ينتظر ان تعلن السعودية عن قطع علاقاتها الديبلوماسية مع حكومة طالبان خلال اليومين المقبلين، وتوقع مصدر ديبلوماسي خليجي في الرياض ان تقدم السعودية على هذه الخطوة اليوم او غداً "تمشياً مع قرارات الشرعية الدولية، وبسبب عدم تجاوب حركة طالبان مع مساعي المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب عدم تسليم اسامة بن لادن وقيادات تنظيم القاعدة المتهم بمسؤوليته عن التفجيرات في الولايات المتحد". وفي خطة متوقعة قطعت دولة الإمارات، امس، علاقاتها الديبلوماسية مع حركة "طالبان" واستدعت القائم بالأعمال بالنيابة في أبوظبي عزيز الرحمن وطلبت اليه إغلاق السفارة ومغادرة الإمارات في غضون 24 ساعة. وعزت ابوظبي هذه الخطوة إلى رفض "طالبان" مساعيها للتجاوب مع طلب مجلس الأمن الدولي تسليم المتهم الأول في تفجيرات نيويوركوواشنطن. من جهتها أكدت اسلام آباد بلسان الناطق باسم الخارجية الباكستانية رياض محمد خان انها لن تقطع العلاقات مع "طالبان" على غرار ما فعلته الامارات. وبرّر ذلك بأن "السفارة الافغانية في اسلام آباد النافذة الوحيدة على العالم الخارجي". وقال مصدر مسؤول في الخارجية الإماراتية أمس ان حكومة "طالبان" رفضت مساعي حثيثة من دولة الإمارات لإقناعها بالتجاوب مع مجلس الأمن الدولي تسليم بن لادن لإجراء محاكمة دولية عادلة له في الاتهامات الموجهة اليه في الاعتداءات. واعتبر انه اصبح متعذراً استمرار العلاقات الديبلوماسية مع حكومة ترفض التجاوب مع الإرادة الواضحة للمجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن. لكنه أمل، انطلاقاً من حرص الامارات على الشعب الأفغاني سلامته بأن يعيد المسؤولون في افغانستان تقويم مواقفهم ويتجاوبوا مع مطالب المجتمع الدولي. وتبدي حكومة الإمارات قلقها ازاء تزايد أعداد الأفغان الذين يقيمون في الإمارات بصورة غير شرعية ومخالفين لقوانين الهجرة والعمل فيها. الموقف السعودي وترى الرياض ان الموقف المتشدد الذي اعلنته "طالبان" بعدم تسليم بن لادن لا يعبر عن حكمة وفيه تجاهل لارادة دولية شاملة وبشكل يعرض مصالح الشعب الافغاني للدمار. وسيترافق قطع العلاقات بإغلاق السفارة في الرياض والتي يديرها حالياً قائم بالاعمال بالنيابة هو السيد مطيع الله خلوتي، وتضم اثنين من الموظفين الاداريين. وكانت السعودية جمدت علاقاتها الديبلوماسية مع حكومة "طالبان" وخفضت مستوى التمثيل الديبلوماسي عام 1998 فاقتصر عمل السفارة على رعاية شؤون المقيمين الافغان العاملين في المملكة خصوصاً تجديد جوازات سفرهم، ويعتقد ان عدد هؤلاء يصل الى نحو 200 الف افغاني. وكانت الرياض، مثل ابو ظبي، اعترفت بحكومة "طالبان" في ايار مايو 1997 وحاولت السلطات السعودية اكثر من مرة اقناع "طالبان" بتسليم ابن لادن ولكن بدون فائدة. المجلس الوزاري الخليجي الى ذلك يتوقع ان يطالب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي "طالبان" بالتجاوب مع الدعوات الدولية لتسليم ابن لادن وزعماء "القاعدة"، وذلك خلال الاجتماع الاستثنائي الذي يعقدونه بعد ظهر اليوم في جدة للبحث في مستجدات الاوضاع وانعكاسها على دولهم. ووفقاً لمصادر ديبلوماسية خليجية فإن وزراء الخارجية سيحمّلون "طالبان" مسؤولية ما قد تتعرض له افغانستان من مخاطر، ويناشدونها تجنيب الشعب الافغاني المخاطر المحتملة. وسيجري الوزراء الستة تقويماً مشتركاً للوضع وخطورته في ظل اجواء الحرب ضد افغانستان، وينتظر الوزراء في هذا الاجتماع معرفة الصورة التي خرج بها نظيرهم السعودي الامير سعود الفيصل من محادثاته في واشنطن حول احتمالات المرحلة المقبلة.