استبقت سورية توقيعها اتفاق التجارة الحرة مع العراق باستقبال وفد برلماني كويتي برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان محمد جاسم الصقر. وقال رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو ان بلاده تعارض "الحصار الجائر" المفروض على العراق، وتعتبر رفعه "واجباً قومياً". ويوقع نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ورئيس الوزراء السوري اليوم اتفاق التجارة الحرة بين البلدين. وكان الوفد الكويتي أجرى محادثات مع الرئيس بشار الأسد ووزيري الخارجية فاروق الشرع والاعلام عدنان عمران، وقالت مصادر رسمية إن المحادثات تناولت "الأوضاع في المنطقة وتفعيل العمل العربي والعلاقات بين البلدين الشقيقين". ويأتي ذلك في اطار توجه المسؤولين السوريين الى ايجاد "توازن دقيق" بين علاقة دمشق مع بغداد والعلاقة مع دول الخليج، خصوصاً الكويت. ووصل نائب الرئيس العراقي إلى دمشق الاثنين والتقى الرئيس الأسد. وزار أمس "الجامع الأموي" و"قصر العظم". وأجرى محادثات مع ميرو قبل توقيع اتفاق التجارة الحرة. ونقلت مصادر رسمية عن ميرو قوله: "الظروف اثبتت اننا بتعاوننا في الميادين الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية، نحقق ما هو مجدٍ ويجسد المصلحة المشتركة ويلبي القيم القومية". وزاد ان بلاده "تقف ضد كل مظاهر الضغط والحصار الجائر على العراق العزيز، وهي مستعدة لتقديم كل ما تستطيع لتوفير ما يحتاجه الشعب العراقي الشقيق، في سبيل مواجهة الظروف التي يمر بها، وتعتبر هذا واجباً قومياً تمليه الأخوة القائمة بين سورية والعراق وبين العرب جميعاً". ونقلت المصادر عن رمضان قوله إن تحقيق المناخ الايجابي بين البلدين "يعزز جو الثقة ويجعلنا نعمل لاضافة خطوات جديدة في اطار تطوير علاقات التعاون الثنائي والتعاون العربي المشترك". وشدد على أهمية التعاون "في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والمشاريع الاستثمارية، وتحقيق خطوات عملية تعزز هذا التعاون بما يعبر عن طموحات الشعب العربي". الى ذلك، ذكر مصدر عراقي أن قنصلية سورية ستفتتح في بغداد في "غضون أيام" بعد نحو سنة على فتح مكتب لرعاية المصالح العراقية في دمشق. وفي بيروت، التي توقف فيها ساعات في طريقه من دمشق إلى جاكرتا، اعتبر وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الذي رافق رمضان في رحلته إلى العاصمة السورية، ان العلاقات بين العراق وسورية "تخطو خطوات موزونة وتشهد تقدماً مضطرداً". ونفى امتلاك بغداد أسلحة محظورة أو معامل لتصنيعها. وعما تردد عن "تحذير" أميركي لسورية بعدم الاستمرار في التعاون مع العراق في مجالات اقتصادية معينة، قال الصحاف: "هذا كلام اليهود والصهاينة، ويجب أن تدوسه الأقدام"، ودعا إلى استمرار المقاومة ضد الإسرائيليين.