تبحث قمة افريقية بدأت أعمالها مساء امس في العاصمة الليبية طرابلس في سبل إنهاء القتال في السودان وتخفيف الحظر الجوي المفروض على ليبيا من خلال اقامة منطقة للتجارة الحرة تضم تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا وليبيا والسودان. وتساند الدول الافريقية المشاركة في القمة، ليبيا في موقفها لإنهاء العقوبات المفروضة عليها منذ نيسان ابريل 1992 واتخذت خطوات عملية منها استقبال نيجيريا والنيجر طائرة ليبية تقل العقيد معمر القذافي في العام الماضي. ويأتي اجتماع طرابلس للدول الافريقية - العربية تنفيذاً لإتفاق وقعته هذه الدول في اجتماع في ليبيا منذ أشهر عدة، اتفق خلاله مبدئياً على إقامة منطقة التجارة الحرة، ولم تتجاوب الدول المشاركة في القمة مع تحذيرات تلقتها من الولاياتالمتحدة وبريطانيا من مجاراة ليبيا في مساعيها لإنهاء الحظر. وبث التلفزيون الليبي أ ف ب، ان الرؤساء السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي والنيجيري إبراهيم باري مايناسارا وصلوا أمس إلى طرابلس للمشاركة في القمة. وأضاف التلفزيون ان القمة التي تعقد بدعوة من العقيد معمر القذافي ترمي إلى "دراسة المشاكل التي تهم دول المنطقة تمهيداً لتعزيز تعاونها وتحقيق وحدة القارة الافريقية لمواجهة مختلف التحديات". واستقبل القذافي الرؤساء الثلاثة كلاً على حدة أمام داره التي تعرضت للقصف في العام 1986 اثناء غارة جوية أميركية. وشدد الرؤساء الثلاثة في تصريحات أدلوا بها لدى وصولهم على ضرورة التشاور بين الدول الافريقية وتحقيق مشاريع اقتصادية مشتركة من أجل التوصل إلى وحدة افريقيا. وأشار الرئيس السوداني إلى "أهمية الوحدة الافريقية للتصدي للمشروع الاستعماري والصهيوني". ومن المقرر أن يشارك في القمة أيضاً رؤساء جمهورية افريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، ومثلت تونس في القمة بكاتب الدولة للشؤون الخارجية السيد الصادق فيالة الذي وصل إلى طرابلس مساء أول من أمس. وكان وزراء خارجية الدول المشاركة في اجتماعات طرابلس اختتموا اجتماعات تحضيرية أول من أمس بإعداد جدول أعمال القمة وتوصيات تهدف إلى تطوير العلاقات بين الدول الافريقية. وعلى صعيد الازمة السودانية واصلت ليبيا مساعيها الرامية الى تحقيق مصالحة بين السودان وأريتريا، وأبلغ الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الرئيس السوداني عمر حسن البشير بنتائج محادثاته في هذا الشأن مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي. وقالت مصادر ديبلوماسية ليبية ان المحادثات الليبية - السودانية تبحث في سبل انهاء القتال في السودان، وامكان تحقيق مصالحة سودانية، وإمكان عقد اجتماع لرؤساء الاحزاب السياسية السودانية المعارضة ومسؤولين في حكومة الخرطوم. من جهة اخرى، توقع نائب الرئيس السوداني جورج كونغور اروب امس ان يلقى كاربينو كوانين القائد العسكري الذي نقض معاهدة السلام مع الخرطوم وعاد الى صفوف المتمردين، مصير حسين كامل صهر الرئيس العراقي صدام حسين. وقال أروب ان كوانين سيقتل "مثل حسين كامل" الذي هرب الى الأردن ثم عاد الى العراق حيث قتل على يد افراد من عائلته في العام 1995 . واعتبر اروب ان كوانين دأب منذ توقيع اتفاق السلام في نيسان ابريل 1997 مع ستة فصائل سودانية منشقة عن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق على المطالبة بتعيينه رئيساً لمجلس تنسيق الجنوب ونائباً لرئيس السودان. وأضاف ان "عندما لم يحصل على ما اراد، شن المعارك على واو منتصف الاسبوع الماضي التي خلفت عددا كبيراً من الضحايا".