مع انتظار الاعلان المرتقب عن دمج شركتي "لاسمير" و"الشريفة للنفط" في شركة واحدة مطلع الشهر المقبل اثناء اجتماع مجلس ادارة "كورال اويل المغرب" قالت الشركتان انهما حققتا ارباحاً صافية بلغت نحو 305 ملايين درهم 32.5 مليون دولار في النصف الاول من السنة الجارية على رغم التراجع المسجل في اسعار الطاقة في السوق الدولية. وذكرت "لاسمير" في بيانات وُزعت في الرباط ان ارباحها خلال الاشهر الستة الاولى من 1998 بلغت 241.8 مليون درهم 25.7 مليون دولار في مقابل 228.4 مليون درهم في الفترة نفسها من العام الماضي. وحققت مبيعات بلغت 3.13 بليون درهم مقابل 3.9 بليون درهم في النصف الاول من العام الماضي. وحققت "الشريفة للنفط" ارباحاً صافية تجاوزت 62.6 مليون درهم نحو 6.7 مليون دولار بزيادة 22 مليون درهم على ارباح الفترة نفسها من العام الماضي التي كانت بلغت 40.7 مليون درهم، وهي اكبر نسبة ارباح تحققها الشركة منذ ان اشترتها مجموعة "كورال اويل" السعودية - السويدية ربيع عام 1997. وبلغت مبيعات الشركة 1.3 بليون درهم مقابل 1.6 بليون درهم في الفترة المشابهة من العام الماضي. ولاحظ المراقبون انه على رغم تراجع حجم المبيعات بفعل انخفاض اسعار المحروقات في السوق المغربية زادت ارباح الشركتين نتيجة تحسن الاداء وتراجع الكلفة واعادة هيكلة الاقسام والمرافق. وقالت مصادر مطلعة ان من المنتظر ان الاعلان عن دمج "لاسمير" و"الشريفة للنفط" في شركة واحدة مع استمرار تخصص كل شركة في مجالها التقليدي اي استمرار سيطرة "الشريفة للنفط" على قطاع الغاز والبروبان وتركيز "لاسمير" على التكرير وانتاج زيوت الطاقة، وهي خطة تسعى "كورال" التي تملكت الشركتين بنحو 490 مليون دولار، الى تنفيذها في المغرب ضمن استراتيجية تعزيز التحالفات وتقوية هياكل الانتاج. ويتوقع ان تبدأ "كورال" في مشروعها الاستثماري الذي يقدر بنحو 500 مليون دولار على مدى سنوات ضمن اتفاق سابق مع الحكومة المغربية يمنحها امتيازات احتكارية في مجال استيراد النفط وتكريره حتى سنة 2002. وكانت "كورال" اقدمت على اكبر استثمار عربي في المغرب ضمن برنامج التخصيص وساهمت بنسبة 40 في المئة من اجمالي الاستثمارات الاجنبية التي بلغت العام الماضي 1.2 بليون دولار. وتستفيد "كورال" من مرور انبوب غاز المغرب العربي - اوروبا الذي ينقل الغاز الجزائري الى اسبانيا عبر المغرب وجبل طارق بالقرب من مصفاتها في سيدي قاسم وهي تعمل في اتجاه تطوير انتاج وتسويق الغاز المسيل والبروبان في السوق المغربية ودول غرب البحر الابيض المتوسط. وتتحفظ الجهات التي اتصلت بها "الحياة" عن اعطاء تفاصيل اضافية عن مشاريع "كورال" في المغرب بانتظار اجتماع مجلس الادارة نهاية الشهر الجاري ومطلع الشهر المقبل. لكن المصادر تتوقع ان تكشف "كورال" لاحقاً خططها المستقبلية ومنها انشاء شركة جديدة لتسويق الغاز والبحث في تحالفات محتملة لانشاء شبكة محطات لتوزيع زيوت الطاقة على غرار التجربة في السويد ودول عربية اخرى وهو المشروع الذي كان الحديث عنه أثار ردود فعل بعض الشركات المنافسة. يذكر ان المغرب يستهلك سنوياً نحو 7 ملايين طن من النفط ومشتقاته ويدرّ على الخزينة رسوماً وضرائب تقدر بنحو 900 مليون دولار، ومن المتوقع ان تنخفض فاتورة استيراد الطاقة نهاية السنة الجارية بنحو 250 مليون دولار بسبب تراجع اسعار النفط. وكانت التوقعات الرسمية الأولية وضعت سعر برميل النفط في متوسط 17 دولاراً الى 18 دولاراً. وتخضع اسعار التوزيع المحلي لتقلبات سوق روتردام الهولندي ويستورد المغرب نحو 50 في المئة من موارد الطاقة من السعودية.