سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة التمييز العنصري . انان : الاتهامات بين اسرائيل والعرب ليست موضوع المؤتمر عرفات : ممارسات الدولة العبرية عنصرية مبيكي : الرق سبب فقر السود والملونين
} افتتح مؤتمر الأممالمتحدة لمناهضة العنصرية أعماله أمس في مدينة ديربان الجنوب افريقية بدعوة الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان الى عدم الخوض في "تبادل الاتهامات"، خصوصاً في مسألة الشرق الأوسط، في حين ناشد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المؤتمرين "الوقوف الى جانبنا، جانب العدالة والشرعية الدولية التي تدوسها الحكومة الاسرائيلية". وركز رئيس جنوب افريقيا، الدولة المضيفة، على موضوع الرق، ووصف الفقر الذي يعاني منه "بلايين من السود والملونين" بأنه نتيجة الاستعباد والاستعمار. وسارت تظاهرات عدة ضمت آلافاً من المناهضين للعنصرية ولاسرائيل وللرق أمام مقر المؤتمر خلال جلسة الافتتاح التي شارك فيها نحو ستة آلاف شخص من 130 دولة. وتستمر أعمال المؤتمر حتى السبت المقبل، ويسعى المؤتمرون الى التوصل لاتفاق على اعلان للمبادئ وخطة عمل لمكافحة العنصرية وحماية حقوق الأقليات العرقية في العالم. ديربان جنوب افريقيا، لندن - "الحياة"، أ ف ب، أ ب - دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في افتتاح مؤتمر الاممالمتحدة لمناهضة العنصرية أمس في ديربان الى عدم الانغماس في "تبادل الاتهامات" خصوصاً في شأن موضوع الشرق الاوسط المثير للجدل. واعتبر ان "اقصى الفظاعات" التي تعرض لها اليهود في الماضي وهي الهولوكوست المحرقة لا يمكن ان تبرر "الاذى" الذي يلحق بالفلسطينيين اليوم، مؤكداً ان "هدفنا الرئيسي يجب ان يكون تحسين مصير الضحايا". وحضر الافتتاح 13 رئيس دولة اضافة الى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات بينما غاب عنه رؤساء الدول الصناعية. ويبدو ان قضية الشرق الاوسط اضافة الى مسألة التعويضات المحتملة لضحايا العبودية تشكلان نقطتي الجدل الاساسيتين في المؤتمر. ويرغب الفلسطينيون وبعض المشاركين العرب في تشبيه الصهيونية بالعنصرية او صدور ادانة من المؤتمر للممارسات الاسرائيلية في اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة والتي تتمتع بالحكم الذاتي. وقاطع وزير خارجية الولاياتالمتحدة كولن باول المؤتمر، وأرسلت واشنطن في آخر لحظة فريقاً على مستوى متوسط لمحاولة تخفيف اللهجة المناهضة لاسرائيل في مشروع الاعلان الختامي. كما ارسلت اسرائيل من جانبها بعثة مماثلة. ولم يحاول انان تجنب الموضوع داعياً في الوقت نفسه الى عدم تحويله عقبة خلال المؤتمر. وقال ان "الشعب اليهودي تعرض لمعاداة السامية في كثير من انحاء العالم وفي اوروبا تعرض لمنتهى الفظاعات وهي المحرقة الهولوكوست. وهذا الواقع يجب الا ينسى ابداً او يقلل من اهميته". وتابع "لذلك يمكن تفهم ما يشعر به كثير من اليهود من الاستياء الشديد من اي اتهام بالعنصرية يوجه الى دولة اسرائيل، خصوصاً عندما يتزامن ذلك مع هجمات عشوائية وغير مقبولة على الاطلاق يتعرض لها المدنيون الابرياء". واضاف وسط عاصفة من التصفيق بين مندوبي اكثر من 150 بلداً "كما لا يمكننا ان نتوقع من الفلسطينيين قبول ذلك كحجة لتجاهل الاذى الذي يلحق بهم من تهجير واحتلال وحصار، واليوم اعدامات من دون محاكمة". وقال اخيراً: "ان الاتهامات المتبادلة ايها الاصدقاء الاعزاء ليست موضوع هذا المؤتمر". مبيكي وتناول رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الموضوع الآخر الحساس في المؤتمر واصفاً الفقر الذي يرزح تحت ثقله "بلايين الملونين والسود" على انه نتيجة الاستعباد والاستعمار. وقال: "كثيرون هم في عالمنا هذا الذين يتعرضون للاهانات والاذلال لأنهم ليسوا بيض البشرة". واضاف "ان انسانيتنا المشتركة ... تحتم علينا الاتحاد للتغلب على نتائج العبودية والاستعمار اللذين ما زالا الى يومنا هذا يرسمان حياة البلايين من البشر الملونين او السود كما لو انها حياة بلا أي أمل". وتخشى الدول الغربية ان يفتح هذا النقاش الباب للمطالبة بتعويضات مالية ضخمة بينما قد يتجه المؤتمر نحو تعهدات بالمساعدة على التنمية. وانتخبت وزيرة خارجية جنوب افريقيا نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة للمؤتمر الذي يستمر حتى السبت المقبل. عرفات ودان عرفات في كلمته أمام المؤتمر "التصعيد العسكري" الاسرائيلي معتبراً ان "هذه الفظاظة وهذا العنف نابعان عن عقلية استعلاء وعقلية تمييز عنصري وتهجير للسكان وتطهير وفرض المستوطنين يومياً على شعبنا". واضاف: "ان شعبنا الفلسطيني المعذب، الذي يواجه هذه المعاملة، والاستعمار والتمييز العنصري ينتظر من هذا المؤتمر ان يقف الى جانبنا والى جانب العدل والشرعية الدولية التي تدوسها الحكومة الاسرائيلية بالارجل".