الدمام - "الحياة" - حافظت كرة القدم الايرانية على صدارتها للكرة الآسيوية في الستينات والسبعينات، ونجح منتخبها في الفوز بلقب كأس آسيا ثلاث مرات متتالية 6819و 7219 و1976 ، قبل ان يكسر احتكاره منتخب الكويت في العام 1980. الا ان ظروفها الداخلية الخاصة حتمت تراجعها في المرحلة التالية، قبل ان تعود لتنشد امجادها السابقة عبر التأهل لنهائيات مونديال الارجنتين عام 1978. ولا يمكن في اي حال من الاحوال اغفال القوة الايرانية التي انتزعت انتصاراً كبيراً امام الولايات المتحدة في نهائىات مونديال فرنسا 1998. وتكمن القوة الايرانية في احتضانها عدداً وافراً من المحترفين في البطولات الاوروبية، من امثال علي دائي وكارم باجهير وخوداداد عزيزي. وتريد ايران اليوم بعد ان بلغ منتخبها الدور الثاني من تصفيات "الحسم" المؤهله لنهائيات كوريا واليابان استعادة امجادها الماضية من خلال انتزاع بطاقة التأهل للمرة الثالثة الى المونديال. ولكن السؤال المطروح هل سيتمكن من تحقيق هذا الانجاز بوجود السعودية والعراقوتايلاندوالبحرين. إذا كان الجواب نعم بالنسبة لقدرة المنتخب الايراني على عبور البحرين وتجاوز تايلاند، الا إنه من الصعب اعتماد هذه الاجابة في مواجهتيه القويتين امام منتخبي السعودية والعراق. وعموماً، تملك ايران القاعدة الكروية الاكبر في آسيا، وهي سعت الى الفوز بكاس أمم آسيا الاخيرة التي اقيمت في لبنان لكن مسيرة منتخبها توقفت في الدور ربع النهائي بعد خسارته امام كوريا الجنوبية 1-2. ويدرك الايرانيون بأنهم ظلموا عندما تراجع الاتحاد الآسيوي عن وضعهم على رأس احدى المجموعتين في التصفيات النهائية، الا انهم يرون ان حظوظهم لا تزال جيدة في التأهل. محاولة اولى وتفخر كرة القدم الايرانية انها كانت اول دولة غرب آسيوية تتأهل لنهائيات كأس العالم من المحاولة الثانية، بعد اخفاقها في التأهل لنهائيات المانيا الغربية عام 1974. ويومذاك لعب منتخبها في المجموعة الثانية الى جانب سورية وكوريا الشمالية والكويت. وتصدر منتخب ايران مجموعته برصيد 9 نقاط جمعهم من 4 انتصارات وتعادل وخسارة، سجل 7 اهداف دخل مرماه 3، وبلغ الدور النهائي من التصفيات، حيث لعب مباراتين مع استراليا خسر الاولى صفر-3 في سيدني وفاز في الثانية صفر-2 في طهران، فتأهل منتخب استراليا بفارق الاهداف واخفق الايراني في محاولته الاولى. وخاض منتخب ايران تصفيات كأس العالم 1978 التي اقيمت في الارجنتين، ضمن المجموعة الآسيوية الثالثة الى جانب السعودية وسورية، وتصدرها برصيد 8 نقاط، ثم لعب الى جانب كوريا الجنوبية والكويت واستراليا وهونغ كونغ في التصفيات النهائية. وتصدر منتخب ايران المجموعة عن جدارة برصيد 14 نقطة، فبلغ نهائيات الارجنتين 1978. وفي الارجنتين لعبت ايران في المجموعة الرابعة الى جانب البيرو وهولندا واسكتلندا، وعلى رغم أنها ابلت بلاءً حسناً وقدمت عروضاً جيدة، الا ان خبرة منافساتها هزمتها فابتعدت من المنافسة من الدور الأول برصيد نقطة واحدة من تعادل ايجابي 1-1 مع اسكتلندا في مقابل هزيمتين امام هولندا صفر- 3، والبيرو 1-4. وغاب منتخب ايران عن تصفيات 8219 و8619، وعاد الى الظهور في تصفيات كأس العالم 1990، وبدا وكأن الحظ قد عانده بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة التي ضمته الى الصين وبنغلاديش وتايلاند، وخرج بالتالي من المنافسة. ولم يكن حاله افضل في تصفيات كأس العالم 1994، اذ خرج من الدور الثاني. وهو خاض منافسات الدور الأول ضمن المجموعة الثانية الى جانب سورية وعمان والصين تايبيه، وتصدرها برصيد 9 نقاط متساوياً مع المنتخب السوري لكن تفوق على الاخيرة بفارق الاهداف 15-2 في مقابل 14-4 لسورية. وفي الدور الثاني من التصفيات، واجه المنتخب الايراني السعودية وكوريا الجنوبية واليابان والعراق وكوريا الشمالية، واحتل المركز