رغم تأخر بداية مشاركات المنتخب السعودي لكرة القدم في بطولات كأس آسيا لكرة القدم حتى البطولة الثامنة التي استضافتها سنغافورة عام 1984، نجح الأخضر في الوصول للمباراة النهائية في ست من البطولات السبع التي شارك فيها حتى الآن. وعندما يخوض المنتخب السعودي بطولة كأس آسيا ال15 التي تستضيفها قطر من 7- 29 يناير الحالي، سيكون هدفه هو الفوز باللقب لتعويض إخفاقه في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وغاب الأخضر عن نهائيات المونديال للمرة الأولى منذ بطولة عام 1994 التي شهدت المشاركة الأولى من بين أربع مشاركات متتالية له في البطولة العالمية. لكنه نجح في الظهور بمستواه المعهود في الشهور القليلة الماضية وشق طريقه بلاعبي الصف الثاني نحو المباراة النهائية لكأس الخليج الماضية (خليجي 20) التي اختتمت فعالياتها قبل أسابيع قليلة باليمن. ولم يعد أمام الأخضر سوى المنافسة بقوة على لقب بطولة كأس آسيا 2011 في قطر من أجل تعويض جماهيره عن الإخفاق في تصفيات المونديال. وفرض الأخضر نفسه على قائمة أكثر الفرق نجاحا في بطولات كأس آسيا لأنه الوحيد الذي وصل للمباراة النهائية ست مرات حتى الآن وكان آخرها في البطولة الماضية عام 2007. وتوج الأخضر بلقب كأس آسيا ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996، كما فاز بالمركز الثاني في البطولة أعوام 1992 و2000 و2007، بينما عانده الحظ في بطولة 2004 وخرج من دور المجموعات. ويتقاسم المنتخب السعودي مع نظيريه الإيراني والياباني الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الآسيوي برصيد ثلاثة ألقاب لكل منهم. وتأهل الأخضر إلى كأس آسيا 2011 تلقائيا دون خوض التصفيات بعد وصوله المباراة النهائية للبطولة الماضية عندما خسر أمام نظيره العراقي الذي توج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه. ويأمل مشجعو المنتخب السعودي في أن يعوضهم الفريق عن السنوات الماضية التي فشل خلالها في إحراز أي لقب رغم نجاحه الفائق في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، لذلك فإن جماهير الأخضر لن تقبل إلا العودة بكأس البطولة القارية من الدوحة. وأوقعت القرعة، المنتخب السعودي في مجموعة "السهل الممتنع" حيث يمتلك الفريق فرصة رائعة في التأهل من المجموعة الثانية إلى دور الثمانية، بشرط استغلاله فارق الخبرة الذي يتفوق به على نظيريه الأردني والسوري. بينما ستكون العقبة الكبرى في مواجهة الأخضر بهذه المجموعة هو المنتخب الياباني الذي سبق له أن أحرز لقب البطولة ثلاث مرات أيضا وكان منها مرتان على حساب الأخضر، حيث تغلب عليه في نهائي البطولة عامي 1992 و2000. وتشعر الجماهير بالقلق من المدير الفني للمنتخب، البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي لم يحقق أي نجاح ملموس حتى الآن على مدار مسيرته مع المنتخب، علماً أنه تولى قيادة الأخضر في مرحلة متأخرة من تصفيات مونديال 2010 وفشل في قيادته للنهائيات رغم فوزه على المنتخب الإيراني في عقر داره خلال أول مباراة يقوده له. كما فشل بيسيرو في قيادة المنتخب إلى اللقب الخليجي قبل أسابيع نظرا لمشاركته في البطولة بلاعبي الصف الثاني الذين سقطوا في النهائي أمام الأزرق الكويتي. ولذلك، تمثل كأس آسيا 2011، الفرصة الأخيرة لبيسيرو التي يستطيع من خلالها الحفاظ على منصبه أو حزم أمتعته وترك الفرصة لمدرب آخر. وما يضاعف من الآمال المعلقة على المنتخب هذه المرة، أن بيسيرو يمتلك عدداً من اللاعبين الأساسيين والبدلاء القادرين على العودة بكأس البطولة، في مقدمتهم المهاجم الخطير ياسر القحطاني وشريكاه في الهجوم نايف هزازي وناصر الشمراني بالإضافة إلى عبده عطيف وأحمد عطيف ووليد عبدالله وأسامة هوساوي وتيسير الجاسم ومحمد الشلهوب وأسامة المولد.