بيروت - "الحياة" - عدد جديد من مجلة "الآداب" مزدوج 7-8، السنة 49 وحمل غلافه صورة كولاج عن فلسطين وعنواناً هو: "عودة الغائب"، وضمّ العدد القسم الثاني من ملف "أصوات من فلسطين الجديدة": عودة الغائب إعداد: عمر برغوثي، وفي الملف: الجسد أداة لإزالة الاستعمار معين ربّاني - ترجمة س.إ، هوامش من العالم السفلي ايليا سليمان - ترجمة: س.إ، العودة والحاجز وهاجس البُزُق خالد جبران، وطني في قلبي جاكلين صفير، تعايش من دون استعمار عمر برغوثي - ترجمة: س.إ ومن مواضيع العدد أيضاً: كيف نبقى عرباً، كيف نبقى بشراً: أو في مواجهة العولمة أسعد أبو خليل، الأنا المغتربة ومعنى التاريخ: الاغتراب في الرواية العربية فيصل درّاج، مواقف المبدعين خارج ابداعهم: المثقف بين الشجاعة والتقليد سمير طاهر، حوار شامل معع اقبال أحمد أجراه: دايفيد برسميان - ترجمة: س.إ، حوار مع الشاعر التونسي محمد الخالدي أجراه: محمد العائش القوتي. وفي باب "قصائد": مثل سماء تفرّ مهى العتوم، فاتحة الحبّ عبدالله بن صالح الوشمي، الرمادي في وصف أيامنا عبدالله رضوان، التمثال سعاد الكواري، كلمات منحوتة خالد معدّل، وفي القصص: ابتسم للصورة! ميرا الكعبي، قد طلعت شمس الغد أحمد سليماني، خوخة علاء اللامي، حماري وأنا عبدالستار ناصر. وفي مراجعة الكتب: ذاكرة الماء لواسيني الأعرج: الرواية والمنفى وسؤال الغيرية شرف الدين ماجدولين، خالتي صفية والدير لبهاء طاهر: التطرف هو الطريق الملكية الى الجنون والموت جان نعوم طنوس، وفي الملحق النظريّ - السماعي رئيس التحرير: جلال توفيق، تفاؤل وتشاؤم وسفر: رسالة الى سيرج داني جيل دولوز - ترجمة: ليلى الخطيب، الأطلال جلال توفيق - ترجمة: فادي العبدالله، من التنقيب الى العَهَن: في ترتيبات فنّ التجهيز وليد صادق. وكتب عمر برغوثي في تقديم "أصوات من فلسطين الجديدة": "لماذا قتلوه؟" سألتني ناي - ابنتي التي لم يبلغ عمرها عدد أصابع يدها الصغيرة - بعدما شاهدت على التلفاز، بل عاشت ما وراء التلفاز، قتل محمد الدرة. شاهدته بفجيعة لا تليق بعمرها وبراءتها، ولكن الجريمة لم تكن لائقة أيضاً بعمر محمد وبراءته. لم يكن بالإمكان أن أجيبها بكليشيه جاهز: فهي أذكى من أن تَقبله، وأنا أكثر حساسية من أن أكتفي به. لذلك أجبتُ: "لأنهم لم يعودوا يفكرون كبشر" فالكره أصابهم بالجنون". لم تقتنع، ولكن دموعها الحبيسة في عينيها العسليتين الجميلتين ألهتها عن استجوابي. لماذا؟ بقي السؤال عالقاً في رأسي من دون اجابة. متى يتوقف الإنسان عن كونه كذلك؟ أو بالأحرى متى تُهيمن المكونات الأخرى لهوية الإنسان على المكون الأول والأهم: كونه إنساناً؟ لا بد لنا من ان نعكس السؤال على أنفسنا، قبل ان نطرحه بجدية على الآخر: ما عمقُ هذا العنصر الجوهري في تكوين هويتنا العربية - الفلسطينية؟ ألا نسمح لأنفسنا أحياناً، أو أكثر قليلاً، بأن نستمرئ كوننا ضحية، فنبيح لأنفسنا تجميد انسانيتنا لحين من الزمن، أو - وهذا أخطر بكثير - نعيد تعريف انسانيتنا لتبيح لنا اتقان دور الضحية؟ هل يسمح للمناضل ان يقتل طفلاً من "الأعداء"، أو أن يمارس دور المضطهِد بكسر الهاء في بيته؟ هل نؤجِّل صرخات المكونات الأخرى لهويتنا حتى ينتهي صراعنا مع الآخر؟ لِمَ نناضل؟ من أجل ماذا؟ لجزائر جديدة، أم لكوستاريكا عربية حرة أبية؟ ماذا يعني العلم عندما تنتجه مصانع تل أبيب؟ ما هو الوطن الذي نبحث عنه بخيالنا ونُنتجه بفعلنا ومثابرتنا؟ ماذا يعني الوطن أصلاً إذا نتج من تجسيد لظلم تاريخي وتاريخ غير أخلاقي؟