بعد رحيل الرئيس الفلسطيني ( ياسر عرفات ) توجهت أنظار العالم أجمع إلى فلسطين وإلى انتخابات الرئاسة الفلسطينية وما ستحمله هذه المرحلة من تغيرات جذرية في مصير القضية الفلسطينية لا سيما في ظل التوتر السائد في المناطق الفلسطينية حيث لا تزال الهجمة الإسرائيلية على أشدها في المناطق والتي لم تشهد تغيراً أو تقليصاً لنشاط الجيش الإسرائيلي ليترك مساحة من الهدوء للخوض في انتخابات الرئاسة وكأن إسرائيل تعلن للجميع أنها غير آبهة بتحديد مستقبل العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية ... ولمع من بين الأسماء المتقدمة لخوض انتخابات الرئاسة الفلسطينية اسم كان بمثابة الاسم المفاجأة ( الشيخ السيد حسين بركة ) المرشح الإسلامي الوحيد المتقدم لخوض الانتخابات .. (اليوم) التقت مع الشيخ السيد بركة لإلقاء الضوء على أمور مهمة وإجابات عن اسئلة عدة فالى نص الحوار.. @ بداية الشيخ السيد بركة هل بالامكان التعريف بالمرشح الإسلامي للرئاسة من خلال بطاقتكم الشخصية والسياسية ؟ اسمي السيد حسين بركة - مواليد 1956 م - في قرية بني سهيلا - خان يونس - غزة،خريج جامعة الإسكندرية عام 1979 م - كلية الآداب،عملت بالتدريس في الجزائر وفي الوطن،اعتقلت ثلاث مرات قبل وأثناء الانتفاضة الأولى للعام1987م وختمت بالإبعاد إلى لبنان بتاريخ1/1/1989 م على ذمة الجهاد الإسلامي بتهمة القيادة السياسية للجهاد الإسلامي خصوصاً في فترة ما بعد اعتقال المرحوم الدكتور فتحي الشقاقي ، ومن ثم اعتقال الشيخ عبد العزيز عودة. سياسة الإدارة الأمريكية @ هل ترون أنه سيطرأ أي تغير في سياسة الإدارة الأمريكية بخصوص القضية الفلسطينية والتي طالما اتسمت مواقفها بالمساندة الدائمة والحثيثة لإسرائيل ؟ * بوش كما رأيناه كانت إنجازاته خلال ولايته الأولى الحرب البشعة على الإسلام والمسلمين خصوصاً في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين حيث أننا لا ننسى أنه سمى شارون برجل السلام وأعطاه خطاب ضمانات ووافق على مسألة المستوطنات ومسألة القدس ... بالإضافة إلى كل ذلك ما أن فاز بوش بولاية جديدة فإنه لم يتورع ولم يتردد أبدا في ان يعلن ان موعد إقامة الدولة الفلسطينية التي تم تحديده من قبل في عام 2005 قال الآن ان الموعد الأنسب لموعد إقامة الدولة الفلسطينية هو 2009 وهو طبعاً العام الذي يودع فيه بوش الحكم والسلطة إلى الأبد حيث لا يسمح بتجديد ولايته مرة ثالثة وفقاً للقانون الأمريكي ... إذاً الإعلام العالمي اليوم وحتى الإسرائيلي يتكلم عن السياسة الأمريكية وبالتالي لا أعتقد أن هناك أي فرصة للحديث عن إنصاف للشعب الفلسطيني من خلال هذه الإدارة . مقاطعة الانتخابات @ أظهرت النتائج والتصريحات والبيانات لفصائل الحركة الإسلامية بمقاطعة انتخابات الرئاسة الفلسطينية شكلاً وتفصيلاً وكونكم أحد رموز الحركة الإسلامية ألا يتناقض ترشيحكم مع موقف الحركة؟ بالتأكيد ليس هناك أي تناقض وأنا أحترم موقف الأخوة في الحركة الإسلامية ولهم الحق في أن يكون لهم (حسبة) إن صح التعبير خاصة بهم .. ولكن أنا اعتقد كما قلت سابقاً أنه ليس هناك أي تناقض،أولاً : عنوان الحركة الإسلامية في فلسطين ( حركة المقاومة الإسلامية حماس ) باعتبارها الحركة الأكبر من حيث العمر والحجم والأداء ، حركة حماس تبنت فكرة التسجيل للانتخابات وتبنتها بحماس واندفاع لافت للأنظار. ثانياً : حركة حماس في الفترة الأخيرة أعلنت أنها ستشارك في الانتخابات المحلية (البلدية) بالإضافة إلى انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني فأنا من وجهة نظري لماذا نبيح لأعضائنا أو عناصرنا ان يركبوا السيارة وأن نحظر عليهم قيادتها ،فيجب علينا ألا نستكثر على عناصرنا قيادة الحافلة بعد السماح لهم بركوبها ، فأنا أعتقد أنه من زاوية شرعية وزاوية سياسية ومن واقع المصلحة المحضة أنه إن كان هناك من فرصة لندير البلد وهناك فرصة لأن يكون هناك إنسان تقي ذو خبرة وأن يكون ربان للسفينة الفلسطينية في ظل هذه الرياح العالمية العاتية. @ ضمت قائمة المرشحين العديد من الأسماء فمنهم من ثبت ترشيحه ومنهم من سحبه، فما برنامجكم السياسي وهل يحتوي على ما هو مميز عن برامج الآخرين ؟ * نعم أولاُ :على صعيد الرؤية وقبل أن أتحدث عن البرنامج هناك نقطتا ضعف خطيرتان في المشروع السياسي الفلسطيني إذا لم ينتبه لها المواطن الفلسطيني فهناك فعلاً مشكلة حقيقية ،نقطة الضعف الأولى هي فكرة وهم الدولة هذه الفكرة في اعتقادي جعلتنا نكثف كل الجهود باتجاه دولة آسف إن قلت قد تكون مستحيلة، نحن أثناء الطريق إلى الدولة نكاد نسحق الإنسان الفلسطيني والواقع الفلسطيني الذي نعيشه هو أكبر دليل وأخشى ما أخشاه ألا نحصل على دولة ولا نبقي على الإنسان الفلسطيني ، طبعاً أقول وهم الدولة لقناعتي بأن المشروع الصهيوني لن يقبل بسيادة حقيقة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل وبالتالي أنا مقتنع أن فلسطين لن تقسم ولا تحتمل القسمة وكل هذه المشاريع هي أوهام لكسب الوقت لصالح المشروع الصهيوني ، ليس معنى ذلك أنني ضد أن يكون لنا دولة فلسطينية بالعكس لو انسحب الإسرائيليون انسحاباً كاملا من بني سهيلا أو خان يونس سنعلن عليها الدولة لكن يجب أن نذهب إلى الدولة بدون أوهام،إذاً هذه هي نقطة الضعف الأولى وهي فكرة وهم الدولة. نقطة الضعف الثانية هي أن المفاوض الفلسطيني في مدريد، إذا ما بعد ذلك نحن الضحية والعالم يحاول أن يصورنا بأننا الجلاد نحن نذبح على مدار الساعة ويحاولون تصويرنا بأننا إرهابيون ، أهم ما في برنامجي أنني أتحدى بوضوح وثقة وبتواضع أن أقدم للقضية الفلسطينية حلولاً سلمية دون أن نلقي حجراً أو نرفع سلاحاً . كيف ؟ -أنا أولاً علمني ديني وعلمتني ثقافتي أنه يجب إعطاء الأولوية لكرامة الإنسان في كل المراحل واعتبارها هدفاً لكل دين ولكل ثورة وهدفاً للأحزاب ولكل مسعى ونشاط سياسي أو نشاط ثقافي ..