تحول المطرب المصري المثير للجدل شعبان عبدالرحيم في ألبومه الجديد إلى "مُنظر سياسي" متجاوزاً مساهمته المحدودة في عالم السياسة عبر أغنيته الشهيرة في ألبومه السابق "باحب عمرو موسى وباكره إسرائيل". خاض شعبان في كل ما هو سياسي وعالج قضايا خارجية. هذه المرة غنّى للرئيس حسني مبارك وكوفي أنان والسد العالي وحزام الأمان، وترك لمحبيه فرصة ليعبروا عن مشاعرهم: "ما زال شعبان يغني ويلالي وتملّي طالع في العلالي.. المطرب الجميل اللي بيكره إسرائيل.. وش الخير والبشاير اللي بطّل السجاير.. نجم الأغنية الشعبية اللي وصل للعالمية .. من يوم ما طلع على الفضائية والپسي. إن. إن بقى حبيب الكبار وصغير السن... اليوم جاي لينا بأجمل الأغاني فنان الشعب: شعبان". ثم انطلق الهتاف: "شعبولا... شعبولا... شعبولا". ولأن شعبان صار يحظى بمكانة عالية، آثر أن ينافس الصحافي الأميركي توماس فريدمان. واستهل ألبومه برسالة حملت عنوان "أمريكا يا أميركا" وجه فيها الحديث إلى الأميركان: "أمريكا يا أمريكا، الناس عايشة في آلام... العالم كله عاوز الحب والسلام"، وتناول جهود مبارك: "الريس حسني مبارك خلاص مبقاش ينام... مشغول بالناس تملّي وقضية السلام"، مذكراً الدولة العظمى بالأهوال والمآسي التي تعانيها شعوب العالم: "أمريكا يا أمريكا تِعبنَا من زمان... زِعلنا على العراق والبوسنة والشيشان.. مجاعة في الجنوب والكونغو والصومال... وعيال مش لاقية تاكل والدمع يا عيني بان". ويبدو أن شعبان أدرك أنه لن يجد آذاناً صاغية لدى الأميركان، فخاطب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان: "أرجوك يا عم كوفي أرجوك يا أمين يا عام... تِفَهّمْ إسرائيل تتحرك في السلام"، لافتاً إلى مذابح الجيش الإسرائيلي: "كام ألف واد صغير قتلوه ومفكروش... مصعبش يا ناس عليهم ولا حد قال نِحوش". لكنه أيقن أن أنان لا حول له ولا قوة ففضّل أن يحذر إسرائيل: "متقولش تاني حرب وكفاية بقى تهديد... إحنا بِنحب السلام لكن قوتنا حديد". ولم ينس أن يرد على تهديدات النائب الإسرائيلي افيغدور ليبرمان: "السد العالي محمي مين ده اللي يخرّبه.. لو حد منه قرّب والله نكهربه... ريسنا قلبه طيب والجد عنده جد... ميسبش حق بلده ولا يكره أي حد". وبهدوء شرح وجهة نظر الرئيس: "الريس في الحديث كان واضح في الكلام، وقالها لإسرائيل الحل في السلام... الناس عايزين يعيشوا ويحسّوا بالسلام وكفاية على إسرائيل العلقة بتاعة زمان". وفي أغنية أخرى قدم شعبان رثاء الى الطفل الفلسطيني محمد الدرة، ولكن على طريقته الخاصة، فأنشد حواراً بين الطفل ووالده، وبنبرة حزينة غنّى: "عرّفني يا با أنا في عرضك.. عملت إيه علشان أموت مقتول... وحياتنا ليه بس رخيصة... وعن عذابك مين مسؤول"... ويرد الأب: "بيوتنا يا ابني ضربوها حتى البراءة ما رحموها.. ولما زادت قسوتها.. راحوا المدارس ضربوها". وعلى رغم أن الإيقاع كان راقصاً، تقمص شعبان صوت الأب الحزين: "ابني الصغير هان دمه... والخونة حوليه إتلموا... ضربوه في قلبه ودماغه ولا حد منهم كان همه". ثم عمد إلى إخراج مستمعيه من حال الكآبة والحزن، فعرّج في أغنيته التالية على القضايا الداخلية، وتناول أزمة حزام الأمان التي تفجرت قبل شهور حين عُدل قانون المرور ليلزم السائقين تثبيت الحزام. حذر شعبان المستمعين من مكامن المرور: "خد بالك من الكَمِين وإياك بالليل تنام... والرخصة تكون معاك وتِلبِس الحزام... بلاش شُغل الأوَنطَة واللّف والدوران... متجبش حزام شنطة وتِعمِلُه حزام أمان". وخاض شعبان في أمور الاقتصاد والمشكلات الاجتماعية، واختار مشكلة الإسكان ليعبر عن رؤيته لها، داعياً الجماهير إلى الهجرة إلى المدن الجديدة التي تبنيها الدولة. وشرح أوجاع الإقامة في المدن القديمة المزدحمة "آي وآي وآي وآي... بلدنا زحمة ملهاش زي... هيصة وزنقة يا ناس وصداع... والرايح يخبّط في الجَاي". وضرب مثلاً بما يجري في وسائل المواصلات: "الاتوبيس زحمة ومخنوق... واللي هَيفْطَس والمزنُوق... واللي شِبِط في أكتاف غيره.. واللي يا عيني خلاص ملزُوق". لكنه أوضح أن مشكلة الازدحام تتخطى ما يحدث في وسائل المواصلات: "زحمة ودَوْشَة في كل مكان... واللي في بيته نايم قلقان... اللي يزعّق واللي ينادي.. واللي معلّي شريط شعبان"، مبدياً قلقه على مستقبل البلاد واستقرارها: "على الأرض بيبيعوا العيش... على جرانين أو حِتة خِيش.. ولو شبابنا طلع تعبان يبقى مين هيخش الجيش". ولامَ الحكومة لأن سياساتها في معالجة القضية ليست كافية ولا تخلو من أخطاء: "في المدرسة تلاميذ حلوين... كل دِكة عليها عشرين... ومفيش ملعب يلعبوا فيه... لما خلاص مبقوش فاهمين". ورصد شعبان التفاوت الطبقي بين قطاعات الشعب: "عيال كتير ركبوا اللانسر... يسوء بسرعة ويتمنظر... مدّلع ابن امه وابوه... يروح يخبّط ويكسّر... اللي رَكِّب جَنبُه الجوّ.. وماشي يضحك هأ... أو... أو".