طالبت احزاب المعارضة الأردنية الحكومة بتوضيح أسباب نشر السفارة الأميركية في عمان اعلانات في الصحف الأردنية لاستدراج مقاولين لحفر بئر مياه، وبناء عيادة طبية في منطقة الطريبيل قرب الحدود الاردنية مع العراق. واستدرج احد الاعلانات شركات لمنح عطاء لحفر بئر مياه وتجهيزها في طريبيل، داعياً الراغبين في دخول العطاء الى "ارسال طلب خطي بالفاكس او البريد للمقدم هيغينز في السفارة الاميركية"، ومراجعة مديرية سلاح الهندسة الملكي الأردني للإطلاع على الرسوم الخاصة قبل ارسال الطلب الخطي الى السفارة. وفيما اعتبرت احزاب المعارضة الأردنية في بيان وزعته على الصحافيين أن حفر البئر الارتوازية لمصلحة الجيش الأميركي "يتناقض مع مبدأ السيادة الوطنية"، اكدت ناطقة باسم السفارة الاميركية ان البئر ومشروعاً آخر لإنشاء عيادة طبية في المنطقة يأتيان ضمن برنامج مساعدات دولي تشرف عليه وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون لمصلحة القوات المسلحة الأردنية. وتبلغ كلفة إقامة العيادة نحو 600 ألف دولار، فيما لم تحدد كلفة حفر البئر وتجهيزها. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل "الحياة" ان استدراج عطاء لحفر البئر وبناء العيادة في الطريبيل يثير تكهنات بأن المشروع قد يكون في سياق تحضيرات لاحتمال تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين في مرحلة مقبلة. واوضحت ان المخاوف من انهيار الوضع الأمني في العراق "قديمة ومشروعة في ضوء حال عدم الاستقرار واحتمال استفحال الوضع، ومن الطبيعي ان يتخذ الأردن اجراءات احترازية". وكان الاردن اضطر الى التعامل في ظل ظروف انسانية صعبة مع حوالى مليون لاجئ من العراق أثناء حرب الخليج الثانية. ورفض سابقاً فكرة إقامة مخيمات للاجئين العراقيين على حدوده في حال نزوح اعداد كبيرة منهم، مشيراً الى استعداده لتقديم المساعدة الانسانية من خلال إقامة مثل هذه المخيمات على الجانب العراقي من الحدود.