} تكثفت الجهود الدولية لايجاد حل سلمي للصراع الدائر في مقدونيا، في وقت تواصل حشد الأسلحة الثقيلة والجنود في مدينة تيتوفو، وقصف معاقل المقاتلين في الجبال المجاورة ما جعل المراقبين يتوقعون قرب اندلاع المعركة الحاسمة في أية لحظة. استكمل الجيش المقدوني أمس، نقل دباباته وعرباته المدرعة وصناديق الذخيرة، من القواعد العسكرية في سكوبيا الى تيتوفو، لدعم الوحدات العسكرية الحكومية التي تخوض اشتباكات عنيفة ضد المقاتلين الألبان المتحصنين في الجبال الواقعة شمال المدينة وغربها. وأعلن متحدث باسم الجيش المقدوني أن القوات المقدونية قصفت مواقع ما أسماهم بالارهابيين الألبان المتمركزين في مرتفعات تيتوفو بمشاركة وحدات الشرطة. وأكد ان هذه القوات تستخدم "كل الوسائل المتاحة آخذة بالاعتبار ضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين. وشاهدت "الحياة" - مجموعات من العسكريين المقدونيين بأسلحتها الثقيلة، نشرت حول تيتوفو وداخل الاحياء الواقعة في قسميها الشمالي والجنوبي خلافاً لما كانت الحال في الأيام الماضية، اذ كانت أماكن القوات المقدونية في مواجهة مواقع المقاتلين في الشمال والغرب. ولوحظ ان الدبابات التي نقلت الى تيتوفو هي من صنع روسي، ما وفر الاعتقاد بأن بلغاريا وربما يوغوسلافيا أيضاً، قدمت السلاح الى مقدونيا، خصوصاً ان المعلومات السابقة كانت تؤكد ان الجيش المقدوني لا يملك سوى أربع دبابات قديمة. وعلمت "الحياة" ان جنود المشاة المقدونيين وافراد الشرطة الخاصة، قاموا بتدريبات خلال الليل على العمليات الهجومية في المناطق الوعرة والالتحام بالسلاح الأبيض". ويوجد في محيط تيتوفو أكثر من 20 ألفاً من الجنود والشرطة، على ما يتردد. وتركز القصف المدفعي أمس على منازل متفرقة في ضاحيتي سترمو وتيسا القريبتين من الخطوط الأولى للمدفعية المقدونية، وتم تدميرها واحراقها. وذكرت المصادر الحكومية ان هذه المنازل "اتخذها الارهابيون نقطة انطلاق نحو تيتوفو" في حين كان يُسمع دوي الانفجارات وأصوات رصاص الأسلحة الرشاشة المتبادلة بين الطرفين المتقاتلين، طوال يوم أمس. وتوافرت معلومات في تيتوفو، عن مشاهدة مئات المسلحين الذين يحملون شارات "جيش التحرير الوطني" في الجبال الواقعة غرب تيتوفو. على بعد نحو خمسة كيلومترات، بحسب ما ذكر ألبان وقالوا إن المقاتلين وجهوا نداء الى كل الباني قادر على حمل السلاح للالتحاق بهم. وحيال حشود الطرفين، ومنع التجوال في تيتوفو ليلاً، أشارت التوقعات الى ان احدهما قد يشن في القريب هجوماً على الآخر، ما سيؤدي الى معركة حاسمة في تيتوفو وضواحيها، ونقل تلفزيون بلغراد عن الناطق باسم الحكومة انتونيو ميلوشوسكي ان الهجوم على مرتفعات تيتوفو "سيبدأ عندما يقرر القادة العسكريون الميدانيون الوقت المناسب لذلك باقل خسائر بشرية ممكنة". وقال الناطق باسم وزارة الداخلية المقدونية ستيفو بينداروفسكي، في مؤتمر صحافي في سكوبيا أمس... اعتقد أن علينا اجتياح منطقة المرتفعات في غضون يومين". وأوضح ان هذا الاجراء "هو السبيل الوحيد لوقف انتشار أعمال العنف". واعتبر الناطق ان المقاتلين الألبان في مقدونيا ينتمون الى ثلاث فئات رئيسية "المافيا والسياسيين المتطرفين والمرتزقة الأجانب الذين تلقوا تدريبات في كوسوفو". وأبلغ الزعيم الألباني أربن جعفيري رئيس الحزب الديموقراطي المشارك في الحكومة الائتلافية المقدونية "الحياة" انه يعارض حشد الأسلحة في تيتوفو. وأخطر الحكومة ان "هذه الأسلحة ستؤدي فقط الى حمامات دم". وقال: "يجب ان نبتعد عن التهديد بالسلاح ونتجه نحو الحوار والتفاوض، اذا كنا نريد وضع حد للمشكلة عن طريق التفاهم والوصول الى حل سلمي". ووصف موقف الحزب الديموقراطي الألباني بأنه "بين نارين، يكافح اخمادهما وايجاد الحل الأفضل لكل الأطراف والضامن لسلامة مقدونيا وشعبها". جهود سلمية واستمرت الجهود الديبلوماسية المكثفة لاحتواء الموقف الذي قد يخرج عن السيطرة في أي وقت ويعرض المنطقة بأسرها لحرب ضارية تتورط فيها دول بلقانية عدة. وعقد مسؤول الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس سلسلة اجتماعات من المسؤولين الحكوميين والسياسيين المقدونيين اضافة الى الزعماء الألبان. ولم تتوافر معلومات عن مدى نجاح سولانا الذي أكد دعم الاتحاد الأوروبي لسلامة مقدونيا وتأييده اجراءات اتخذتها حكومتها لإنهاء مشكلة الحركة المسلحة التي "تواجه أمن البلاد". وأعرب سولانا عن اعتقاده أن "من الخطأ الكبير اذا تحدث احد مع الارهابيين أو المجموعات التي تحمل السلاح في مقدونيا". وأوضح ان الاتحاد الأوروبي لا يستخدم الضغط على أي دولة كي تغير دستورها وقوانينها الوطنية "خصوصاً اذا كانت تلك الدولة تتبع نظاماً ديموقراطياً". ومن جهة أخرى، كان مقرراً ان يصل وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف مساء أمس الى سكوبيا آتياً من بلغراد للاعراب "عن الدعم الروسي لمقدونيا". وفي بروكسل أ ف ب طلب حلف شمال الأطلسي من الدول الأعضاء تقديم تعزيزات الى قوة السلام كفور اذا تفاقم الوضع في مقدونيا.