كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اعلن وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار ان طلائع الجنود الفرنسيين المشاركين في القوة الدولية لترسيخ الامن في افغانستان ايساف وصلت صباح امس الى قاعدة باغرام الجوية على بعد 50 كلم شمال كابول. وأصبح الفرنسيون بذلك اول الواصلين الى كابول بعد البريطانيين. وفي غضون ذلك، اعرب رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي عن أمله بأن تنتشر القوة الدولية "ايساف" في مدن افغانية اخرى غير العاصمة كابول، موضحاً ان مواطنيه في كل انحاء افغانستان طالبوا بذلك. كما اعرب كارزاي عن تأييده الغارات الاميركية على رغم انشغاله بسقوط ضحايا مدنيين. وقال انه سيبحث في الأمر مع القادة المحليين والمسؤولين الاميركيين. الجنود الفرنسيون وقال الكولونيل دوني رومو ممثل فرنسا الموقت في قوة "ايساف" لوكالة "فرانس برس" ان طائرتين وصلتا من دوشانبه وعلى متنهما 18 عنصراً مشاركاً في القوة الدولية، اضافة الى آليات خفيفة وأسلحة ومعدات لوجستية لتجهيز الكتيبة الفرنسية التي ستضم 550 عنصراً في اطار قوة "ايساف". وأفاد مصدر عسكري فرنسي في العاصمة الافغانية ان عدد الجنود سيكون اكثر بقليل من 005، مع امكان زيادة هذا العدد بحسب مشاركة بقية الدول. وكان وزير الدفاع الفرنسي الان ريشار اوضح الاثنين الماضي ان مساهمة فرنسا ستصل الى "اكثر من 500 جندي بقليل"، بينهم 260 جندياً ينتظرون الضوء الاخضر من باريس في مدينة دوشانبه عاصمة طاجيكستان المجاورة. وقال ريشار اثناء مؤتمر صحافي في باريس "سنكون بلا شك اول الواصلين الى هناك" بعد البريطانيين. وتم أمس التوقيع على اتفاق يقضي بنشر 5004 عنصر من "ايساف" داخل كابول ومحيطها، بين الحكومة الافغانية الموقتة والقيادة البريطانية للقوة الدولية، فيما يتوقع ان يستكمل انتشار هذه القوة التي ستضم 4500 رجل بحلول منتصف كانون الثاني يناير الجاري. وكان ناطق عسكري بريطاني أعلن ان القوة الدولية ستصل الى كابول في مهمة استطلاعية. وقال الميجر غي ريتشاردسون ان هذه القوة ستمهد لاستقبال القوة الدولية للمساعدة على حفظ الامن في افغانستان "ايساف" والتي ستضم ما بين 20 الى 30 ضابطاً من 17 دولة، وستعمل تحت امرة الجنرال البريطاني جون مكول. وكانت وزارة الدفاع الالمانية أعلنت في وقت سابق ان طليعة قوة "ايساف" تضم 149 شخصاً، بمن فيهم الاداريون. ووصف ضباط بريطانيون عملية انتشار القوة بانها "مهمة" و"معقدة" وتوقعوا ان تنتشر وحدات اضافية اعتباراً من منتصف الشهر الجاري. يذكر ان وحدات القوة الدولية التي سيتركز نشاطها في المستقبل المنظور في مدينة كابول ومحيطها، ستتمركز في خمس قواعد شمال كابول وشرقها، بينها النادي السابق لضباط الجيش الافغاني قرب مجمع السفارة الاميركية. كارزاي وأعرب رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي في حديث نشرته امس صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية عن أمله بأن تنتشر القوة الدولية "ايساف" في مدن افغانية اخرى غير العاصمة كابول، موضحاً ان مواطنيه في كل انحاء افغانستان طالبوا بذلك. وقال كارزاي "نريد القضاء على الارهابيين في افغانستان، نريد انهاء الأمر... ولكننا نريد ايضاً التأكد من ان المدنيين لا يعانون". واعترف كارزاي الذي تولى مهماته لمدة ستة اشهر في 22 كانون الاول ديسمبر الماضي، بأن غياب الشرعية مشكلة حقيقية في افغانستان، مضيفاً انه عين حكام ولايات لمواجهة مشاكل الامن على المستوى المحلي. الغارات وأبدى كارزاي تأييده الغارات الاميركية على رغم قلقه ازاء سقوط ضحايا مدنيين. وبالنسبة الى مقتل حوالى 70 مدنياً في غارة اميركية السبت الماضي في قرية في ولاية باكتيا الشرقية حيث اشتبه البنتاغون بإمكان ايوائها عناصر من "القاعدة"، أشار كارزاي الى ان التحقيق جار لتحديد المسؤوليات. وأوضح انه أرسل مروحية لاستقدام شيوخ ولاية باكتيا الى كابول وان مجموعة اخرى من قادة القبائل وصلوا للمشاركة في التحقيق. واضاف ان "من المقرر ان يتباحث مع المسؤولين الاميركيين هذا الاسبوع في شأن الضحايا المدنيين".