} واصل الجيش المقدوني أمس، ولليوم الثالث على التوالي، هجماته العنيفة على مواقع المقاتلين الألبان في المناطق القريبة من حدود كوسوفو وجنوب صربيا، فيما أعلن ان مسؤولين في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي سيصلون سكوبيا في محاولة لوقف تدهور الأوضاع. استأنفت القوات المقدونية بعد ظهر امس قصف مواقع في 11 قرية ألبانية شمال مقدونيا قرب الحدود مع كوسوفو وصربيا، يسيطر المقاتلون الألبان عليها. وذكرت مصادر مقربة ان ثلاثة جنود جرحوا "نتيجة الألغام الأرضية التي زرعها الارهابيون". واستخدمت القوات المقدونية المدفعية الثقيلة والدبابات والمروحيات العسكرية في عملياتها التي أدت الى اشعال حرائق وتصاعد اعمدة الدخان من منازل في هذه القرى والغابات المحيطة بها. جاء ذلك، بعد مهلة منحتها الحكومة المقدونية الى السكان لمغادرة القرى المشمولة بالقصف، "كي لا يستخدمهم الارهابيون دروعاً بشرية لحمايتهم من الجنود المقدونيين"، لكن المدنيين لم يستجيبوا النداء الحكومي. ونقلت محطات تلفزيونية خاصة في سكوبيا عن مصادر المقاتلين، ان المدنيين يرفضون مغادرة منازلهم ويعتبرون وجود "جيش التحرير الوطني" معهم "ضمانة لحمايتهم من انتقام القوات العسكرية المقدونية". وأعلن المقاتلون الألبان انهم سيواصلون التصدي للهجمات الحكومية وأنهم "يستطيعون استيعاب هذه الحملة العسكرية، كما استوعبوا من قبل عمليات مماثلة في مرتفعات تيتوفو وشمال غربي مقدونيا وأماكن اخرى". ولم تسمح السلطات العسكرية المقدونية لمراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وللصحافيين بالاقتراب من منطقة القتال، لمعاينة الحقيقة "خوفاً على سلامتهم". وشوهد رتل من نحو 20 مدرعة ودبابة وناقلات جند للجيش المقدوني، بعد ظهر امس، ينطلق باتجاه قرية سلوبتشاني في المنطقة التي تجرى فيها العمليات العسكرية. وتبعد سلوبتشاني نحو خمسة كيلومترات غرب كومانوفو وتعتبر من المعاقل الرئيسية "لجيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا". وشكّل هذا التحرك من جانب الجيش المقدوني اول محاولة لشن هجوم بري منذ بدء القصف المدفعي والجوي ضد مواقع المقاتلين الألبان شمال غربي مقدونيا. وتصاعد استياء المواطنين الألبان وزعماء الأحزاب السياسية الألبانية من عمليات الجيش المقدوني، واعتبروها في تصريحاتهم الى وسائل الاعلام المحلية خطيرة جداً "وقد تؤدي الى اندلاع حرب اهلية دامية". وهدد "الحزب الديموقراطي الألباني" بقيادة اربن جعفيري، المشارك في الحكومة الائتلافية المقدونية، أنه سيسحب وزراءه ويصوّت ضد الحكومة في البرلمان "اذا استمرت الحملة الجارية ضد المقاتلين الألبان". وذكرت مصادر في سكوبيا، ان خلافاً تحول قطيعة كاملة بين رئيس الوزراء ليوبتشو غيورغيفسكي وجعفيري بسبب موقف الحكومة المتشدد من مطالب الألبان بإجراء تعديلات دستورية توفر لهم المزيد من الحقوق. وأعلن في سكوبيا، ان منسق الشؤون الامنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا سيصل مساء اليوم الى مقدونيا، في حين يصلها الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون صباح غد "لإيجاد حل للأزمة المقدونية". وبحسب برنامج زيارتهما، الذي تلقت "الحياة" نسخة منه، فإن سولانا وروبرتسون سيجتمعان مع الرئىس بوريس ترايكوفسكي ورئىس حكومته ليوبتشو غيورغيفسكي، اضافة الى زعيم المعارضة المقدونية اليسارية في البرلمان برانكو تسرفنكوفسكي والزعيمين الألبانيين اربن جعفيري رئىس "الحزب الديموقراطي الألباني" 11 مقعداً في البرلمان المشارك في الحكومة الائتلافية، وإيمير أميري رئىس "حزب الرفاه الألباني" 14 مقعداً في البرلمان.