اعلنت مجموعة "كورال اويل" السعودية المالكة لشركة "سامير" النفطية في المغرب عن الشروع في برنامج استثماري بقيمة 720 مليون دولار خلال الفترة من 2002-2005 بالتعاون مع مجموعة "فوستير وايلير" البريطانية لبناء ثماني وحدات جديدة لانتاج وتكرير النفط ومشتقاته في المحمدية شمال الدار البيضاء. وقال المدير العام لشركة "سامير" عبد الرحمن السعيدي في مؤتمر صحافي أول من أمس ان البرامج التقنية للاستثمار لتحديث اجهزة مصفاة التكرير تم تحديدها مع الشركة البريطانية، مشيراً الى انها تهدف الى زيادة قدرتها الانتاجية الى عشرة ملايين طن سنوياً استجابة لتوسع السوق المحلية ونمو صادرات الشحوم وزيوت المحركات الى دول في اوروبا والولايات المتحدة. كما تهدف الخطة الى الاعداد لمنافسة قوية مرتقبة، نتيجة تحرير قطاع المحروقات في المغرب في النصف الثاني من السنة الجارية، والذي سيسمح للشركات الدولية بالمنافسة باستيراد وتكرير وتسويق النفط في المغرب بكل حرية. وكانت "سامير" منذ عام 1997، تاريخ انتقالها الى المجموعة السعودية مقابل 419 مليون دولار، تستفيد من بند خاص يمنحها امتياز الاحتكار ويمنع الشركات المنافسة من استيراد وتكرير النفط حتى سنة 2002. وبعد مفاوضات مع الحكومة تقرر تحرير قطاع المحروقات تدرجاً على ان تظل "سامير" المنتج والمورد الرئيسي للنفط ومشتقاته في المغرب. وقالت "سامير" ان حجم اعمالها بلغ العام الماضي 18 بليون درهم 1.6 بليون دولار من تسويق 6,2 مليون طن من النفط. وبلغت قيمة صادراتها الخارجية 260 مليون دولار.. ولم تعلن الشركة حجم ارباحها، التي يتوقع ان تتجاوز 100مليون دولار. ولمواجهة المنافسة المنتظرة، اعلنت "سامير" قيام تحالف صناعي تجاري مع مجموعة "سوميبي" المغربية للمحروقات تقضي باقامة شراكة تسمح ل"سامير" بتسويق منتجاتها في السوق المغربية في محطات التوزيع التي تملكها المجموعة في عدد من نقط البيع على امتداد المغرب. وتم لهذا الغرض تأسيس شركة مختلطة اطلق عليها اسم "سوميرجي" تملك فيها "سامير" 40 في المئة وشركة "سوميبي" 60 في المئة، من الحصص عبر تبادل الاسهم، كما تساهم شركات امريكية بشكل غير مباشر في رأسمال الشركة الجديدة من خلال الحصص التي تملكها في الشركة المغربية سوميبي للمحروقات , ويتعلق الامر بشفرون تكساكو، وغريف بروس، وإنيركوب، وداكس واس هاتش في- غاز. ويشمل التعاون كذلك قطاع غاز البروبان الذي ستشتري الشركة جزءه الاكبر من انبوب غاز المغرب العربي الذي ينقل نحو ثمانية ملايين طن من الغاز الجزائري الى اوروبا عبر المغرب. وكان التحالف التجاري بين سامير وسوميبي ازعج شركات دولية عاملة في المغرب في قطاع التوزيع مثل شال وتوتال وموبيل التي أبدت مخاوف من احتكار سامير قطاع التوزيع بعد احتكارها قطاع التكرير. وقال عبدالرحمن السعيدي شغل وزير تخصيص سابق ان "الشراكة مع سومبي هدفها الاعداد للمنافسة الحادة المرتقبة بتحرير قطاع المحروقات في المغرب قريباً وليس هناك سر اخر وراء هذه الشراكة". واضاف السعيدي ان سامير ستكون جاهزة بالكامل للمنافسة عام 2005 تاريخ دخول الوحدات الجديدة مجال الخدمة واعتمادها النظم الدولية في مجال البيئة وجودة الطاقة. وتعتقد سامير ان مردودية التكرير التجارية ستقل مع تزايد المنافسة في مجال التسويق على غرار ما يجري في عدد من دول الاتحاد الاوربي وهو ما يملي على الشركة تنويع نشاطها. وينتظر ان تستثمر سامير كذلك في مجال التنقيب عن النفط وتقدر نفقاتها في هذا المجال بنحو 82 مليون درهم لاستكشاف نحو 330 بئرا نفطيا في مناطق افشور التي تتواجد فيها شركات دولية من حجم فانكو وشال وتوتال. يذكر ان توريد النفط الخام في المغرب لا يخضع للرسوم الجمركية الا بعد التكرير والتسويق وتحقق الخزانة من هذا النشاط عائداً ضريبياً بلغ العام الماضي نحو بليون دولار ويدعم صندوق المقاصة قطاع المحروقات في حال ارتفاع الاسعار فوق 23 دولاراً للبرميل.