سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نزار نيوف في دمشق بعد رفع الاقامة الجبرية عنه ... ونائب سوري يطالب بتشكيل لجنة لحقوق الانسان . حسين داود "حي" في السجن وزاره ديبلوماسي الماني والاكراد تظاهروا في باريس ضد تعذيبه حتى الموت !
اكد السفير الالماني في دمشق غونتر مولاك ل"الحياة" ان عضو "حزب الاتحاد الشعبي الكردي" السوري حسين داود "لا يزال على قيد الحياة" وان "آثاراً للتعذيب لم تظهر عليه" عندما زاره احد الديبلوماسيين اول امس في سجن صيدنايا العسكري قرب العاصمة السورية. كان الاكراد تظاهروا في باريس على هامش زيارة الرئيس بشار الاسد، للاحتجاج على موته تحت التعذيب. من جهة اخرى وصل الى دمشق امس الصحافي نزار نيوف لاجراء فحوص طبية، وقالت مصادر انه قام ايضاً باجراءات الحصول على جواز سفر بعد رفع الاقامة الجبرية عنه. وعلمت "الحياة" ان مسؤولاً امنياً في اللاذقية ابلغ نزار امس بوجود قرار من الرئيس الاسد "بمنحه حقوقه كافة". وبالنسبة الى حسين داود 40 عاماً قالت مصادر سورية ل "الحياة" انه سيطلق "قريباً"، ورأى السفير مولاك في موافقة السلطات السورية على زيارة الديبلوماسيين الالمان له "خطوة ايجابية"، عشية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس بشار الاسد الى برلين في العاشر من الشهر المقبل، كما حصل مع اطلاق الصحافي نزار نيوف قبل زيارة الاسد لباريس. في غضون ذلك، ابلغ النائب المستقل محمد مأمون الحمصي الى "الحياة" انه تقدم امس بطلب تشكيل "لجنة دائمة لحقوق الانسان" في مجلس الشعب البرلمان السوري "لمعالجة اي خلل يتم اثناء تطبيق القوانين وفق ما نص عليه الدستور". وكان الاكراد في الخارج شنوا حملة كبيرة ضد سورية لاعتقادهم بأن داوود توفي خلال تحقيق المخابرات معه، وتوجه مئات الاكراد من فرنسا وسائر دول اوروبا اول من امس الى ساحة الكونكورد في باريس لتنظيم تظاهرة سلمية لمناسبة وجود الرئيس الاسد فيها. وقال بيان تسلم مكتب "الحياة" في دمشق نسخة منه ان المتظاهرين حملوا صور "الشهيد الحي" داود، وطالبوا بالافراج عن المعتقلين السياسيين والكشف عن مصير داود وبتحسين وضع الاكراد وإعادة حق المواطنة الى عشرات الآلاف من الاكراد الذي جردوا من جنسيتهم نتيجة ل"الاحصاء الجائر" الذي اجري عام 1963. لكن مصادر متطابقة اكدت ل"الحياة" ان داود "لا يزال حياً"، وان الحكومة السورية وافقت للمرة الاولى لديبلوماسي اجنبي بزيارة احد المعتقلين في سجونها "خصوصاً ان المعتقل سوري وليس اجنبياً". واوضح المستشار الاول في السفارة الالمانية ميخائيل اوت ل"الحياة" ان داود الذي ولد في شرق سورية عام 1961 رحل من المانيا الى بلاده في كانون الاول ديسمبر الماضي بعدما رفضت السلطات المختصة اعطاءه اللجوء السياسي، وان المخابرات السورية اعتقلته في مطار دمشق واخضعته للتحقيق في "فرع فلسطين" التابع للمخابرات العسكرية. وافاد السفير مولاك انه تلقى بعد اتصالات ديبلوماسية مع مساعد وزير الخارجية السفير سليمان حداد "معلومات اكيدة" بأن داود ليس يمت تحت التعذيب كما اشيع في المانيا. وزاد :"طالما انه ليس المانياً اخوه يحمل الجنسية الالمانية لايحق لنا طلب زيارته في السجن، فهذا يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية، لكنني طلبت من السفير حداد القيام بمبادرة ايجابية والموافقة على ان يشاهده احد ديبلوماسيينا كي نزيل كل الشكوك امام الرأي العام الاوروبي. وتلقينا موافقة فقام الديبلوماسي المتخصص بشؤون الهجرة بزيارته في سجن صيدنايا". واوضح أوت انه قام مع ثلاثة ضباط في المخابرات بزيارة داود في سجن صيدنايا "ووجدته في وضع صحي جيد وتحدثت معه باللغة الالمانية التي يتقنها لاقامته هناك فترة طويلة، ولم تظهر عليه آثار التعذيب"، لافتاً الى ان الضباط "وعدونا بأن يسلمونا نسخة من التحقيق بعد الانتهاء من ذلك، وتأكدت من ان الشخص الذي شاهدته هو حسين داود لأنني حملت صورة له ارسلتها لنا وزارة الخارجية". يذكر ان العام الماضي شهد تقديم نحو 4600 سوري طلبات لجوء الى عشرين دولة اوروبية كان بينهم 2500 طلب في المانيا و1100 الى هولندا.