بلغت حمى دورة كأس الخليج الخامسة عشرة لكرة القدم ذروتها في الشارع الرياضي مع دخول العد التنازلي لانطلاق المباريات أسبوعها الأخير وسط اهتمام كبير بمتابعة اللقاءات التحضيرية التي تخوضها المنتخبات الستة المشاركة. وبات أنصار الكرة الخليجية ينتظرون ساعة الصفر حين تفتتح البطولة رسمياً الأربعاء المقبل في الرياض على استاد الملك فهد امام نحو 70 ألف متفرج سيتابعون المناسبة المفضلة لجماهير اللعبة في السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان منذ العام 1970.. وبرهن الاهتمام اللافت الذي منحه الشارع ل"خليجي 15" في الأسبوعين الماضيين أن الرياض ستعرف الدورة الأكثر تنافساً وقوة قياساً الى مستوى المنتخبات المشاركة التي استعدت طمعاً في نيل اللقب الذي لم يكن مطلب نصف المنتخبات في بطولات سابقة. وأظهرت تغطية وسائل الاعلام والمحطات الفضائية في الدول الخليجية لاستعدادات منتخباتها قبل بدء المباريات ان أحلام الفوز ضاغطة على المناصرين على خلفية الأداء اللافت للمنتخبات التي خاضت التصفيات الآسيوية للمونديال، مما جعل الشارع الرياضي في دول الخليج عموماً يراهن على مشاهدة مباريات مثيرة وتنافسية خارج نطاق الترشيحات. ويؤكد كثيرون في اوساط الكرة الخليجية ان برنامج المباريات لم يخذل متابعي البطولة حين فرض افتتاحاً نارياً يتمثل بلقاء المنتخب السعودي، صاحب الضيافة، امام منافسه التقليدي المنتخب الكويتي حامل اللقب. وهم يرون أن "اصطدام" الأخضر والأزرق في الافتتاح لن يؤثر في قوة المنافسة التي سترافق المباريات حتى 31 الجاري حين تختتم البطولة بلقاء السعودية وقطر، الذي يرشحون ان تلعب نتيجته دوراً في تحديد حامل اللقب الجديد تشديداً على استمرار المنافسة على مدى أيام المسابقة. ويبدو السعوديون أكثر تفاؤلاً بمقدرة سامي الجابر ورفاقه على إحراز اللقب، بيد أن سوء الطالع الذي خذل منتخبهم طويلاً في البطولة الخليجية فرض على أنصار "الأخضر" عدم الالتفات الى الملصقات التجارية التي تحمل شعار بطولة كأس العالم لكرة القدم وتذكرهم بمرافقة المنتخب السعودي الى مباريات المونديال الصيف المقبل، وبات اهتمامهم اكثر بنسر "خليجي 15" صاحب الابتسامة العريضة والنظارة السوداء... خصوصاً ان البطولة ستجرى على الارض السعودية. ولعل المنتخب يكسر قاعدة خسارته على ارضه عامي 1972 و1988. ويراهن الكويتيون على خبرة منتخبهم العريضة في فنون انتزاع اللقب من المنافسين الأقوياء وهيبة الأزرق في بطولات الخليج التي منحته الفوز سابقاً بالكأس في العام 1982 بمجهودات لاعبيه البدلاء، ويأمل مشجعو المنتخب الكويتي ألا تحبط لعنة الهزائم التي ترافق المدرب الألماني بيرتي فوغتس في عمله منذ أربعة اعوام السعد الكويتي في هذا الاستحقاق، خصوصاً ان الصحف الكويتية لا تبدو متفائلة في تعليقاتها على استعدادات منتخبها. ويتطلع انصار "العنابي" الى تحقيق إنجاز يوازي فوزه باللقب عام 1992، وينسيهم مرارة الإقصاء من تصفيات كأس العالم قبل نحو شهرين ، بينما ينتظر مشجعو الامارات ان يكسر منتخبهم حاجز المركز الثاني ويحرز اللقب للمرة الأولى، وعلى رغم صعوبة مهمة "الابيض" إلا أن انتزاع اللقب من عرين الأسد سيمنح المنتخب الاماراتي إنجازاً يوازي تطور الكرة الاماراتية وينسي انصاره نتائجه في البطولات الخليجية السابقة. ولا يخفي مشجعو منتخبي البحرين وعمان طموحات احراز اللقب للمرة الاولى بعدما أظهرت تصفيات المونديال مقدرة المنتخبين على تحقيق نتائج جيدة على حساب اقوياء الكرة الخليجية وجهوزيتهما للمنافسة على الفوز. وينتظر أن تحظى البطولة بتغطية اعلامية غير مسبوقة اقليمياً فضلاً عن حصول محطات تلفزيون أجنبية على حقوق بث مبارياتها. وأكد الرعاة أن حقوق بث المباريات منحت لمحطات عربية وأجنبية لقاء 20 ألف دولار للمباراة.