زامبوانغا الفيليبين - رويترز - تستعد الفيليبين لاستفتاء حول توسيع منطقة الحكم الذاتي للمسلمين في المناطق الجنوبية المضطربة. وسيطلب في الاستفتاء الذي يجرى غداً، من ملايين المسيحيين والمسلمين في جزيرة مينداناو جنوب البلاد والجزر المجاورة تحديد ما اذا كانوا يؤيدون الانضمام الى منطقة حكم ذاتي يحكمها زعيم سابق للانفصاليين منذ خمس سنوات. وكانت مانيلا اقامت منطقة الحكم الذاتي جنوب البلاد عام 1996 لمحاولة تلافي مطالب انفصاليين مسلمين يسعون الى اعلان دولة اسلامية هناك، علماً ان المسيحيين يشكلون 85 في المئة من السكان. وشهدت المنطقة موجة من عمليات الخطف من تدبير جماعة "ابو سياف" التي تحتجز اثنين من الاميركيين و16 فيليبينياً رهائن منذ اكثر من عشرة اسابيع. وقال ايمانويل بينول الحاكم الاقليمي لكوتاباتو الشمالية الواقعة في المنطقة: "اعتقد انه سيكون هناك اجماع كبير رافض للانضمام الى منطقة الحكم الذاتي لمسلمي مينداناو". ومعلوم ان كوتاباتو الشمالية من بين 11 اقليماً و14 مدينة سيجرى فيها الاستفتاء. ويغلب المسيحيون على عشرة من تلك الاقاليم وكل المدن تقريباً. وتضم منطقة الحكم الذاتي الحالية اربعة اقاليم مسلمة صغيرة وفقيرة. ويحكم المنطقة القائد السابق للثوار نور ميسواري وهو احد زعماء الجبهة الوطنية لتحرير مورو. وشكلت منطقة الحكم الذاتي بموجب اتفاق السلام الموقع عام 1996 بين مانيلا والجبهة التي كانت في ذلك الوقت اكبر جماعة انفصالية تقاتل الحكومة. ويهدف الاستفتاء الى منح الجبهة فرصة لاقناع الاقاليم التي يغلب عليها المسيحيون بالانضمام الى منطقة حكم ذاتي اوسع نطاقاً. وأوضح ادواردو ارميتا المستشار الرئاسي في شأن عملية السلام انه على افضل تقدير، فان اقليماً واحداً ومدينتين وكلها ذات غالبية مسلمة قد توافق على الانضمام. وذكر زعماء مسيحيون ان سبباً آخر يجعل الاقاليم الاخرى ترفض الانضمام، وهو ان ميسواري بصفته حاكماً اقليمياً، لم يف بعهده في ما يتعلق بتطوير منطقة الحكم الذاتي. وقال بينول ان القضية "ليست بين المسلمين والمسيحيين، فالسبب الحقيقي الذي يجعل الناس عازفين عن الانضمام هو انهم لم يروا تغييراً في منطقة الحكم الذاتي". وتجري مانيلا محادثات سلام مع جبهة مورو الاسلامية للتحرير وهي جماعة انفصالية اخرى. الا انها ترفض اجراء محادثات مع جماعة "ابو سياف" باعتبار الاخيرة "عصابة من المجرمين".