تواصلت في سكوبيا محادثات التسوية السلمية المقدونية امس، باشراف الوسيطين الأميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار، وحضور زعماء الاحزاب المقدونية والألبانية المشاركة في الحكومة الائتلافية القائمة. وشارك في المحادثات الخبير الدستوري الفرنسي روبير بدينتير الذي وضع اطار مشروع التعديلات الدستورية "بحسب معايير حقوق الأقليات في أوروبا"، الذي اعتبره الزعماء الألبان بعيداً من تلبية الحد الأدنى من مطالبهم. وحاول بدينتير، يعاونه 12 خبيراً قانونياً أوروبياً، توضيح الأسس التي اعتمدها المشروع الخاص بضمان حقوق الأقليات في مقدونيا، من خلال حل متوازن مع مراعاة مكانة الغالبية السكانية السلافية - المقدونية. وبحسب المصادر الاعلامية في سكوبيا، مرّت المحادثات امس بمرحلة صعبة "نتيجة اصرار الألبان على غالبية مطالبهم"، إلا ان تصريحات الوسيطين الأميركي والأوروبي الى الصحافيين، اكدت احراز تقدم "اذ تبدي الاحزاب المقدونية والألبانية رغبة جدية لإنهاء الازمة في البلاد". وأكدت مصادر مطلعة ان الزعماء الألبان تعرضوا امس لضغوط اميركية وأوروبية شديدة، لكن رئىس "الحزب الديموقراطي الألباني" اربن جعفيري ظل متمسكاً بضرورة تحقيق مطلبه بأن تكون اللغة الألبانية لغة ثانية في كل البلاد، الى جانب المقدونية، وأن يكون النظام المقدوني قائماً على أسس شبيهة بالاتحاد الفيديرالي. ومن جهة اخرى، استمر التوتر في المرتفعات الشمالية الغربية المطلة على مدينة تيتوفو، وتبادل الطرفان المقدوني والألباني الاتهامات بانتهاك الهدنة، لكن الوضع كان هادئاً في مناطق المواجهات الأخرى. وأعلنت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في سكوبيا ان نحو عشرة آلاف ألباني، كانوا غادروا ديارهم بسبب القتال عادوا إليها، وأن المنظمات الانسانية الدولية تولت توفير المساعدات لهم.