كابول، إسلام آباد، قلعة نيازي افغانستان - رويترز، أ ف ب - تجدد الجدل حول استمرار سقوط ضحايا في غارات اميركية اثر قصف طاول شرق افغانستان. وأفيد ان حوالى مئة شخص قتلوا في غارة شنها الطيران الاميركي على بلدة قلعة نيازي في ولاية بكتيا. وأثارت الغارة موجة من الاستياء في اوساط السكان، وطالبوا القيادة الاميركية بارسال جنود لتفقد المنطقة والتأكد من ان القصف اصاب منطقة سكانية وتسبب في قتل ابرياء. واكتفى ناطق باسم القيادة الاميركية بالقول: "اننا على علم بالحادث ونحقق فيه"، فيما افاد مصور لوكالة "رويترز" انه شاهد جنوداً اميركيين ترافقهم قوات أفغانية في طريقهم الى البلدة. وسوى القصف 12 منزلاً بالأرض، ودفن سكانها تحت الانقاض، فيما نقلت وكالة الأنباء الاسلامية الأفغانية عن ناجين ان المنطقة تعرضت لغارات متكررة على رغم عدم وجود اي معسكر ل"القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن او عناصر من حركة "طالبان" فيها. وقال المزارع جنات جول ان مقاتلة من طراز "بي52" وطائرتي هليكوبتر شنت الهجوم الذي افيد انه وقع في الساعات الأولى من صباح اول من امس. وقدر مزارعون آخرون عدد الضحايا بحوالى 107 قتلى، واشاروا الى صعوبة تحديد هوياتهم بسبب تشوه الجثث. وتبعد البلدة المنكوبة اربعة كيلومترات شمال غارديز عاصمة ولاية بكتيا الواقعة جنوب غربي جبال تورا بورا، حيث كان يعتقد ان بن لادن يتحصن مع اتباعه. وتعرضت المنطقة لغارات سابقة، اسفرت احداها عن مقتل عشرات من الاعيان كانوا في طريقهم لحضور مراسم تنصيب رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي في كابول. واحتج وفد من سكان المنطقة لدى كارزاي على استمرار القصف، فوعدهم بأن يطلب من الاميركيين وقف الغارات، لكن القضية انتهت بانقسامات بين الأطراف المشاركة في الحكومة. وقال وزير الدفاع الأفغاني الجنرال محمد فهيم ان القصف يجب ان يتوقف في أقرب وقت، فيما أيد وزير الخارجية عبدالله عبدالله استمرار الغارات الى ان يتم القضاء على آخر جيوب "القاعدة" التي اعتبر انها لا تزال موجودة في المنطقة. الى ذلك وقعت الحكومة الافغانية الموقتة اتفاقاً يسمح بنشر القوة المتعددة الجنسية لحفظ الأمن في كابول، بعدما اعترضت الاتفاق الذي وقعه أيضاً القائد البريطاني للقوة، صعوبات تتعلق باحترام الجنود المشاركين فيها تقاليد المجتمع الافغاني. وأعلن مسؤول بريطاني امس ان مسؤولين افغاناً وبريطانيين وقعوا اتفاقاً لنشر قوة دولية مسؤولة عن حفظ الامن في كابول، قبل ساعات من تبادل قائد القوة الجنرال جون مكول ووزير الداخلية الافغاني يونس قانوني نسخة عن الاتفاق، مطلقين بذلك رسمياً عملية حفظ الامن. وقال الجنرال جون مكول الذي يقود القوة الدولية للمساعدة الأمنية انه حصل على "الضوء الأخضر" لنشرها، علماً ان طلائعها وصلت الى العاصمة الافغانية. واشار الى ان الدول المشاركة اطلعت على نص الاتفاق قبل توقيعه، جاء ذلك بعد ايام من التفاوض على حجم القوة، وطريقة انتشارها، ويتوقع ان يبلغ عدد افرادها ثلاثة آلاف. وكان مجلس الأمن اعطى القوة تفويضاً بالدفاع عن النفس باستخدام وسائلها. واعلن مسؤول في وزارة الداخلية الافغانية ان احترام قوانين الشريعة الاسلامية، خصوصاً ما يتعلق بحظر استهلاك الكحول والعلاقات الجنسية، كان وراء تأخير توقيع الاتفاق. وقال الجنرال دين محمد جرحات مسؤول الامن الداخلي: "افغانستان بلد اسلامي والقوانين الافغانية اسلامية. على سبيل المثال، استهلاك الكحول واقامة علاقات جنسية امران مألوفان في البلدان التي يأتي منها هؤلاء الجنود، ولكن عليهم ان يخضعوا للقوانين الأفغانية". ووصلت الى كابول مساء اول من امس، قوات بريطانية معززة بآليات ومصفحات، وانضمت الى عشرات من الجنود المنتشرين في المدينة، فيما يتوقع وصول مزيد من العسكريين من جنسيات مختلفة، ليصل تعداد القوة الى ثلاثة آلاف جندي، ينتشر الف منهم في شوارع العاصمة، ويتمركز الباقون في قاعدة باغرام الجوية شمال المدينة. وكانت الفصائل الافغانية اتفقت في مؤتمر بون الشهر الماضي، على مبدأ نشر هذه القوة لتتولى حفظ الأمن في كابول وحماية مرافق حساسة. وتشارك في القوة دول بينها المانيا وفرنسا والاردن وتركيا، وتقودها بريطانيا.