يتطّلع الكويتيون الى الزيارة التي سيقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد الى الكويت في الثامن عشر من الشهر الجاري للحصول منه على صورة اوضح عن المدى الذي ستذهب اليه دمشق في تقاربها مع بغداد. ومالت وسائل الاعلام الكويتية ومنها الصحف اليومية الى تهميش الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو الى بغداد اخيراً وتصريحه لدى اجتماعه إلى الرئيس صدام حسين بأن "اي اعتداء على العراق اعتداء على سورية"، في حين بدا ان قول الرئيس صدام بأن التقارب بين العراق وسورية "انجاز كبير فاجأ الاعداء" موجه الى الكويت اكثر من اي طرف آخر. ويبدي بعض السياسيين الكويتيين تفهماً للظروف المحيطة بسورية وقادت الى خطوة تقاربية كبيرة مع بغداد مثل زيارة ميرو والتي تضمنت اتفاقات اقتصادية وتفاهماً سياسياً. وقال عضو مجلس الامة البرلمان عبدالله النيباري ل"الحياة" امس: "إن سورية تواجه تحديات من جهة اسرائيل وتركيا والولايات المتحدة بالاضافة الى الظروف الداخلية والاقتصادية واعتقد ان تقارب دمشق مع بغداد يجب ان يفهم في اطار هذه الصورة"، واشار الى تقارير عن حصول سورية على نفط عراقي بثمن رخيص اضافة الى مكاسب تجارية اخرى. ولكن ما الثمن الذي ستحصل عليه بغداد في المقابل؟ وهل سيكون على حساب الكويت والخليج؟ يجيب النيباري: "بالنسبة الى النظام العراقي فإن اي اختراق للعزلة التي يعيشها هو مكسب بالنسبة اليه. لكنني لا اعتقد ان سورية ستقدم للعراقيين اموراً تخلّ بالتزاماتها الخليجية أو بموقفها تجاه الحالة العراقية والذي تشكل اثر الغزو عام 1990". وتابع: "بالنسبة الينا في الكويت فإن لنا مطالب محددة هي ان يتوقف العراق عن التهديد وان يطلق الأسرى ويسدد التعويضات التي اقرتها الاممالمتحدة، واعتقد بأن سورية تدعم هذه المطالب وليس من حقنا ان نفرض وجهة نظرنا في امور تخص سورية في علاقاتها مع العراق". ويرى النيباري ان الخطوة السورية تجاه بغداد تتماشى مع اتجاه عربي عام نحو تجاوز الحصار التجاري المفروض على العراق ما دام لا يخرق الالتزام الدولي بعدم اعطاء بغداد ما يعينها على بناء اسلحة الدمار الشامل، وقال: "اعتقد بأنه حتى الكويت والسعودية ليستا مع استمرار الحصار الذي يزيد من معاناة الشعب العراقي" واستدرك: "ان تحفظنا الوحيد من التقارب السوري - العراقي هو في ان يحصل النظام في بغداد على دعم سياسي يقويه في وقت يستمر في سياساته العدوانية تجاه الكويت والسعودية، واعتقد بأن هذه النقطة لن تخفى على اشقائنا السوريين". ولا شك ان اسئلة كثيرة سيوجهها الجانب الكويتي بهذا الصدد الى الجانب السوري خلال زيارة الاسد السبت المقبل التي تستمر 24 ساعة يلتقي خلالها الامير الشيخ جابر الاحمد الصباح واقطاب الحكومة الكويتية، وسيرافق الاسد الى الكويت وزير الخارجية فاروق الشرع ووزير التجارة محمد العمادي ما يعكس الاجندة السياسية - الاقتصادية للمحادثات. وكتبت صحيفة "السياسة" الكويتية في افتتاحيتها امس: "الرئيس السوري بشار الأسد يعرف مصلحته، ونحن لسنا أذكى منه ولسنا من يملي عليه ماذا يجب ان يفعل، بل على العكس، نحن في انتظار قدومه ونتمنى ان نسمع منه، وقد نكون نحن على خطأ وهو على صواب".