تواصلت محادثات اللحظات الأخيرة لإيجاد تسوية سلمية للأزمة العرقية في مقدونيا، استعداداً لعرض نتائجها على وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المتوقع اجتماعهم في بروكسيل اليوم. وأشرف على هذه المحادثات الوسيطان: الأميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار، واتخذت شكلاً مكثفاً متواصلاً، بين الاجتماعات المفتوحة واللقاءات الثنائية التي اجراها الوسيطان. وقال ممدوح ثاتشي نائب رئيس "الحزب الديموقراطي الألباني" الذي يتزعمه أربن جعفيري، انه على رغم ان المحادثات تجاوزت كثيراً من الصعوبات، فان "قضايا تخص اعتبار اللغة الألبانية الرسمية الثانية في كل البلاد، وتركيبة الشرطة في المناطق الألبانية، وحق النقض للنواب الألبان في البرلمان، ظلت العقبات الرئيسة في وجه توقيع الاتفاق". وأكد ان الجانب الألباني يريد حلاً سلمياً "يضمن حقوق كل مواطني مقدونيا ويجنب البلاد المشكلات العرقية والحروب الداخلية". وكانت المحادثات مددت نحو اسبوع عن موعدها المقرر اصلاً، ومارس الوسيطان الأميركي والأوروبي ضغوطاً شديدة على الطرفين السياسيين المقدوني والألباني، لتقريب مواقفهما من قضايا التعديلات الدستورية، الا ان كلاً منهما بقي متصلباً في موقفه من أمور يعتبرها مصيرية لا يمكن التنازل عنها. وساد اعتقاد في سكوبيا ان الوسيطين سينقلان ملف القضية بكامله ومواقف الطرفين المقدوني والألباني الى حلف شمال الاطلسي ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، لاصدار قرار في شأن التعامل مع القضية المقدونية ومنع تدهور الأوضاع وتجدد العمليات العسكرية. حظر تأشيرات وكان الاتحاد الأوروبي قرر امس حظر اعطاء تأشيرات للمقاتلين الألبان التابعين ل"جيش التحرير الوطني" الألباني الى دول الاتحاد، حتى يتم توقيع اتفاق انهاء الأزمة المقدونية. ومن جهة اخرى، اعلنت قوات حفظ السلام الدولية كفور انها اعتقلت، في ثلاث عمليات متفرقة، 25 البانياً في حوزتهم كميات كبيرة من العتاد العسكري والمواد الحربية المختلفة، كانوا يحاولون تهريبها من كوسوفو الى مقدونيا. اجراءات امنية وأشارت قوات حفظ السلام، الى انها عززت اجراءاتها الأمنية ودورياتها في المناطق الحدودية بين مقدونيا وكوسوفو، من اجل منع عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والمواد التموينية الى المقاتلين الألبان في مقدونيا. وعلى صعيد الوضع الميداني، ظلت الهدنة غير مستقرة، وتواصلت الانتهاكات لوقف النار، خصوصاً في المرتفعات الشمالية الغربية المطلة على مدينة تيتوفو. وذكرت وزارة الداخلية المقدونية امس ان الكثير من مراكز الشرطة والجيش الحكومية في تيتوفو وحولها، تعرضت لاطلاق نار من "المجموعات المسلحة الارهابية".