سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتهام الاستخبارات الباكستانية باخفائه واتفاق نشر القوة الدولية يوقع قريباً . كابول : تصريحات متضاربة عن مكان بن لادن تعكس خلافات على استمرار الغارات الأميركية
} عكست تصريحات متضاربة في كابول عن مكان وجود أسامة بن لادن، خلافات على استمرار الغارات الاميركية على مناطق آمنة شرق أفغانستان، فيما توقع ناطق باسم القوات البريطانية في كابول التوقيع قريباً على اتفاق لنشر قوة دولية لحفظ الأمن في المدينة، بعدما بلغت المفاوضات في هذا الشأن مراحلها الاخيرة. إسلام آباد، كابول - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - تضاربت تصريحات المسؤولين في الحكومة الأفغانية الموقتة، في شأن مكان وجود زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وهل نجح في اللجوء الى باكستان أو ما زال مختبئاً في أفغانستان. ورجح وزير الخارجية الطاجيكي عبدالله عبدالله أن بن لادن ما زال في أفغانستان، فيما لمح وزير شؤون الحدود الافغاني البشتوني أمين الله زدران إلى تورط الاستخبارات الباكستانية بإخفائه. جاء ذلك في أعقاب تصريح لوزير الداخلية الافغاني يونس قانوني الذي قال إن الاستخبارات الباكستانية "تساند" بن لادن. وقال وزير الحدود: "لاحظنا أن عناصر الاستخبارات الباكستانية ينشطون على الحدود ويؤكدون أنهم يبحثون عن بن لادن، لكننا لا نعرف بالضبط هدفهم الحقيقي وما إذا كانوا يقولون الحقيقة". وذكر أن "بن لادن أصبح شديد الحذر بسبب رصد 25 مليون دولار لمن يلقي القبض عليه حيًا أو ميتًا". ورأى مراقبون في باكستان أن تصريحات زدران المحسوب على رئيس الحكومة حميد كارزاي، تخفي رغبة في التخلص من الغارات الاميركية التي أصبحت محرجة بالنسبة الى القادة البشتون، إذ لا تزال تستهدف مناطق بشتونية آمنة، بحجة القضاء على جيوب لتنظيم "القاعدة"، فيما ينفي أعيان تلك المناطق وجود مقاتلين مختبئين فيها. في المقابل، أعلنت مصادر وزير الدفاع الطاجيكي الجنرال محمد فهيم أمس أن الحملة الاميركية وعمليات القصف ستستمر في أفغانستان حتى القضاء على آخر جيوب المقاومة لحركة "طالبان" ومقاتلي "القاعدة". وقال محمد هابيل الناطق باسم وزير الدفاع: "إننا متفقون مع الرئيس الاميركي جورج بوش على أن تستمر هذه الحملة حتى القضاء على آخر جيوب الارهاب". وأشار الى أن بعض الاقاليم الشرقية في ولاية باكتيا "لم ينظف تماماً، لذلك فإن عمليات القصف والهجمات البرية التي نقوم بها، ستستمر حتى يُزالوا عناصر القاعدة وطالبان نهائياً". في الوقت ذاته، جدد وزير الخارجية الافغاني الطاجيكي تأكيد ضرورة استمرار الغارات الاميركية في أفغانستان طالما اقتضى الامر. وقال عبدالله في مؤتمر صحافي: "يجب أن تستمر طالما ظلت هناك جيوب إرهابية في أفغانستان، وحتى تتحقق أهداف الحملة المناوئة للارهاب بالكامل". وأضاف: "ظهرت مخاوف في شأن احتمال سقوط ضحايا مدنيين لكن هذه مسألة أخرى، وأعربنا في الماضي عن مخاوفنا في هذا الشأن". وأعلن ان بن لادن "يمكن أن يكون في أفغانستان"، مضيفاً أنه لا يعرف مكانه بالضبط. ضحايا الغارات وأذاعت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية أمس، أن الغارات الاميركية أسفرت على مدى اليومين الماضيين عن قتل 15 شخصاً على الاقل في شرق أفغانستان، حيث كان عشرات الاشخاص وبينهم 65 من الاعيان قتلوا بالقصف الأميركي في وقت سابق الشهر الجاري. ونقلت الوكالة مقرها باكستان عن مسافرين وصلوا الى مدينة ميرانشاه الباكستانية الحدودية، ان القصف مساء الجمعة وصباح السبت أصاب قرية شيخان غرب غارديز عاصمة إقليم بكتيا. ونسبت الى شهود ان غالبية القتلى من النساء والاطفال، فيما دمرت ثلاثة منازل بالكامل. القوة الدولية الى ذلك، قال الناطق باسم القوة البريطانية في كابول غي ريتشاردسون أمس، إن اتفاقًا لنشر قوة دولية لحفظ الامن في أفغانستان، بلغ مراحله النهائية، ومن المقرر أن يوقع قريبًا. وسيمهد الاتفاق في شأن قوة المساعدة الامنية الدولية التي كلفها مجلس الامن ملء الفراغ الامني في أفغانستان، الطريق أمام نشر حوالى ثلاثة آلاف جندي. وقال ريتشاردسون: "نحن في المراحل النهائية من المفاوضات ونتوقع إبرام اتفاق قريباً". وأفاد أن 50 فرداً من القوات البريطانية سيصلون الى قاعدة باغرام الجوية فجر اليوم، يتبعهم 15 ضابطاً لإعداد مقر القوة الدولية. وذكر ان هؤلاء: "سيتولون إنشاء المقر في كابول حيث سيعمل الجنرال مكول" قائد القوة. وتوقع أن تجري الدول التي ستساهم بجنود في القوة الدولية، عمليات استطلاعية خلال الايام القليلة المقبلة. وكانت قوات أفغانية وبريطانية نفذت أول دورية مشتركة عبر كابول مساء أول من أمس استعداداً لبدء عمل قوة المساعدة الأمنية الدولية.