أصبحت الفنانة الشابة نشوى مصطفى في سنوات قليلة وجهاً مألوفاً لمشاهدي الشاشة الصغيرة من خلال أدوار متميزة تركت بصمتها عليها بدءاً ب"ليالي الحلمية" بجزءيه الرابع والخامس، مروراً ب"خالتي صفية والدير" و"بوابة الحلواني" و"ضمير أبله حكمت"، وصولاً الى "ألف ليلة وليلة" و"الليث بن سعد". وتتميز نشوى مصطفى بالطبيعية والتلقائية والبساطة في أدائها، وهي صنعت رصيداً من حب الجمهور الذي وجد فيها الأخت أو الإبنة أو الزوجة أو الصديقة. وخلال رمضان الماضي، قدمت شخصيتين أكدت من خلالهما موهبتها التي تجمع ما بين الكوميديا والتراجيديا. ففي مسلسل "البحار مندي"، جسدت شخصية "بلطية" بنت البحري الدلوعة الرومانسية ظاهرياً، لكنها تحمل في داخلها شراً تستخدمه في حقدها على فتاة خطفت منها رجلاً احبته من طرف واحد هو "مندي"، فتدبر لها المكائد لتنتقم منها... في إطار كوميدي خفيف. وفي مسلسل "ذو النون المصري" جسدت شخصية فتاة رومانسية تهيم عشقاً بحبيبها، وفي الوقت نفسه شديدة الصلابة. وهي كما تقول ل"الحياة" شخصية "جديدة عليَّ وآمل أن تحقق نقلة فنية في نوعية أدواري وأنا سعيدة جداً بها". كيف كانت بدايتك مع الفن؟ - أولاً اريد ان اقول إن اسمي الحقيقي هو نفسه اسمي الفني نشوى مصطفى. من مواليد حي شبرا، وخريجة كلية تجارة عين شمس عام 1988. وفور تخرجي فيها التحقت بمعهد الفنون المسرحية وتخرجت عام 1992، وأنا الآن متزوجة ولي ولدان عبدالرحمن ومريم. وبالنسبة الى زوجي، تعرفت اليه بطريقة تقليدية جداً من خلال الاسرة. وهو رجل أعمال مقيم في الولاياتالمتحدة ولا علاقة له بالفن. كنت أرفض تماماً الزواج بهذه الطريقة، ولكن الآن وبعد تجربة خاصة أنصح كل الفتيات بأن يتزوجن من طريق الأسرة. وبالنسبة الى الفن، حبي له بدأ عندما كنت في السنة الأولى الاعدادية، وعمري 12 عاماً. كان ذلك عندما شاهدت فيلم "باب الحديد" ووجدت فيه ممثلاً أعجبني جداً فقلت في نفسي "جميل ان يمثل إنسان عادي مثلنا بهذا الشكل"... وكان ذاك الممثل يوسف شاهين. بدأت أحب التمثيل من خلال شخصية "قناوي". وراحت المسألة تكبر معي، وعندما دخلت الجامعة التحقت بفريق التمثيل. وعندما انتهيت من دراستي الجامعية حاولت إقناع اسرتي بعملي في الفن وبدخولي معهد الفنون المسرحية. ومن المعهد، وفي السنة الاولى، بدأت اولى خطواتي الفنية عندما اختارتني المخرجة انعام محمد علي مع خمسة من زملائي في المعهد للمشاركة في "ضمير أبله حكمت" مع الفنانة فاتن حمامة. كان ذلك عظيماً خصوصاً بالنسبة الى اسرتي، فكسبت ثقتها. وبدأ المخرجون يتعرفون الي. فعملت في "طارق من السماء" مع المخرج عادل الاعصر، ثم في "ليالي الحلمية" ثم في "بوابة الحلواني" ففي "خالتي صفية والدير"، وبدأت احترف الفن جدياً. في بداية ظهورك قدمت عدداً من الأدوار التراجيدية الحزينة. وفجأة اصبحت "كوميدية". كيف كان التحول في أدوارك؟ - عندما شاركت في "ضمير أبله حكمت" كان المعيار الوحيد في الاختيار لشخصية عبير، أن يناسب شكلها الخارجي طبيعة الدور. وهو دور فتاة من حي شعبي يبدو على ملامحها الشجن والانكسار على المستوى الاجتماعي. ومن فرط نجاح المسلسل ككل، ودوري خصوصاً، قال لي كثر: أنت أوجعت قلوبنا من كثرة بكائك. واعتبرت هذا التعبير نجاحاً لي ولأدائي. ولفت الدور المخرجين إلي فعملت مع المخرج اسماعيل عبدالحافظ في الجزءين الرابع والخامس من "ليالي الحلمية" وكررت الأداء نفسه. ولكن عندما اختارني في مسلسل "خالتي صفية والدير" وضعني في مساحة جديدة، هي الأداء الكوميدي، فطلبني المخرجون بعدها في هذه النوعية من الأدوار. كم رصيدك حتى الآن من المسلسلات؟ - عمري الفني ثماني سنوات قدمت خلالها نحو 20 مسلسلاً. وأعترف للمرة الاولى انني لا أختار أدواري، بل الأدوار هي التي تختارني. فعندما يعرض علي دور يكون المخرج هو الذي اختارني، فإما أن أجد نفسي فيه فأقبله وإما لا أحس به فأرفضه. هل أنت مكتفية بالتلفزيون هذه الأيام؟ - لو كانت هناك مجالات أخرى، لن أتاخر عنها. وأنا "جربت" العمل في مسرحيات عدة للقطاع العام لم تحظَ بإقبال جماهيري. وفي القطاع الخاص كانت لي تجربتان لم تحققا النجاح ايضاً هما "البحر بيضحك ليه" و"أزعرينا". والسينما... أين أنت منها؟ - أنا اسأل نفسي: أنا فين من السينما؟ الآن أرى سينما محترمة جداً أبطالها محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ونجوم آخرون لا أخجل من مشاهدتها، ولا أخجل أن يشاهدها أولادي لأنها لا تتضمن مشاهد غير مقبولة. كانت لي شروط من قبل في السينما، ولكن الآن أنا مستعدة لقبول أي دور مع سينما الشباب. وفي المدة الاخيرة شاركت في تجربتين فيها هما "فيلم ثقافي" وأديت فيه مشهدين فقط، و"ليه خلتني أحبك" مع منى زكي وكريم عبدالعزيز. بعد الآن لن أقبل اي دور صغير لأنني أشعر أن إمكاناتي السينمائية جيدة. هل لديك تفسير لعدم حصولك على بطولات مطلقة حتى الآن؟ - هذا ما أردده بيني وبين نفسي في هذه المرحلة، ولم أبدأ بقول هذا إلا بعدما رأيت أن ممثلة لم تظهر الا بالأمس في مشهدين في عمل ما. وفجأة تصبح بطلة لمسلسل. فعلى أي أساس يتم اختيار المخرج او المنتج لها؟ هل المسألة قدرات تمثيلية أم ماذا؟ ومن دون غرور استطيع ان أحدد قدراتي التمثيلية بأنها عالية وجيدة بشهادة المخرجين الذين تعاملت معهم. أريد أن أفهم ماذا يجب أن يضاف الى ممثلة جيدة كي تنال بطولة عمل. وهذا السؤال طرحته على المسؤولين عن الانتاج في التلفزيون المصري الذين عليهم ان يبحثوا عن الطاقات الجيدة ويعطوها أحجاماً تليق بها. ما جديدك؟ - انتهيت أخيراً من تصوير مسلسلين: الأول بعنوان "حمزة وبناته الخمس" مع يوسف شعبان ودنا عبدالله وبثينة رشوان ومن اخراج هاني اسماعيل. والثاني بعنوان "رجل طموح" من تأليف محمود الطوخي وبطولة خالد النبوي ومادلين طبر ومن اخراج صفوت القشيري. وأصور الآن الجزء الرابع من مسلسل "بوابة الحلواني" من تأليف محفوظ عبدالرحمن وبطولة سمية الألفي وحسن مصطفى وأحمد راتب وميمي جمال وإخراج إبراهيم الصحن.