قرأت مقالة الأستاذ الفاضل يوسف خازم سلمه الله المنشورة في "الحياة" في 29/5/2001م "اريتريا وأثيوبيا لعنة الحرب والفقر أطاحت أحلام أفورقي وزيناوي". مع تقديري لاهتمام الأستاذ خازم بشؤون بلادي اريتريا، إلا ان بعضاً مما كتبته عن أسياس افورقي ليس صحيحاً. وبما انني أقرأ خازم باستمرار لا أريد ان تهتز صورته عندي لأنه في اعتقادي الصحفي كالمدرّس بالنسبة الى قرائه. قبل ان أسألك، استاذ خازم، عن المعايير التي استخدمتها للتوصل الى ان أفورقي كان يتمتع بشعبية في اريتريا وبتأييد قلما حصل عليه زعيم افريقي، أو قبل ان أسألك عن المصادر التي أدلت بهذا الرأي، أود ان أسرد باختصار شديد بعضاً مما فعله هذا الرجل ولم يزل في حق مواطنيه، والدول المجاورة والمنظمات الإنسانية، وحتى منظمات هيئة الأمم العاملة في اريتريا. داخياً: 1- رفض مشاركة الفصائل الأريترية الأخرى في إدارة شؤون البلاد وبذلك تسبب في استمرار الحرب الأهلية في اريتريا، وعدم عودة اللاجئين واستمرار معاناتهم في المهاجر. وتبلغ اعدادنا في العالم اكثر من مليون لاجئ اريتري. وهذا العدد يمثل ثلث سكان البلاد تقريباً، ترى هل هؤلاء من المؤيدين؟ 2- انفرد بالرأي حتى داخل فصيله، وجعل من مساعديه مجرد موظفين ينفذون أوامره. فكرس الديكتاتورية في دولة اريتريا منذ ميلادها. 3- أرهب المواطنين بالمداهمات والسجن والإخفاء. وفي السجون آلاف الشباب. كل هذا لمجرد الشك أو الحقد أو الوشاية من احد المقربين. 4- عطل الدستور الذي ناضل الشعب الأريتري من اجله. وشرع في كتابة دستور مفصّل على رغباته من دون تفويض من الشعب الأريتري. 5- رفض طلب السكان المسلمين تدريس ابنائهم اللغة العربية، كما كان سائداً في فترة الاتحاد الفيديرالي والانتداب البريطاني، ومنذ العصور الوسطى، ورفض التعاون مع الجهات العربية في شؤون التعليم. 6- صادر الأراضي بحجة إعادة التوزيع، وأرهق المواطنين بالضرائب والرسوم المختلفة حتى صار السواد الأعظم منهم يعتمد على المساعدات الخارجية. 7- جعل حزبه يسيطر على الاقتصاد الضعيف أصلاً، وصار ينافس المواطنين على التجارة البسيطة ويستورد من الخارج، الأمر الذي أرهق الدولة وبدد الملايين من اموال البلاد ومن الجمارك .... 8- أدخل البلاد في حروب خاسرة مع الجيران أولها الحرب مع اثيوبيا، وألحق بالجيش الهزيمة جراء قراراته الفردية وهلك الآلاف من الشباب المغلوبين على امرهم. خارجياً: 1- رفض التعاون مع منظمات هيئة الأممالمتحدة، بل صادر ممتلكاتها وطرد الموظفين. 2- رفض عمل المنظمات العربية والإسلامية وسمح للمنظمات الغربية وحدها بالعمل. 3- رفض طلب السكان الانضمام الى جامعة الدول العربية. 4- عمد الى معاداة الدول المجاورة لأريتريا واستهتر بدعم الدول العربية لأريتريا وكل ذلك لعزل الشعب الأريتري عن محيطه الطبيعي. وختاماً أدعوك، أخي الكريم لدراسة اوضاع اريتريا لأن ما خَفِيَ أعظم، والله الموفق في ما نقول ونكتب. جدة - محمد علي احمد