ازداد عدد السياح الوافدين إلى المغرب إلى 8.34 مليون سائح عام 2009، مقترباً من التوقعات الأولية بقدوم تسعة ملايين سائح العام الماضي و10 ملايين عام 2010. وفي المقابل، تراجعت إيرادات السياحة المغربية 3.5 في المئة إلى ما دون 53 بليون درهم (6.7 بليون دولار). وكانت عائدات السياحة قاربت 60 بليون درهم قبل اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية التي أفقدت الخزانة المغربية نحو 700 مليون دولار. وأشارت إحصاءات لوزارة السياحة إلى أن عدد الليالي السياحية انخفضت واحداً في المئة إلى 16.3 مليون ليلة على رغم زيادة عدد الزائرين ستة في المئة، خصوصاً في مراكش وأغادير والدارالبيضاء التي استقطبت مجتمعة 71 في المئة من مجموع الحركة السياحية التي استفادت من اتساع عمل شركات الطيران المنخفضة الكلفة. ويرتبط المغرب وتونس باتفاقات «السماء المفتوحة» التي تسمح للشركات الصغرى بمنافسة الناقلات الجوية الوطنية. وساعد هذا الإجراء على تكثيف الرحلات الجوية وخفض ثمن التذاكر وزيادة المتنقلين بين ضفتي البحر المتوسط. وتتوقع الدوائر السياحية تحقيق إيرادات بنحو خمسة بلايين يورو هذه السنة واستقبال 10 ملايين سائح منهم سبعة ملايين أجنبي وثلاثة ملايين مغترب، وإنجاز 130 ألف سرير في المدن الساحلية لرفع القدرة الاستيعابية إلى 230 ألف سرير، من خلال استثمار ما بين ثمانية وتسعة بلايين يورو في مشاريع سياحية مختلفة لبناء قرى جديدة ومنتجعات راقية على غرار «مازاغان» في الجديدة جنوبي الدارالبيضاء، ومنتجع السعيدية قرب الحدود الجزائرية. وتعتقد وزارة السياحة أن القطاع سيمثل 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2020 في مقابل تسعة في المئة عام 2009. وتستفيد السياحة المغربية من مشاريع البنية التحتية والبرامج العقارية المختلفة التي استقطبت نحو بليون دولار من مشترين أجانب عام 2008. وازدادت السياحة الأوروبية والعربية العام الماضي بين واحد وأربعة في المئة على رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، وحافظ الفرنسيون على مرتبتهم الأولى بين زوار المغرب (مليوني سائح)، تلاهم السياح الإسبان والبريطانيين والألمان والبلجيكيين، وجاء الخليجيون في مقدم السياح العرب وبعضهم يملك منازل ثانوية وشققاً وقصوراً. واعتبرت المصادر أن جزءاً من السياح الأوروبيين والعرب يفضلون الإقامات الخاصة على حساب الفنادق التي تراجع الطلب عليها من 49 في المئة عام 2006 إلى 41 في المئة العام الماضي، وهي أقل نسبة منذ عام 2003 الذي تراجع فيه امتلاء الفنادق إلى 39 في المئة. ويقضي بعض السياح الأثرياء الذين لا يقيمون في الفنادق المصنفة فترات إقامة أطول من المجموعات الأوروبية التي لا تبقى في الغالب أكثر من أسبوع وتستقدمها شركات سياحية عالمية. ويعيش نحو 20 ألف أوروبي متقاعد في عدد من المدن الغربية أهمها مراكش وأغادير والصويرة، وتشجع الرباط السياحة الراقية والزوار الأثرياء وتمنحهم امتيازات ضريبية لتملك منازل ثانوية.