بلغت عائدات السياحة في المغرب العام الماضي نحو 6.4 بليون دولار، بنمو بلغ نحو 3.4 في المئة مقارنة بعام 2015. وأفاد «المرصد المغربي للسياحة» في تقريره السنوي بأن «عدد السياح غير المقيمين استقر عند 10.3 مليون، 3.3 مليون منهم من فرنسا، وأكثر من مليونين من إسبانيا، ونحو 5 ملايين من المغتربين، مع تسجيل تطور في حركة السياحة الصينية والروسية، وشبه استقرار في حركة السياح البريطانيين والألمان وزيادة في عدد السياح الهولنديين والبلجيكيين والعرب. وكان إجمالي عدد السياح إلى شمال أفريقيا بلغ نحو 18 مليون سائح عام 2015، بينما بلغ عددهم إلى أفريقيا بنحو 53 مليوناً، بحسب «المنظمة العالمية للسياحة»، التي وضعت المغرب في المرتبة الأولى لجهة عدد الزوار إلى أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية عربياً بعد السعودية، بينما لم تكشف عدد السياح إلى الإمارات. وبلغ عدد السياح الذين زاروا المنطقة العربية 71 مليون سائح، ما يجعلها من المناطق الأكثر استقطاباً للسياح الأجانب على رغم الأحداث الأمنية. وقدرت إيرادات السياحة في المنطقة العربية بنحو 63 بليون دولار، بلغت حصة المغرب منها 10 في المئة. واعتبر المرصد أن النشاط السياحي في المغرب لم يتطور وفق «رؤية 2020» التي تستهدف استقبال 20 مليون سائح ومضاعفة القدرة الإيوائية وعدد الفنادق والمنتجعات السياحية. وكان متوقعاً أن يزيد عدد السياح على 12 مليون سائح وتقترب العائدات من 8 بلايين دولار عام 2016، لكن تعثر تنفيذ بعض المشاريع السياحية لزيادة القدرة الإيوائية، فضلاً عن تداعيات ثورات «الربيع العربي» حدّ من نمو القطاع الذي يمثل أحد أهم مصادر الدخل الخارجي ويعمل فيه نحو نصف مليون شخص. وخسرت شمال أفريقيا جزءاً من زوارها بسبب الظروف الأمنية، خصوصاً في ليبيا، وتراجع عدد السياح إلى تونس من 7.8 مليون سائح عام 2010 إلى 5.3 مليون عام 2015، وإلى الجزائر من 2.7 مليون عام 2013 إلى 1.7 مليون عام 2015، وإلى مصر من 14 مليوناً إلى 9 ملايين خلال 5 سنوات. وحافظ المغرب على ترتيبه في صدارة الوجهات السياحية في جنوب البحر الأبيض المتوسط على رغم تراجع السياحة الدولية إلى هذه المنطقة نحو 12 في المئة. وأشار التقرير إلى أن عدد الليالي السياحية زاد العام الماضي بنحو 4.5 في المئة، وتقاسمت مراكش وأغادير 60 في المئة من إجمالي الوافدين إلى المملكة، واستفادت مراكش من احتضان القمة العالمية حول التغير المناخي «كوب 22» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وزادت ليالي المبيت 9 في المئة في طنجة و6 في المئة في الدار البيضاء، واستقرت في الرباط عند نحو 625 ألف ليلة، وتراجعت في فاس نحو 6 في المئة، بينما قدرت نسبة امتلاء الفنادق بنحو 40 في المئة. ولفت إلى أن «4.2 مليون من الوافدين إلى المغرب استخدموا وسائل النقل الجوية، بانخفاض 1.4 في المئة، بينما زاد عدد الوافدين بحراً 7 في المئة». وتشكل السياحة في المغرب نحو 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وعلى رغم أهميتها في توازن الميزان التجاري وتحصيل العملة الأجنبية، تراجعت مساهمتها في الناتج المحلي نحو 12 في المئة خلال عقدين، لتحل مكانها الصادرات الصناعية. واعتبرت «المنظمة العالمية للسياحة» أن «السياحة ستبقى أحد أهم مصادر تجارة الخدمات على المستوى العالمي لعقود مقبلة، إذ تمثل 7 في المئة من إجمالي صادرات السلع والخدمات، وقدرت إيراداتها بنحو 1.5 تريليون دولار، بمعدل دخل بلغ نحو 4 بلايين دولار يومياً عام 2015». ويسجل اتجاه لتسجل الدول النامية والصاعدة تطوراً في إيراداتها من السياحة الدولية، لتنتقل حصتها من 30 في المئة عام 1980 إلى 45 في المئة عام 2015، على أن تصل إلى 57 في المئة عام 2030، أي ما يعادل استقبال بليون سائح سنوياً، وستكون حصة الشرق الأوسط وأفريقيا نحو 200 مليون سائح في مقابل 106 ملايين حالياً.