أين الصحافي السوري نزار نيوف الذي اطلق من السجن في 6 أيار مايو الماضي بعد تسع سنوات من الاعتقال؟ هل أعادت أجهزة الاستخبارات السورية "اعتقاله"؟ هل "خطفه" مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية بعدما هدد بكشف "وثائق خطيرة" عن دوره؟ أم انه "اختفى طوعاً" لتسليط الضوء على وضعه ووضع الحريات وحقوق الانسان في سورية عشية زيارة الرئيس بشار الاسد الى باريس في 25 الجاري؟ قال حيان نيوف ل"الحياة" ان سيارة "سرفيس" عامة نقلت اخاه نزار مساء الثلثاء من بلدة بسنديانة الى مدينة جبلة الساحلية حيث كان أحد "زملائه في قضايا الدفاع عن حقوق الانسان" في انتظاره، ثم توجها الى دمشق في سيارة "اوبل" سوداء لاجراء بعض الفحوصات الطبية في عيادة الدكتورة رجاء المنى في منطقة الجسر الابيض، وعقد نزار مؤتمراً صحافياً في دمشق ل"كشف أمور مهمة عن ممارسات اجهزة الامن". وزاد حيان: "لكن ستة مسلحين خطفوه الساعة السادسة مساء الاربعاء. وكان أبلغني انه في حال لم يتصل بنا الى الساعة السادسة فان الامن يكون خطفه". وكان نزار 40 سنة حدد في تصريحات صحافية نشرت امس موعداً للسماح له بالسفر خارج البلاد للعلاج. وقال: "اذا انتهى اول من امس ولم يستجيبوا لمطالبي فانني سأعقد مؤتمراً صحافياً اكشف فيه كل اوراقهم واوزع كل الملفات على وكالات الانباء". وأضاف: "هناك قضايا لا يعرفها أحد في العالم سواي داخل البلاد أو خارجها وهي تتعلق بممارسات بعض الاجهزة وسأقوم بنشرها جميعها". ولم تتمكن "الحياة" من معرفة كيفية علم "منظمة الصحافة الدولية" و"صحافيون بلا حدود" بعملية الخطف التي يؤكدها حيان، ملمحاً الى احتمال ان يكون ذلك "عمل مسؤول أمني كبير سابق أو أحد مرافقيه". وقال ان امين فرع حزب "البعث" في اللاذقية نبيه اسماعيل طلب المكلف باجراء الاتصالات بينه وبين بخيتان التقى والده أمس ليبلغه "وجود اخبار سارة بأن جواز سفر نزار سيكون جاهزاً كي يستطيع السفر الى خارج البلاد للعلاج". وزاد حيان: "قال أمين الفرع انه فوجئ بنبأ خطف أخي، فقال له ابي: هل هذا هو الخبر الذي وعدتني به؟". ويعلن حيان ووالده "اننا فقدنا الامل في العائلة بأن يعود نزار الى المنزل مرة أخرى". وهدد الاول بأنه يملك كلمة السر التي تؤكد ان الأمن خطف أخاه "وسأترك هذه الورقة الى آخر لحظة كي لا ألحق به". في المقابل، فإن المصادر الرسمية السورية نفت ذلك. وقالت ل"الحياة": "ليس هناك امر اعتقال بحق نزار وهو ليس مطلوباً من السلطات بالتالي فاننا لسنا مسؤولين عن اختفائه الذي يمكن ان يكون طوعاً". وقالت مصادر رفيعة المستوى ل"الحياة": "اننا متأكدون ان لا دور للدولة في ذلك، وربما فبرك نزار هذا الامر بنفسه كي يسلط الضوء على نفسه بعدما خف الاهتمام به. نحن نعرف ان هذا الامر يؤذي سورية الآن ويؤذي الرئيس الاسد عشية زيارته باريس". وأضافت "هناك احتمالان: اما ان هناك صراعاً وسط السلطات وان اطرافاً في النظام هي التي خطفته، أو ان نزار هو الذي اخفى نفسه". وأوضحت: "الامر المؤكد ليس هناك صراع وأحد الادلة الاساسية هو السرعة والدقة اللتان حصلت بهما عملية اعادة انتشار جيشنا في لبنان. هل القيام بعملية في هذا الحجم تشير الى وجود صراعات؟ بالطبع لا، وليس هناك مراكز قوة اخرى والكل ينفذ قرارات الاسد وبالتالي فان اعتقال شخص مثل نزار يتطلب قراراً منه، ونحن متأكدون من عدم وجود قرار كهذا". وتابعت: "لو كان هناك قرار لكان اعتقل في الليل وفي بلدته وليس في وضح النهار وفي العاصمة حيث الاضواء ومراكز الاعلام". واعربت المصادر عن الاعتقاد ان يكون "مختبئاً طوعاً لأنه يريد استغلال زيارة الاسد الى فرنسا". وشكك الناطق باسم "لجان الدفاع عن حقوق الانسان في سورية" المحامي اكثم نعيسة ب"خطف" نيوف. وقال ل"الحياة": إن هذا العمل يطرح اسئلة: "هل السلطات وضعت امام خيار لا بديل منه و هو الخطف؟ وهل الامور سيئة الى هذا الحد؟ وهل هناك مراكز قوة مختلفة؟". وقالت "اللجنة السورية لحقوق الانسان" في بيان لها من لندن ان "اجهزة الامن اعتادت ان تخنق صوت المعتقلين بعد الافراج عنهم وتسكتهم وتطلبهم للتحقيق وتخيفهم حتى لا يتحدثوا عن اخبار الرعب والموت وصنوف الاهانة والتعذيب التي تعرضوا لها". ودعت الاسد الى "اطلاقه فوراً والى التحقيق في ملابسات الخطف".