تحرص الفنانة الشابة دينا عبد الله على اختيار أدوار الفتاة الطيبة التي يتعاطف معها الجمهور، وترفض بشدة أدوار الشر أو التي تحوي مشاهد ابتذال او اسفاف أو عُري، تمارس التمثيل بروح الهواية وتسعى الى أعمال جديدة تضيف الى رصيدها الفني. "الحياة" التقتها حول جديدها ومسرحية "عطيل" التي شاركت فيها اخيراً وأسباب ابتعادها عن السينما وتركيزها على التلفزيون. لماذا تبدين مقلة في أعمالك الفنية؟ - لأنني أتعامل مع التمثيل من منطلق الهواية، كما أحب انتقاء أدواري وأحاول أن يشكل كل عمل جديد اضافة الى رصيدي الفني، كما انني أرفض اي اعمال فيها شبهة ابتذال ويكفيني مسلسل أو اثنان في العام. مشاهد مرفوضة معنى ذلك أنكِ ترفضين مشاهد العري أو القبلات؟ - هذه المشاهد مرفوضة نهائياً بالنسبة إليّ. ألا ترين أن هذا قد يقلل من فرصك في النجومية؟ - كل شخص له وجهة نظر خاصة باختياراته وتكوينه الشخصي، يهمني تقديم دور ليس فيه اشياء خارجة، واعتذرت اخيراً عن مسلسل "ابيض × ابيض" لأنني شعرت بأن الدور فيه معاني لا أحبها وأنا حريصة على أن يحبني الجهور ويراني كما تعود دائماً. ما أسس اختياراتك؟ - أن يكون في الدور بصمة وعلامة، ولا يهمني الكم بل الكيف، ويكون دوري محورياً ومهماً وأساسياً في العمل ويستحضر أدواتي الفنية وأنا أحب هذه النوعية من الأدوار. وفي أي الأعمال حدث هذا الأمر؟ - في مسلسلات "ليالي الحلمية" و"الدوائر المغلقة" و"سنوات الغضب" و"عطاء بلا حدود" و"قلب الليل" و"حمزة وبناته الخمسة" و"صيد الحيتان" و"الوشم" و"تلال الغضب" وغيرها. أين أنت من السينما؟ - قمت ببطولة فيلمين بعدما كبرت هما "المزاج" و"غلط البنات" بعدها عُرضت عليّ أدوار فيها إغراء ورفضتها. وعندما نشطت السينما بعد فترة فتور طويلة تتكرر مجموعة الشللية ومعظم الأفلام اصبحت تقوم على مطرب أو كوميدي والبنت دورها بسيط جداً. ولو عُرض عليّ شيء جيد سأقدمه على الفور لأنني أعشق السينما وأريد شيئاً هادفاً ومحترماً وعلى مستواي الفني، ويكفي أنني قدمت أكثر من 15 فيلماً وكان عمري سنتين. راضية عن نفسي ما رأيك في من أتىن بعدك من الفتيات وسبقنك في مشوار الفن؟ - أنا راضية عن نفسي لأنني اتعامل مع اناس معينين في الوسط الفني يجمعنا الاحترام والحب، ويكفيني ان يقول الجمهور "أنا احبك واحترمك" المسألة ليست بكثرة الاعمال. هل حصرتك ملامحك البريئة في نوعية أدوار معينة؟ - انها تحاول ان تحصرني، ولكن عندما يأتيني دور مختلف اقدمه. الشكل له عامل كبير، ولكن يفترض ان يؤدي الفنان انواعاً مختلفة، صحيح انني لا احب الظهور في ادوار الشر، لكنني أسعد بأدوار الصعيدية والفلاحة والمتمردة والمكسورة وغيرها، والنوعيات التي فيها اداء تمثيلي مختلف. ما الذي يميزك عن الاخريات؟ - اجتهد في دوري وأسعى الى تقديمه كما كتب وأحاول التعايش مع الشخصية، وقد أكون متميزة في انني مثلت وأنا طفلة ونلت شهرة كبيرة في عدد من الأفلام، والجمهور يحبني منذ ذلك الحين. هل ثمة فروق ما بين جيل الكبار الذي تعاملت معه والجيل الحالي؟ - يعاملني الكبار الى الآن على أنني طفلة، وأثناء تصويري معهم كان إدراكي صغيراً، لكنني اسمع أن الحب كان موجوداً بدرجة كبيرة، وكانوا يساعدون بعضهم بعضاً لأنهم كانوا يشعرون بأن لديهم فرصاً، وحالياً اختلفت المعايير ولم تعد مثل السابق فالأعداد زادت بدرجة كبيرة، وتشعر الآن بأن هناك حروباً مستمرة ليل نهار، ومشكلات مستمرة والكل يريد أن يأكل بعضه. من المخرج الذي تعاملت معه وتتمنين التعاون معه ثانية؟ - هاني اسماعيل في مسلسل "المزاد" و"حمزة وبناته الخمسة" الى جانب تمثيلية اخرى، وهو مخرج محترم ولديه حس فني عالٍ. وايضاً اسماعيل عبدالحافظ الذي تعاونت معه في "ليالي الحلمية" و"شراقي" وكذلك محسن فكري الذي صورت معه اخيراً مسلسل "الوشم". سعيدة ب"عطيل" ما تقويمك لتجربتك في مسرحية "عطيل" التي شاركت فيها اخيراً؟ - أنا سعيدة جداً بهذه التجربة، وكانت لي تجربتان قبلها، واحدة في القطاع الخاص "الواد الجن" امام يونس شلبي والأخرى في مسرح الدولة "يا ناس افهموا" وكل عام يُعرض عليّ عمل مسرحي أو عملان واعتذر عنهما لهبوط المستوى، وعندما عرضت عليّ مسرحية "عطيل" واقنعني بالاشتراك فيها احمد ماهر بطل العرض والمخرج محمد الخولي لم اشعر بجمالها مثلما شعرت به اثناء العرض وبعده. ووجدت دور ديدمونة رائعاً، واشاد به الجمهور والنقاد، وسعادتي لا توصف بهذه التجربة التي اتمنى تكرارها. لمن تدينين بالفضل في مشوارك الفني؟ - لأمي وأبي اللذين ربيّا في داخلي القيم والمبادئ والخوف من الله والقدرة على اختيار أدواري من خلال النظرة الصائبة للأمور والتمسك بأي شيء فيه مرجع ديني، وعندما يعرض عليّ دور جميل يشجعانني ويقفان الى جواري. في أي المراحل الفنية تعيشين الآن؟ - لست في حاجة الى الانتشار ولكنني في حاجة الى اعمال تضيف الى رصيدي الفني، لست متعجلة لأنني مؤمنة بالنصيب والمجال الفني ليس سهلاً ولكنه شديد الصعوبة، وأنا لا أخطط لشيء في حياتي الفنية. ما الشيء الذي يمكن أن تتركي الفن بسببه؟ - قد اتزوج وأسافر مع زوجي، قد أتحجب واعتزل، توجد اسباب كثيرة يمكن أن تبعدني عن الفن خصوصاً أنني أعمل كهاوية ولست محترفة. ما جديدك؟ - انتهيت قبل فترة من تصوير مسلسلين انتظر عرضهما. "الوشم" امام احمد عبدالعزيز ومها البدري ورشوان توفيق وأسامة عباس ومن تأليف انور عبدالمغيث واخراج محسن فكري، وأؤدي فيه شخصية فتاة صعيدية فقيرة يستغل والدها جمالها ويدفعها الى الزواج من عمدة القرية التي تدور فيها الاحداث لتحصل على أمواله. وهي ليست شريرة ولكن حياة الفقر التي تحياها تدفعها الى تنفيذ مخطط والدها. والمسلسل الثاني "تلال الغضب" امام جمال عبدالناصر وطارق دسوقي وجمال اسماعيل ومن إخراج ياسين اسماعيل ياسين، وأجسد فيه شخصية تمر بمراحل عدة تبدأ من الرابعة عشرة حتى الاربعين وهي لفتاة صعيدية أمية تعلم نفسها بنفسها وتدرس وتحصل على شهادة جامعية، كما انتهيت من تصوير عدد من السهرات التلفزيونية الاخرى.