أكد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في الخرطوم أمس، انه حصل على موافقة الرؤساء الأفارقة المعنيين بالأزمة السودانية وزعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق على المبادرة المصرية - الليبية لحل الأزمة، لكنه أوضح ان هؤلاء "اشترطوا ان لا ينص الدستور على تطبيق الشريعة الاسلامية". اتهم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي جهات خارجية لم يسمها بأنها "تحاول تدمير العالم الثالث بدعم الحرب وتأجيج الصراع". ووصف قضية جنوب السودان بأنها "هزلية مفتعلة وتحركها أيادٍ خارجية". وتساءل القذافي في كلمة عقب منحه درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة جوبا، عن معنى تكرار اندلاع التمرد في جنوب السودان، وقال: "كيف لنا أن نفهم انه ما أن يضع أحدهم السلاح وتقف الحرب حتى يهب آخر لحمل السلاح مجدداً؟". واتهم الأحزاب الشمالية والجنوبية "بعدم الجدية". وتساءل: "كيف نفسر تحالف الأحزاب السودانية مع قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان العقيد جون بينما كانت تخوض حرباً شرسة ضده في الثمانينات وقبل قيام حكومة الرئيس عمر البشير" في السودان في العام 1989. وحمل القذافي بعنف على ما أسماه "استخدام الحكومة السودانية شعارات اسلامية في حربها ضد الحركة التي يتزعمها قرنق وتقود تمرداً في جنوب السودان". وقال ان "الشعارات الاستفزازية مثل اعلان الجهاد في الجنوب وحكاية التوجه الحضاري والفتح لا يمكن أن تكون في بلد متعدد الثقافات والأديان مثل السودان". وأضاف ان قرنق "استفاد من هذا التوجه الاستفزازي واستخدمه بذكاء في الترويج لمواقفه بأن الحكومة تسعى الى تغيير ثقافات أهل الجنوب ودياناتهم، الأمر الذي أدى الى أن تنشط افريقيا الزنجية وأوروبا وأميركا في مساندته". وقال القذافي ان "العصر الحالي يحتاج الى لغة أخرى غير تلك التي تتحدث بها الحكومة السودانية، ولغة عقبة بن نافع والمهدية ليس هذا وقتها". وقال ان "اللغة المقبولة الآن هي السلم، وأن يكون الخطاب السياسي داعماً لوحدة السودان لأن الدول الافريقية كلها لن تقبل بتغيير خارطتها في وقت بدأت فيه السير نحو الاتحاد الافريقي وتكوين جيش موحد يجعلها أقوى من أي دولة". وزاد انه حصل على موافقة قرنق وعدد من الرؤساء الأفارقة المعنيين بقضية جنوب السودان على اقتراحات "اعلان مبادئ" للمبادرة التي ترعاها القاهرة وطرابلس وتدعو الى تشكيل حكومة انتقالية وعقد مؤتمر دستوري، لكنه أوضح ان هؤلاء "اشترطوا أن لا ينص الدستور على تطبيق الشريعة الاسلامية". وقال الزعيم الليبي ان "تعليم اللغة العربية ونشر الاسلام في الجنوب لن يتم بالدبابات والطائرات"، وأكد استعداد ليبيا للاستثمار في جنوب السودان وانشاء صندوق لإعمار الجنوب وممارسة نشاط فيه "سلماً لا حرباً". الى ذلك، اعترف الزعيم الليبي بدعم ليبيا "الجيش الجمهوري الايرلندي" في بريطانيا في وقت سابق. وقال ان ليبيا نقلت الحرب الى قلب بريطانيا من خلال دعم الجيش الجمهوري الأمر الذي حدا ببريطانيا الى الجلوس مع ليبيا لوقف هذا الدعم.