الخامس وابتعد من المنافسة في حين تصدر المنتخب السعودي الترتيب وتأهل الى المونديال الاميركي. وفي تصفيات مونديال 1998، خاض منتخب ايران التصفيات التمهيدية في المجموعة الثانية الى جانب قيرغيزستان وسورية وجزر المالديف وتصدرها رصيد 16 نقطة، ولعب في الدور الثاني ضمن المجموعة "أ" الى جانب السعودية والصين وقطر والكويت. وهو حل في المركز الثاني في المجموعة برصيد 12 نقطة خلف السعودية المتصدر برصيد 14 نقطة، وتوجب عليه لعب مباراة فاصلة مع منتخب اليابان، والتي فاز بها بالهدف الذهبي 3-2، ثم استراليا التي تعادل معها 1-1 في طهران ثم 2-2 في ملبورن، ما منحه بطاقة التأهل. في فرنسا 1998، اعتبر المنتخب الايراني اكثر المنتخبات الآسيوية تميزاً بعدما حقق الانتصار الوحيد على الولايات المتحدة الأميركية في المجموعة السادسة، علماً انه ارتقى الى مستوى مجاراة يوغوسلافيا في مباراته الاولى بعدما خاض المباراة بحنكة أدت الى صمود لاعبيه فترة 73 دقيقة امام مد هجمات نجوم يوغوسلافيا من امثال جوران، برانكو، فلاديمير جوفيتش، درغان سينسيا، زيلجيكو وسافو. واشارت كل المعطيات الى ان منتخب ايران في طريقه الى تحقيق تعادل او فوز مدو، لكن سينسيا غافل دفاعه، وهز شباكه بهدف في الدقيقة 73 امام 31 الف متفرج شاهدوا المباراة على ملعب سانت اتيان. وهذا الهدف لم يعنِ مطلقاً ان المنتخب الايراني كان ضعيفاً او يستحق الخسارة، بل كان نداً قوياً لليوغسلاف، وهدد مرماهم جدياً مرات عدة من طريق لاعبيه خوداداد عزيزي وكريم باقري ومهرداد، لكنه دفع ثمناً غالياً للفرص الكثيرة التي اهداها لاعبوه وخصوصاً في الشوط الأول. فوز تاريخي واستعد المنتخب الايراني للمواجهة الاصعب والاهم امام منتخب الولايات المتحدة، وحتى في باسدينا تجمع الايرانيون البعيدون جداً عن مسقط رأسهم لمتابعة منتخبهم الذي تفوق ايراني لعباً ونتيجة، وحقق فوزاً كبيراً 2-1، سجلهما حميد استيلي ومهدي مهداوي. ولن ينسى الايرانيون ذلك الفوز ابداً، فالصيد وفير والفرح عميم، لما لا؟ ومنتخبهم ينمو ويتمدد جهراً، لقد كسب 3 نقاط واخذ يحلم بالانتقال الى الدور الثاني، وربما حلموا مع منتخبهم بالانتقال الى الدور الثاني لأن الفوز على اميركا عنى يومها اشياء كثيرة. ومن ليون انتقل الايرانيون الى مونبيليه لملاقاة منتخب المانيا. جرى اللقاء الذي التهم فيه الالمان كل شيء، الجو والمباراة والنتيجة 2- صفر سجلهما اوليفر بيرهوف 50 ويورغن كلينسمان 57. ونسف هذان الهدفان كل ابداع خط الوسط الايراني وغيبا محاولات علي دائي وخوداداد عزيزي، لقد حول الالمان حلم الكرة الايرانية بالتأهل للدور الثاني سراباً، فهل يمكن لمنتخب ايران ان يحول السراب واقعاً ويتواجد في عداد منتخبات كأس العالم 2002؟! تأهل وطموح لا شيء يمنع الطموح الايراني ان يكون كبيراً فهم مع المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية الوحيدين الذين حققوا فوزاً في مباريات كأس العالم، ويريد منتخب ايران هذه المرة ان يضرب ضربته ويذهب الى البعيد واكثر من اي مرة، المنتخب مؤهل ونجومه من اصحاب الخبرة، ويبقى هذا المنتخب الذي استطاع ان يتأهل الى الدور الثاني من التصفيات بعد مباراتين كسبهما وسجل خلالهما 21 هدفاً بمعدل 5،10 اهداف في المباراة الواحدة ولم يدخل مرماه اي هدف. علماً انه لعب مباريات الدور الأول من التصفيات في المجموعة الثانية امام غوام وطاجكستان، ثم تأهل للدور الثاني برصيد 6 نقاط. وفي امكان منتخب ايران اعادة كتابة التاريخ بمحترفيه، ليحقق آمال 60 مليوناً من مواطنيه. ولكن حتى يكونوا سفراء فوق العادة، عليهم تجاوز الاخضر السعودي العملاق، ومن ثم العراق، ومن يدري فقد يتأهل للمرة الثالثة الى نهائيات كأس العالم بقيادة المدرب البرازيلي ادميرا، اقول من يدري؟! ويبقى المنتخب السعودي المرشح الى المونديال المقبل.