طالبت السلطة الفلسطينية اسرائيل بالتحقيق في ظروف وملابسات مقتل ثلاثة فتية فلسطينيين بعد تعذيبهم على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي أو المستوطنين قرب مستوطنة "ايلي سيناي" قرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الا ان الجيش نفى تعذيب الفلسطينيين الثلاثة حتى الموت. وكانت سلطات الاحتلال سلمت صباح أول من امس الجانب الفلسطيني جثامين الشهداء الثلاثة محمد أحمد لبد 16 عاماً ومحمد عبدالرحمن المدهون 17 عاماً وأحمد محمد نبات 15 عاماً وقد تهشمت رؤوس بعضهم واقتلعت عينا أحدهم وبدت آثار التعذيب واضحة على أجسادهم. وقال رئيس الجانب الفلسطيني في اللجنة الأمنية المشتركة العميد عمر عاشور ل"الحياة" في غزة امس انه وجه رسالة خطية الى نظيره الاسرائيلي جدعون بيلج رئيس الجانب الاسرائيلي في اللجنة الأمنية المشتركة يطالبه فيها ب"التحقيق ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم بحق الانسانية ومخالفة القانون الدولي وحقوق الانسان"، داعياً الجانب الاسرائيلي الى "موافاتنا بالنتيجة". وشرح في رسالته الحال التي بدت عليها جثامين الفتية الثلاثة ونتائج الفحوص الطبية التي أجراها أطباء فلسطينيون في مستشفى الشفاء في غزة. وجاءت جريمة تعذيب الفتية الثلاثة بينما كان العالم يحتفل بليلة رأس السنة وقدوم عام جديد. وبدا واضحاً من آثار التعذيب على اجسادهم ان جنود الاحتلال أو المستوطنين قضوا ليلة رأس السنة على طريقتهم بتعذيب الفتية الثلاثة حتى الموت من دون اي شفقة أو رحمة أو وازع من ضمير أو اخلاق. ولفت عاشور الى ان "احتجاز جثامين الفتية الثلاثة أربعة أيام وتشريح جثثهم في معهد الطب الاسرائيلي أبو كبير تل ابيب يؤكد ان استشهادهم جاء نتيجة جريمة بشعة"، متهماً جيش الاحتلال ب"الإفتقار الى أدنى قواعد السلوك الانساني والقيم الاخلاقية في التعامل مع الأسرى والجرحى". ونفى الجيش الاسرائيلي ان تكون قواته اجهزت على الفتيان الثلاثة بالسكين بعد اصابتهم بشظايا الاحد الماضي. وقال ناطق عسكري: "هذه الاتهامات مغرضة بالكامل، لقد تأخرنا في تسليم جثث الارهابيين الثلاثة بسبب مشكلات في التحقق منها لان احدهم سحقته دبابة في المواجهات من دون ان تراه وهو يمر امامها". واضاف انه عثر على خنجر وسكين كبيرة في حقيبة قرب جثة اثنين من الفتيان، مضيفا: "كانوا يريدون تنفيذ اعتداء على مستوطنة في قطاع غزة او في اسرائيل".