يسعى المنتخب الكويتي لكرة القدم إلى الاستفادة من الدفعة المعنوية الهائلة التي نالها في الفترة الماضية ونشوة البطولة والانتصارات، بعد إحراز لقب كأس الخليج لتقديم عرض قوي وتحقيق الفوز عندما يلتقي نظيره الصيني اليوم في بداية مسيرته ببطولة كأس آسيا 2011. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الكويتي ترك بصمة رائعة لكرة القدم العربية في تاريخ بطولات كأس آسيا، حيث كان مع المنتخب العراقي أول المنتخبات العربية مشاركة في البطولة وذلك في البطولة الخامسة عام 1972 . كما أصبح المنتخب الكويتي أول المنتخبات العربية إحرازا للقب، وذلك في البطولة السابعة التي استضافتها الكويت في عام 1980. وفشل المنتخب الكويتي في التأهل لنهائيات البطولة الماضية عام 2007؛ ولذلك يأمل الفريق من خلال البطولة الحالية بقطر، في استعادة بريقه على المستوى القاري مثلما استعاده على المستوى الخليجي. ويرى الأزرق أن الفرصة مواتية أمامه لتحقيق نتائج جيدة في البطولة الآسيوية والمنافسة على المراكز الأولى على الأقل، إن لم يستطع إحراز اللقب، رغم أن القرعة أوقعته في مجموعة صعبة مع المنتخب القطري صاحب الأرض ومنتخبي الصين وأوزبكستان. ولكن الدفعة المعنوية التي نالها الأزرق من فوزه في «خليجي 20» ستكون سلاحه في مواجهة منافسيه بهذه المجموعة، خاصة المنتخب القطري الذي سبق له أن خسر من نظيره الكويتي في الدور الأول ل«خليجي 20». ويدرك الأزرق جيدا أن البدايات تلعب دورها، كما أن المواجهة مع المنتخب الصيني رغم قوة المنافس تبدو أفضل كثيرا من نظيرتيها أمام أصحاب الأرض أو المنتخب الأوزبكي الذي أصبح الحصان الأسود للكرة الآسيوية في الفترة الماضية. وإلى جانب الحالة المعنوية الجيدة، يعتمد المدير الفني للأزرق، الصربي جوران توفيدزيتش على تألق العديد من لاعبيه في الفترة الماضية وفي مقدمتهم حارس المرمى نواف الخالدي وحمد العنزي وفهد العنزي. ويأمل توفيدزيتش في تعافي لاعبه بدر المطوع الذي تعرض للإصابة في كاحل القدم الثلاثاء الماضي خلال أول تدريبات الفريق بالدوحة. ويعتمد المنتخب الكويتي على مهاراته الفنية وإمكانيات الفريق الخططية في التعامل مع سرعة لاعبي المنتخب الصيني. وفي المقابل، يملك المنتخب الصيني سجلا حافلا في بطولات كأس آسيا، حيث بدأ مشاركاته في البطولة منذ عام 1976 ولم يغب عن نهائيات البطولة منذ ذلك الحين، وستكون بطولة 2011 في قطر هي المشاركة العاشرة له في بطولات كأس آسيا. ونال المنتخب الصيني ومدربه جاو هونجبو إشادة بالغة بعد مسيرته الناجحة في التصفيات؛ ما دفع هونجو إلى التأكيد على أنه يسعى لبلوغ الدور قبل النهائي في كأس آسيا 2011. وما يضاعف من أمل الفريق ومدربه هو الفوز بلقب بطولة كأس شرق آسيا التي أقيمت عام 2010 في العاصمة اليابانية طوكيو. كما يشعر أنصار التنين الصيني بأن الفريق يستطيع بشيء من الحظ أن يعبر الدور الأول للبطولة والمنافسة على التقدم نحو الأدوار النهائية، خاصة بعدما أبعدته قرعة البطولة عن مواجهة المنتخبات الكبيرة مثل كوريا الجنوبية واليابان وإيران والسعودية. بينما يرى آخرون أن ذلك لن يخدم الفريق كثيرا، حيث يعتقد أصحاب هذا الرأي أن فريقهم يمكنه السقوط بسهولة أمام أي فريق بغض النظر عن قوة هذا الفريق؛ ولذلك ستكون مهمة الفريق في مباراة اليوم هي تحقيق أفضل نتيجة ممكنة أمام منتخب عملاق مثل الأزرق سبق له الفوز بلقب البطولة، كما يعيش حاليا أفضل فترة له منذ أعوام طويلة. ويدرك التنين الصيني فارق الخبرة الذي يتفوق به الأزرق، ولكنه يسعى إلى استغلال الإصرار والحماس والرغبة في إثبات الذات لإيقاف انطلاقة المنتخب الكويتي. ويمتلك هونجبو بين صفوف الفريق العديد من اللاعبين المتميزين وفي مقدمتهم جاو لين الذي يقود بمفرده الهجوم في ظل اعتماد هونجبو بشكل أساسي على خطة اللعب 4/5/1. ويضع المنتخب الصيني أملا كبيرا في تحديد مصيره بكأس آسيا على المباراة الأولى اليوم، ولا سيما أن مواجهته أمام المنتخب القطري صاحب الأرض ستكون صعبة ومحفوفة بالمخاطر