الخ،هذه نقطة أساسية عندي وأنا مقتنع أن الدين والثورة غايتهما الإنسان فلا يجوز أن يصبح الإنسان وسيلة ويمسخ كما هو الآن، وحول هذا الموضوع أقول ان المغفور له باذن الله أبو عمار كان دائماً يفخر بأننا في الثورة الفلسطينية جعلنا الفلسطيني يخلع ثوب اللاجيء ويلبس ثوب الفدائي، ولكني أقول للأسف الشديد في ظل السلطة الفلسطينية خلع الفلسطيني ثوب الفدائي ولبس ثوب المتسول لأنه أصبحت السياسة الفلسطينية شكلا من أشكال التسول وأصبح الواقع الفلسطيني بشكلٍ عام يعيش واقع التسول بشكلٍ أو بآخر بعناوين ومضامين مختلفة،إذاً النقطة هنا كرامة الإنسان الفلسطيني يجب أن تعطى الأولوية في جميع الأحوال ولا يجوز أن نعبث بها ولا يجوز ان نعتبرها وسيلة كما هو الحال الآن للأسف الشديد والشواهد لا تعد ولا تحصى ، النقطة الثانية انني أريد من المجتمع الدولي أن يضمن لنا حق تقرير المصير في الداخل والخارج وحين أقول في الخارج فأنا أعني حق تقرير المصير لهؤلاء الفلسطينيين بالذات حق كفلته الشرعية الدولية من خلال قرار 194 وتقريباً تم التأكيد عليه أكثر من 100 مرة من قبل الأمم المتحدة ، النقطة الأخرى أنا ممن يدعون للحفاظ على وحدة فلسطين التاريخية والحفاظ على نمو الشعب الفلسطيني الديموغرافي وتواصله أيضاً حتى مع أهله في أراضي ال48. الحجر والرصاصة @ كيف يتم ذلك مع وجود دولة إسرائيل ؟ * استكمالاً لما طرحته أنني أتحدى بالكلمة بعيداً عن الحجر والرصاصة أقول استبعدوا النظام العنصري في فلسطين وتعالوا نبحث عن أرقى الأنظمة السياسية المعاصرة لتحكم فلسطين وأنا ليس لدي أية مشكلة ، هذا الحل أعتقد كما قلت إن كان هناك حكماء أو عقلاء في العالم ويريدون محاربة الإرهاب ويريدون استقراراً في منطقة الشرق الأوسط كما طرح تيري لارسن في الآونة الأخيرة نريد اتفاقية استقرار.. استقرار لصالح من ؟ لصالح النووي عند الإسرائيليين أم استقرار لصالح المعادلة الجهنمية التي تريد أمريكا أن تكرسها في العالم خصوصاً فيما يسمى الشرق الأوسط صغيراً وكبيراً ، أي استقرار في تربع الظالم على صدر الضحية ، إذا كانوا فعلاً يريدون سلاماً حقيقياً ومحاربةً للإرهاب فنحن أول من يدعو للسلام ونحن أول من يدعو لمحاربة الإرهاب لأننا اكتوينا بالإرهاب وما زلنا على مدار قرن تقريباً من الزمان نكتوي به ،نحن لدينا رؤية إنسانية حقيقية ، لدينا رؤية ثقافية سياسية إنسانية نقيضة للرؤية العنصرية التي تحكم فلسطين فإذا كان أي طرف يريد أن يحاججنا في هذا الأمر على أرضية نبذ الإرهاب والسير نحو السلام فنحن جاهزون بكل ثقة وعقلانية وواقعية ومحبة . برنامجي السياسي @ في ظل الرضا الأمريكي والإسرائيلي إلى جانب الرضا العربي عن ترشيح أبو مازن هل ترون ان هناك فرصة للإسلاميين؟ * في برنامجي السياسي قلت ضمن ما قلته أن تفجير انتفاضة الأقصى قد تشكل إدانة للاجتهاد الفلسطيني الذي أفرز أوسلو ، العقل المدبر لأوسلو محمود عباس والأخ أبو علاء قريع ونهاية انتفاضة الأقصى بمشروع شارون وهو الانسحاب الأحادي الجانب وإمكانية تمكين نفس طاقم أوسلو من رقاب الشعب الفلسطيني شكلت إدانة للعقلية التي أدارت المقاومة ، إذاً لا يعقل بأي شكل من الأشكال أن يقبل الشعب الفلسطيني إعطاء فرصة أخرى للعقلية التي أنتجت أوسلو والتي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه . أوسلو فشلت في إقامة دولة فلسطينية أو الإعلان عن دولة فلسطينية في 25/5/1999 ولذلك لجأ الشعب الفلسطيني إلى خيار المقاومة لأن الشعب الفلسطيني لا يعرف العجز ولا الاستسلام ، أعطيناكم فرصة أن تصلوا إلى دولة من خلال خيار