طرابلس - أ ف ب - اعتبرت ليبيا أن تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في شأن مبادرة السلام المصرية - الليبية لاحلال السلام في السودان "تدخلاً مرفوضاً في الشؤون الداخلية الافريقية". ونقلت وكالة الانباء الليبية عن مسؤول الاعلام في وزارة الخارجية تعليقاً على هذه التصريحات في شأن المصالحة الوطنية في السودان قال فيها ان "ما اعلنته اولبرايت يعتبر تدخلاً مرفوضاً في الشؤون الداخلية الافريقية إذ لا علاقة لها بتحديد ما ترضى عنه من المبادرات وما ترفضه". واضاف "ان الامر لا يتعلق بالولاياتالمتحدة وانما يخص القارة الافريقية وحدها التي اصحبت تملك ارادتها وقادرة على حل مشاكلها واخماد الحرائق في بعض مناطقها بجهود ابنائها وحكمة قادتها".وكانت اولبرايت قالت في نيروبي "ان عملية السلام التي تقودها وساطة ايغاد، هي الوسيلة الأفضل للتقدم ونحن لا ندعم اي جهود اخرى يقترحها البعض مثل مصر وليبيا". وتشرف الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد على المفاوضات بين الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق بهدف التوصل الى وضع حد للحرب في جنوب السودان المستمرة منذ 16 سنة. ولا تشارك في هذه المفاوضات احزاب المعارضة الشمالية. وتحاول ليبيا منذ اشهر التوصل الى مصالحة بين الحكومة السودانية والمعارضة في اطار مبادرة مشتركة مع مصر. ويسعى القذافي منذ سنة تقريباً للتوصل الى حلول للنزاعات الافريقية وخصوصاً النزاع في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وقالت اولبرايت عقب لقاء مع قرنق في نيروبي السبت: "آن الاوان لكي تأخذ الخرطوم سكان الجنوب على محمل الجد". وأعلنت اولبرايت ان الولاياتالمتحدة ستكثف مساعدتها لجنوب السودان. ووصفت قرنق بأنه "زعيم ناشط جداً من الصعب تحقيق أهدافه لأنه غير معترف به دولياً". وصرحت بأنه "ليس أمامنا الكثير من الوقت، وإذا أردنا أن نعتمد على ايغاد فيجب دعمها". وقال قرنق من جهته انه يشاطر وجهة النظر الأميركية في شأن "ايغاد"، وان حركته لن تدعم أي عملية سلام أخرى غير التي تقوم بها "ايغاد" في اشارة الى المبادرة المصرية - الليبية.