بروكسيل - أ ف ب - يعقد وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي اجتماعاً في بودابست، يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين، يتمحور حول الوضع في البلقان وتشكيل قوة تدخل سريع تابعة للاتحاد الاوروبي والمشروع الاميركي لنشر درع مضادة للصواريخ. ومن المواضيع الرئيسية المطروحة للبحث ايضاً، تجميد تركيا، العضو في الحلف الاطلسي والمرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، لاتفاق بين المؤسستين حول تمكين دول الاتحاد ال15 من الاطلاع على وسائل التخطيط لدى الحلف الاطلسي. ومنذ اشهر، تجمد انقرة التوصل الى هذا الاتفاق، مستفيدة من واقع ان قرارات حلف شمال الاطلسي تتخذ بالاجماع، لفرض موقفها على الاتحاد. وترفض تركيا الاكتفاء باجراء مشاورات وثيقة اقترحتها الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في اطار سياستها الدفاعية وتطالب بالمشاركة بشكل كامل في عملية صنع القرار. وعلى رغم هذا الفيتو التركي المفروض على الاتفاق فان التعاون بين الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي شهد انطلاقة ملموسة في كانون الثاني يناير الماضي واظهرت تجربة الازمة في مقدونيا ان المؤسستين تعرفان كيفية العمل معاً. واولى نتائج هذا التعاون ستكون عقد اجتماع بين وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي ونظرائهم في الاتحاد الاوروبي هو الاول من نوعه صباح الاربعاء. وفي ما يتعلق بالبلقان، فان وزراء حلف شمال الاطلسي سيرحبون بالنجاح الاخير الذي امكن تحقيقه في جنوب صربيا مع تفكيك صفوف المتمردين الالبان وعودة الجيش اليوغوسلافي من دون حوادث تذكر حتى الآن الى القطاع الاكثر حساسية في المنطقة الامنية الفاصلة بين كوسوفو وبقية انحاء صربيا. وينتظر وصول وزير الخارجية اليوغوسلافي غوران سفيلانوفيتش يوم الاربعاء المقبل للمشاركة في اجتماع مع الدول الاعضاء ال19 في الحلف الاطلسي و27 دولة اوروبية تنتمي الى برنامج "الشراكة من اجل السلام". وفي المقابل فان الوضع في بقية انحاء البلقان ليس بمثل هذه الايجابية حيث لا يزال التوتر في مقدونيا يثير قلق الحلفاء. وبحسب احد الديبلوماسيين فان سلطات سكوبيا تتجه نحو احتمال تسوية النزاع مع المتمردين الالبان بالقوة. كما ان السلام في البوسنة لا يزال هشاً بعد اكثر من خمسة اعوام على توقيع اتفاقات دايتون للسلام. فأحلام القوميين الكروات بالانفصال واعتداءات القوميين الصرب على المسلمين في بانيا لوكا لا تزال تعد بوادر غير مشجعة. ولا ينوي الحلفاء ايضاً ادخال "تعديلات مهمة" على عدد عناصر قوة السلام المتعددة الجنسيات في البوسنة سفور وكوسوفو كفور بل الاكتفاء ببعض التعديلات لتكييف هاتين القوتين مع التغييرات الاخيرة في المنطقة. وأفاد ديبلوماسي في حلف شمال الاطلسي ان عديد سفور قد يخفض بنسبة 10 في المئة اي بحوالى الفي رجل من اصل ال 22 الف جندي المنتشرين حالياً في البوسنة. ولا يزال احتمال الانسحاب الاميركي من البوسنة قائماً على رغم ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اكد في شباط فبراير الماضي ان قوات الولاياتالمتحدة لن تغادر الا حين يصبح ذلك ممكناً. ومن جهته، اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد الاسبوع الماضي انه سيدفع في اتجاه حصول انسحاب من البوسنة باعتبار ان العمل قد انتهى ما أثار قلق الاوروبيين. وفي ما يتعلق بالمشروع الاميركي لنشر درع مضادة للصواريخ فان المشاورات التي بدأت في واشنطن ستتواصل في بودابست. ويريد الاميركيون اقناع حلفائهم بأن "العالم قد تغير" وانه يجب اعادة النظر في مبدأ الردع المتوارث من ايام الحرب الباردة. وسيلتقي وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف بعد ظهر الثلثاء نظراءه في حلف شمال الاطلسي الذين ينتظرون منه عرض تفاصيل اضافية عن المشروع الروسي للدفاع المضاد للصواريخ.