أعلن المقاتلون الألبان في مقدونيا، انهم سيلتزمون بقرارهم تمديد وقف اطلاق النار لغاية 27 الشهر الجاري، من اجل اعطاء الفرصة للجهود الرامية الى ايجاد حل سلمي للأزمة المقدونية التي يقوم بها كل من منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، والأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون. ونقلت محطات تلفزيونية في سكوبيا أمس عن المسؤول السياسي ل"جيش التحرير الوطني" الألباني علي أحمدي، ان المقاتلين "لن يطلقوا النار، الا في حال الدفاع عن النفس". وكانت الحكومة المقدونية هي الأخرى، أوقفت عملياتها العسكرية ضد المقاتلين الألبان منذ الاثنين الماضي، ما أدى الى هدوء نسبي على الجبهات كافة: شمال مقدونيا وضواحي العاصمة سكوبيا والمرتفعات الشمالية المطلة على مدينة تيتوفو. لكن رجلاً قتل في تبادل لاطلاق النار حين كان يحاول اقتحام حاجز للشرطة عند بلدة أراتشينوفو، التي سيطر المقاتلون عليها. وجاء وقف النار من جانب الطرفين، القوات المقدونية والمقاتلين الألبان، عبر بيانات اصدرها كل منهما، من دون اي اتصال بينهما، لأن الحكومة المقدونية ترفض التفاوض مع "الذين يحملون السلاح، ويقتلون الجنود والشرطة، لتحقيق مطالبهم". وأعلنت الحكومة المقدونية ان الوضع هادئ على كل الجبهات "باستثناء رشقات متفرقة من الأسلحة الرشاشة، وتبادلاً للقصف جرى بالقرب من قرية شمال مقدونيا، قرب كومانوفو". وأضافت ان هذه الحوادث "وقعت بعد اعلان المقاتلين وقفاً لاطلاق النار، ورد الجيش على النار التي استهدفته". وذكرت وزارة الدفاع المقدونية، في معلومات نشرتها صحيفة "دنيفنيك" الصادرة في سكوبيا أمس، انها حصلت من أوكرانيا ودول اخرى على 4 طائرات حربية من طراز "سوخوي" و4 طائرات مروحية مقاتلة، ينبغي ان تصل الى مطار سكوبيا خلال 24 ساعة. وذكرت الوزارة ان الجيش المقدوني "أصبح يملك 30 طائرة، بين حربية ومروحية قتالية". وتواصلت لليوم الثاني على التوالي أمس، المحادثات بين السلطات المقدونية والأحزاب السياسية الألبانية المشاركة في الائتلاف الحكومي، للبحث في خطة الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي السلمية والتي تقترح اصدار عفو جزئي عن المقاتلين الذين يتخلون عن سلاحهم، اضافة الى اجراء تعديلات دستورية لمصلحة اعطاء الألبان المزيد من الحقوق. ومعلوم ان المقاتلين الألبان رفضوا القاء سلاحهم "ما دام غير مسموح لهم المشاركة في المحادثات الخاصة بالاصلاحات السياسية". ووصف رئيس "الحزب الديموقراطي الألباني" اربن جعفيري المحادثات بين السياسيين المقدونيين والألبان، بأنها "وفرت اقتراباً من السلام، اكثر من أي وقت مضى". لكنه اكد على ان السلام لا يمكن ان يستتب "من دون اشراف مباشر من حلف شمال الاطلسي على الالتزام به من قبل كل الاطراف". وأشار جعفيري، الى ان السياسيين الألبان لا يستطيعون الضغط على المقاتلين لإلقاء سلاحهم، "لكن نجاح المحادثات السلمية سيجعلهم أمام واقع جديد، خصوصاً اذا مارس المجتمع الدولي ضغطاً عليهم". وذكرت محطات تلفزيونية في سكوبيا امس ان قوات حفظ السلام كفور صادرت شاحنة محملة ب318 بندقية آلية و1400 قذيفة صاروخية وذخيرة متنوعة كانت في طريقها الى مقدونيا. وأشارت الى ان الاسلحة كانت مخبأة تحت الأخشاب، وان المصادرة تمت قرب مدينة بيتش غرب كوسوفو.