التفاوض لكن لم نصل لشيء بل سوس الفساد قد نخر في جسم الشعب الفلسطيني حتى كاد يقتله وجاءت الانتفاضة لتلفظ كل عوامل العجز وتطرد الروح الخبيثة التي سكنت هذا الجسم في فترة ما قبل انتفاضة الأقصى ،فأنا أعتبر الحول في الرؤية عند بعض الشعب الفلسطيني بأن يعتبر المرشح المدعوم من أمريكا وإسرائيل هو مقبول لدينا كفلسطينيين،ونحن ندرك أن كل معاناتنا ومآسينا ودموعنا هي من وراء أمريكا وإسرائيل ، إن الشعب الفلسطيني على درجة كبيرة من الوعي بحيث كما يقول المثل (إللي بيجرب المجرب عقله مخرب )،نحن للأسف الشديد جربنا محمود عباس وكل طاقم أوسلو فلا يجوز لهم بأي شكل من الأشكال أن يمكن لهم مرة أخرى لأن أعمار الشعوب ليست حقل تجارب، لذلك إن الشعب الفلسطيني على موعد مع رؤية جديدة وعقلية جديدة وأداء جديد لوقف هذا الانحدار الذي بدأ بأوسلو والآن من خلال مشروع شارون ، والتكيف مع هذا المشروع للأسف الشديد والله وحده يعلم إلى أين سيأخذنا هذا المسار ورجالاته المعروفة ورموزه والتي على رأسها أبو مازن (محمود عباس) . حالة من الانقسام @ يعيش البيت الفتحاوي حالة من الانقسام بين كل من (محمود عباس) و(مروان البرغوثي) إلى أن جاء إعلان الأخير انسحابه من انتخابات فما تعليقكم على هذا الموضوع ؟ * حقيقة كل الخطوات التي أقدمت عليها حركة فتح للملمة صفوفها بعد رحيل أبو عمار رحمه الله كانت خطوات مفرحة وخطوات أعطت صورة حضارية راقية كلنا شعرنا بارتياح لها وبالتالي نحن مع وحدة حركة فتح لكن نحن مع الخيار الأصوب الذي يفترض أن تتوحد عليه فتح ، أي أن الأمر يعود لحركة فتح لكن من خلال الواقع والخيارات والمؤشرات من داخل وخارج فتح ، أي أنه لو كان لابد من اختيار بين محمود عباس ومروان البرغوثي فالواضح أن الأخ مروان البرغوثي هو مرشح القاعدة أكثر من كونه مرشح القمة إن صح التعبير وبالتالي لا أخفيكم أنني كنت أتمنى ان تكون هناك معركة ديمقراطية حقيقية بين مروان البرغوثي ومرشح إسلامي عن الحركة الإسلامية ، لأن وجهة التطور السياسي التي تعيشه الساحة الفلسطينية ، لذلك إن ما حدث مع الأخ مروان البرغوثي على المستوى الشخصي لي لم أكن أتمناه له ، هذه الربكة شوشت على الأخ مروان البرغوثي وآمل ألا تكون قد أساءت له وإن كانت قد أعطت إشارة قد تخدم ترشيحنا في الانتخابات الرئاسية وهي أن أبو مازن ليس عليه إجماع داخل حركة فتح وبالتالي فلا يستبعد ألا يكون عليه إجماع من داخل الشعب الفلسطيني وهذا هو الواقع. الحرس القديم @ هل ترون أن ترشيح أبو مازن للرئاسة هو بمثابة الفرصة الأخيرة أمام الحرس القديم قبل طي هذه الصفحة ؟ * أنا لا أحب كثيراً استخدام مصطلح الحرس القديم والجيل الجديد لأن الحرس القديم فيه أخوة وأناس شرفاء وفيه أعمدة في الموقف الوطني الفلسطيني نحترمهم دون أن ندخل في تسميات لكنني أرى أبو مازن آخر رموز مدرسة العجز والتوسل في السياسة فلا أحد بعد أبو مازن يستطيع ان يدير دفة هذا الاجتهاد الذي ينطلق من واقع العجز ويؤمن بالتوسل في تحصيل الحقوق ، خلافاً للمدرسة الأخرى التي تراهن على إرادة الشعوب وتراهن على المتغيرات وعلى السنن وأن الحق في النهاية هو المنتصر