قالت مصادر رسمية ان المغرب فقد نحو 23 في المئة من حركة السياحة الدولية منذ احداث 11 ايلول سبتمبر الماضي خصوصاً من اسواق الولاياتالمتحدة الاميركية التي قلصت اعداد زوارها الى منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا. واشارت المصادر الى ان نسبة خسائر قطاع السياحة على امتداد عام 2001 بلغت نحو 3.6 في المئة وهي نسبة ضعيفة لم تؤثر في نشاط القطاع الذي زادت ايراداته 23 في المئة وحافظ على موقعه كأول مصدر للعملة الصعبة بنحو 2.4 بليون دولار. واعتبرت الخسائر قليلة قياساً الى دول سياحية اخرى في منطقة البحر الابيض المتوسط. وتوقعت الرباط ان تنتعش حركة السياحة مجدداً في الربع الثاني من السنة وصولاً الى تحقيق ثلاثة ملايين سائح نهاية سنة 2002. وجاء الاحصاءات عقب اجتماع برئاسة الملك محمد السادس عقد في طنجة للبحث في مضاعفات الاحداث الدولية على نشاط السياحة في المغرب وتسريع تنفيذ المشاريع الواردة في الخطة العشرية التي تستهدف اجتذاب 10 ملايين سائح سنوياً ابتداءً من سة 2010 ستسبقها مشاريع استثمارية في قطاع السياحة يتراوح حجمها بين 7 و8 بلايين دولار. وتقرر خلال الاجتماع ان تعطى الاولوية للسياحة اعتباراً لدورها الاقتصادي واشعاعها الثقافي والحضاري وان تنفق الحكومة نحو 100 مليون دولار اضافية من موارد صندوق الحسن الثاني للتنمية لتجهيز الاراضي الموجهة الى الاستثمارات السياحية خصوصاً في اربع مناطق تقع على البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي وسيتم فيها بناء نحو 60 الف غرفة مصنفة جديدة لمضاعفة الطاقة الايوائية للسياحة المغربية تقدر حالياً بنحو 100 الف غرفة. وتقرر دعم نشاط شركة "الخطوط الملكية المغربية" لتطوير السياحة وخفض الكلفة وربط النفقات بمتطلبات سوق النقل الدولية. وكانت "الخطوط المغربية" حصلت دعماً من الدولة بقيمة 65 مليون دولار لمواجهة النقص المسجل في حركة الطيران والابقاء على خطة تحديث الاسطول التي تشمل امتلاك 22 طائرة جديدة من نوع "بوينغ" واربع طائرات جديدة من "ايرباص" بكلفة اجمالية تصل الى 1.5 بليون دولار. واعطى الملك تعليمات الى مكتب السياحة للقيام بحملات تعريف ودعاية في عدد من الاسواق السياحية الكبرى خصوصاً في اوروبا وشمال القارة الاميركية والخليج والشرق الاوسط بهدف اجتذاب المزيد من السياح عبر اشراك وكالات السفر واصحاب الفنادق في تمويل فترات اعلانية في عدد من الفضائيات الدولية واقامنة مهرجانات دولية للتعريف بفرص السياحة والاستجمام في المملكة واعتماد التكنولوجيا والانترنت في التعريف بالمناطق السياحية. ويُنتظر ان تستضيف مراكش في 25 الشهر الجاري "الملتقى الدولي الثاني للسياحة" الذي يجمع مهنيي القطاع والمسؤولين الحكوميين للبحث في الصعوبات التي تواجه تنفيذ بعض المشاريع السياحية التي اعطى الملك تعليمات بالاسراع في تنفيذها. وتعتبر المشاريع العربية الاكبر من نوعها في مجال الاستثمار السياحي في المغرب وشرعت مجموعة "دلة البركة" في انجاز قرى سياحية في اغادير تزيد كلفتها على 630 مليون دولار ستكون جاهزة بحلول سنة 2004. وكانت اغادير، التي تعتبر ثاني مدينة سياحية بعد مراكش واول منتجع يفضله السياح العرب فقدت 27 في المئة من حصتها في كانون الاول ديسمبر الماضي وتراجع عدد السياح الى 27.3 الف شخص من 37.3 الف خلال الفترة ذاتها من عام 2000 ولم تتجاوز نسبة امتلاء الفنادق معدل 28.8 في المئة بعدما كانت النسبة تزيد على 40 في المئة قبل احداث 11 ايلول. وافادت الاحصاءات المحلية ان جميع الجنسيات الاوروبية سجلت تراجعاً في اعداد سياحها باستثناء السياح السويسريين. وفقدت مراكش نحو 33 في المئة من حركة السياحة الدولية الشهر الماضي ولم تتجاوز اعداد السياح 47 الفاً مقابل 70 الفاً قبل عام وقدرت خسائر الليالي السياحية بنحو 22 في المئة وهي تراجعت من 187 الفاً الى 147 الفاً في كانون الاول ديسمبر الماضي على رغم ان المدينة زارها نحو 1.5 مليون سائح غير مقيم. لكن تلك الخسائر لم تؤثر كثيراً في مجموع نشاط السياحة في المغرب التي ظلت تساهم ب7.8 في المئة من اجمالي الناتج المحلي و12.5 في المئة من ميزان المدفوعات و15 في المئة من اجمالي المعاملات الجارية. وتشغل السياحة نحو 500 الف شخص وهي حققت العام الماضي 13.5 مليون ليلة فندقية ما يجعل المغرب ثالث بلد سياحي في جنوب المتوسط بعد تركيا ومصر والسابع في مجموع المنطقة اليورو متوسطية.