عمان - أ ف ب - اعرب وزير الخارجية الاردني مروان المعشر امس عن قلق بلاده من احتمال ان تستغل اسرائيل الحرب الاميركية المحتملة على العراق من اجل ابعاد فلسطينيين الى الاردن الذي يقلقه ايضاً امكان حدوث نزوح للاجئين من العراق. وأكد ان الاردن رفض اخيراً استضافة مؤتمر للمعارضة العراقية، مشيراً الى ان عمان لا تريد تكرار تجربة التسعينات. وقال المعشر في لقاء مع ممثلين للصحافة الاجنبية في عمان: "لا نريد ان نواجه موقفاً قد تستغل فيه اسرائيل الحرب ضد العراق من اجل ابعاد فلسطينيين الى الاردن". واضاف: "في الوقت الذي اكد الاسرائيليون لنا في صورة غير معلنة ان ذلك يتناقض مع سياساتهم، لم نلحظ بعد اي تصريح علني لمسؤول اسرائيلي يؤكد فيه ان الابعاد يتناقض مع السياسات الاسرائيلية". واضاف المعشر في حديثه مع اعضاء المنتدى الدولي للاعلام في الاردن: "هذا الامر لا يطمئننا على الاطلاق". وشدد على ان الاردن اعد خططاً لتجنب تدفق الاجئين العراقيين اثر هجوم اميركي محتمل على العراق وكذلك لمنع دخول فلسطينيين مبعدين الى المملكة. واضاف ان الاردن اتخذ اخيراً اجراءات على حدوده مع العراقوالضفة الغربية "لضمان الا يسمح بدخول المملكة الا لمن لديهم اسباب شرعية مثل المرور الترانزيت او الدواعي الطبية". واشار الى انه "في حال نزوح اعداد كبيرة من اللاجئين، سيسعى الاردن هذه المرة الى ان تؤدي الترتيبات المتخذة على الحدود الى السماح للاجئين بتلقي مساعدات انسانية من دون ان يتطلب ذلك دخولهم الاراضي الاردنية". الى ذلك اكد المعشر رداً على سؤال، ان الاردن رفض اخيرا استضافة مؤتمر للمعارضة العراقية، وقال: "رفضنا، لاننا لا نريد ان نتدخل في هذا الشأن"، مذكراً بأنه "كان للمعارضة العراقية وجود في التسعينات في الاردن لكننا لا نريد تكرار هذه التجربة". كما كشف ان الاردن لديه "مشاكل مع بعض افراد المعارضة العراقية"، وزاد: "ما تقوم به المعارضة العراقية لا يعنينا على الاطلاق". الى ذلك، شدد الوزير على ان الاردن لن يستخدم كقاعدة انطلاق لتوجيه ضربة اميركية الى العراق اذ ليس بمقدوره تحمل تبعات الصراعات على حدوده الشرقية والغربية. وقال: "الاردن يواجه وضعاً شديد الصعوبة والحساسية وهو اشبه بمن يمشي على حبل مشدود، اذ تدور حرب في الضفة الغربية ولسنا بحاجة الى حرب اخرى من الشرق العراق". وتابع ان الاردن "يوجد في قلب المشكلتين الفلسطينية والعراقية وقدرته على تحملهما محدودة جداً". وشدد المعشر، الذي كان سفيراً لبلاده في واشنطن، على ان عمان ليست لديها ادنى نية للاضرار بعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة او مع العراق، لكنه اقر بأن ذلك يعد "رهاناً صعباً" مشيراً الى ان مواقف "الاردن عام 2002 ليست هي نفسها عام 1990". يذكر ان الاردن يحصل على معونة اقتصادية مهمة من اميركا لكنه يحصل في الوقت ذاته من العراق على كل احتياجاته من النفط والتي تقدر لهذا العام ب5،5 مليون طن نصفها مجانا والنصف الاخر بأسعار تفضيلية. واضاف المعشر: "الولاياتالمتحدة مدركة لطبيعة موقفنا الحساس لذلك لم تطلب منا ما يفوق طاقتنا". وذكر بأن "الصادرات الاردنية الى الولاياتالمتحدة تبلغ اليوم 500 مليون دولار سنويا في حين انها كانت تساوي صفراً في 1990، كما ان الاردن يتلقى اليوم معونة اميركية تبلغ قيمتها 450 مليون دولار سنوياً بينما لم تكن تتجاوز هذه المساعدات في 1990 مئة مليون دولار". وعلى صعيد الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، توقع المعشر الاعلان عن "خطة عمل" لتسوية هذا النزاع نهاية تشرين الاول اكتوبر الجاري، مشيراً الى ان مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز سيزور عمان هذا الشهر لبحث الخطة.