئاسة هانز بليكس، رغم تلويح واشنطن ب"مفاجأة" في تشرين الأول اكتوبر لتوجيه ضربة عسكرية إلى العراق. بغداد، واشنطن، نيويورك - أ ف ب، رويترز - أعلن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أمام المجلس الوطني البرلمان وفي تصريحات إلى الصحافيين، ان حكومته ما زالت مصرة على رفض التعامل مع القرار 1284 الذي أصدره مجلس الأمن في كانون الأول ديسمبر الماضي، وكذلك مع لجنة "انموفيك" التي قضى بتشكيلها، لمعاودة الرقابة على برامج التسلح العراقي. وأوضح طارق عزيز أنه "عندما يرفض العراق التعامل مع القرار وما ينتج عنه، فإن ذلك يعني أنه لن يستقبل أي شخص له علاقة بالقرار، أو ما ينتج عنه". ويعرض القرار 1284 تخفيف العقوبات الاقتصادية الصارمة على العراق إذا سمح للمفتشين المكلفين التحقق من نزع أسلحة الدمار الشامل بالعودة لمزاولة نشاطهم، وأبدى تعاوناً مع مهمتهم. وقال طارق عزيز إنه لا يمكن اقناع العراق بتغيير رأيه في ما يتعلق بهذه المسألة، مشدداً على أن بلاده "اعتادت التهديد ومستعدة لمواجهة التحديات دفاعاً عن سيادتها وحقوقها المشروعة". ويرى ديبلوماسيون ان استئناف عمليات التفتيش عن الأسلحة يعتمد على الرئيس صدام حسين وحجم الضغوط التي يمكن مجلس الأمن المنقسم ممارستها. وسحبت الأممالمتحدة مفتشي لجنة "اونسكوم" أواخر 1998 قبل فترة وجيزة من شن الولاياتالمتحدة وبريطانيا غارات استمرت أربعة أيام على العراق، بسبب "عدم تعاونه" مع اللجنة التي استبدلت لاحقاً ب"انموفيك" بعد تعرضها لانتقادات عنيفة داخل مجلس الأمن، من روسيا والصين وفرنسا. وخلال الشهر الماضي بدأ 44 مفتشاً جديداً تدريبات استمرت أربعة أسابيع تمهيداً لعمليات مفترضة في العراق بحلول نهاية الشهر الجاري. وسيجند مفتشون اضافيون، وستنظم تدريبات أخرى كي تصل لجنة المراقبة والتحقق إلى أوج قوتها. وكان متوقعاً أمس أن تعقد هيئة استشارية تضم مفوضين من "انموفيك" إحدى جلساتها الدورية المغلقة، التي يناقش فيها بليكس تقريراً سيقدمه مجلس الأمن في أيلول سبتمبر المقبل. والسؤال المطروح الآن هو هل ترغب إدارة الرئيس بيل كلينتون في إلقاء الضوء على "عناد صدام" قبل بضعة أسابيع من انتخابات الرئاسة الأميركية، وفي حال اعتبر بليكس في تقريره أن لجنته مستعدة فنياً للتحرك، بمجرد صدور الأمر، سيلقي الكرة في ملعب مجلس الأمن. أولبرايت وكانت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت التقت بليكس ليل الثلثاء، وناقشا استراتيجية "انموفيك" تمهيداً لبدء مهمتها في العراق. وخلال الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية الأميركية، أعربت أولبرايت عن "الدعم القوي" للجنة، مؤكدة استعدادها "للمساعدة بكل الوسائل الممكنة"، كما قال مسؤول بارز في الوزارة طلب عدم ذكر اسمه. وشرحت أولبرايت لرئيس اللجنة كيف تفهم واشنطن دور "انموفيك"، وقالت لبليكس: "هذا ليس عقوبة ضد العراق، بل مناسبة تمكنه من التخلص من العقوبات" الدولية المفروضة عليه منذ غزوه الكويت في 1990. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أمس عن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية توماس بيكرينغ أنه لا يستبعد قيام الإدارة الأميركية بما وصفه ب"مفاجأة تشرين الأول" لتوجيه ضربة إلى العراق في حال لجوئه إلى استفزازات. وأكد اصرار واشنطن على تنفيذ بغداد القرار 1284 بما في ذلك بدء لجنة "انموفيك" مهماتها، مشدداً على أن القرار "اجباري".