اتبع "الرئيس المرشح" الفريق بشّار الأسد لقاءه وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف امس باستقبال وفد برلماني كويتي برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة محمد جاسم الصقر. وأعلن الصحاف انه طلب من بشّار "المساهمة في رفع الحصار عن الشعب العراقي". وعكس تزامن اللقاءين رغبة دمشق في علاقة متوازنة مع بغداد والكويت، لكن ذلك لا يقلل من اهمية لقاء الأسد - الصحاف باعتباره الاول بين "الرئيس المرشح" ومسؤول عراقي على هذا المستوى، علماً ان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان استقبل الصحاف مرتين منذ بدء التقارب بين البلدين في ايار مايو 1997. وجاء في بيان للرئاسة السورية ان الصحاف قدم "التعازي الى الفريق بشار والعائلة الكريمة والشعب العربي السوري بفقدان القائد العربي الكبير" في 10 الشهر الماضي، وان الحديث الذي جرى في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع "دار حول الاوضاع على الساحة العربية والمنطقة وحول العلاقات الثنائىة". وكان وزير الخارجية العراقي توقف في دمشق عائداً الى بلاده بعد مشاركته في الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الاسلامي في كوالالمبور. ولاحظ مراقبون ان اللقاء يعكس "رغبة البلدين في فتح صفحة جديدة بينهما" علماً انه جاء بعد بضعة اشهر على افتتاح مكتب لرعاية المصالح العراقية في دمشق تحت العلم الجزائري. وفي هذا السياق علمت "الحياة" ان الشرع قدم في المؤتمر القطري التاسع لحزب "البعث" الحاكم مداخلة مخصصة ل"تطوير العلاقات مع الدول المجاورة" بما فيها العراق والاردن وتركيا ولبنان، كما ان نواباً سوريين و"بعثيين" دعوا اخيراً الى تطوير العلاقات بين جناحي حزب "البعث" الحاكم في دمشقوبغداد. لكن مسؤولين سياسيين استغربوا قبل اسابيع عدم تعاون المسؤولين العراقيين مع اللجنة الخماسية التي شكلتها الجامعة العربية برئاسة الشرع، لرفع الحصار عن الشعب العراقي. الى ذلك، اعلن القصر الرئاسي ان الفريق بشار استقبل بعد ساعة على لقائه الصحاف وفداً برلمانياً كويتياً برئاسة الصقر الذي قدم التعازي بوفاة الرئيس حافظ الأسد. وقال الصقر ان زيارته دمشق استهدفت تقديم التعزية و"التضامن مع سورية ومواقفها القومية والوطنية، فهي تقف وحيدة امام المشروع الصهيوني وتتصدى لكل انواع التسوية المنفردة".