وأن القوة ليست ثابتة ،كانت بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وكانت فرنساوبريطانيا اليوم في ذيل السياسة الأمريكية وهذا شأن الإمبراطوريات على مدار التاريخ ولذلك إن محمود عباس هو الرصاصة الأخيرة في جعبة الخيار القائم على سياسة العجز والتوسل وهو خيار أثبت فشله ولن يُمكن له بإذن الله . ضغوط كبيرة @ ألا ترون كونكم المرشح الإسلامي الوحيد وبإعلان استقلاليتكم في الترشيح بعيداً عن موقف الحركة الإسلامية ألا يعرضكم كل ذلك إلى ضغوط كبيرة على كل المستويات المحلي والعربي والدولي ؟ * كوني مستقلا فهو ميزة وليس العكس لأني كمستقل فإني متحرر من الكثير من القيود التي تربط الكثير من الأحزاب والقوى والعناوين الموجودة وأقولها بصراحة ليس لدي ما أخشاه وليس لدي ما أخسره وكل همي حقيقة في هذه اللحظة التاريخية ان أقف الموقف الذي يمثل البوصلة لما يجب أن يكون عليه الموقف الإسلامي في هذه النقطة،النقطة الأخرى كلي إيمان وثقة أن القاعدة في الحركة الإسلامية كما القاعدة في كل الأطر الأخرى كما ان جمهور الشعب الفلسطيني هو مع التغيير وبالتالي مع مضمون جديد مع سياق جديد مختلف يخرج القضية من مسار الجمود والفشل الجبري الذي حشروها فيه وبالتالي كما قلت كنت دوماً حينما عدت من الخارج أردد عبارة وهي (من يصنفني لا ينصفني) أي من يرد أن يصنفني يريد أن يجعلني حصة لبعض الناس وأنا قراري أن أكون لكل الناس وبالتالي أنا اعتبر نفسي قريبا من فتح وقاعدتها وقريبا من الإخوة إن صح التعبير في التكتل الديموقراطي لأني أؤمن باحترام الإنسان وبحقوقه ، أؤمن بالتعددية السياسية أؤمن بالتداول السلمي على السلطة أؤمن بكل العناوين التي تطرحها الكتلة الديموقراطية ناهيك عن أني أعتبر نفسي بتواضع أنني سأملأ الفراغ في العمل السياسي التي تفتقد إليه المقاومة في فلسطين وكنت دوماً أقول أن نقطة ضعفنا هي عدم المزاوجة بين السياسة والمقاومة ، عدم المزاوجة على اعتبار أن من يمارس السياسة هو الطريق الوحيد للتحرير على طريقة أبو مازن والذي يمارس المقاومة يقول انها الأسلوب الوحيد للتحرير ، فالنموذج اللبناني وفر مثالاً حياً أمام العالم كله . @ ما رسالتكم للشعب الفلسطيني في ظل هذه الفترة الحرجة والمنعطف الخطر الذي تمر به القضية الفلسطينية ؟ أما آن الأوان لتضحيات الشعب الفلسطيني المظلوم أن تجد طريقاً إلى النصر ولو جزئياً؟!. أما آن الأوان لهذه البسالة الشعبية الفلسطينية أن تجد بسالة قيادية مماثلة أو على الأقل تشبهها؟! . أما آن الأوان لعقل سياسي فلسطيني يعمل ببصيرة وشمول لصالح مجموع الجسم الفلسطيني المعذب والمضحي والمستباح؟!! . أما آن الأوان لإبداع فلسطيني سياسي أسوة بالإبداع الفلسطيني على صعيد الانتفاضة والمقاومة بأشكالها المتعددة والمتجددة؟! .أما آن الأوان أن تنتهي معاركنا وأحزاننا بفرحة حقيقية تشكل عزاءً إنسانياً معقولاً لأبناء الشهداء وأبناء الأسرى ولكل الأسر المكلومة في فلسطين إلى متى نوفق في الزراعة ولا نوفق في الحصاد،إنها فرصة أن تختاروا القوي الأمين،وسوف تحمل الأيام القادمة برنامجا سياسيا مختلفا لمرشح مختلف من اجل مستقبل فلسطيني أفضل.