بودابست، سكوبيا - أ ب، "الحياة" - فشلت الولاياتالمتحدة امس في حمل شركائها في حلف شمال الأطلسي ناتو على تبني وجهة نظرها في شأن مسألة الدرع الصاروخية. واتفق أعضاء الأطلسي خلال اجتماعهم في بودابست امس على مواصلة "المشاورات في العمق" مع واشنطن. وخلا بيان مجلس الأطلسي من الإشارة الى أن خطر الهجمات الصاروخية امر ممكن وعادي بحسب ما كان يطالب الرئيس الأميركي جورج بوش. وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول أعرب عن أمله ان يتبنى مجلس الأطلسي قراراً مغايراً. وذكرت مصادر مقربة من اجتماع بودابست ان فرنسا وألمانيا كانتا في طليعة الدول المعارضة لمشروع بوش، وأنهما أحبطتا مسعى باول. وتضمن البيان بصيغته النهائية "يرحب الأطلسي بالمشاورات التي بدأها الرئيس جورج بوش في شأن المراجعة الاستراتيجية للولايات المتحدة بما فيها الدفاع الصاروخي". وأضاف: "سيتابع الأطلسي هذه المشاورات بدقة، ويرحب بتأكيد الولاياتالمتحدة أنها ستأخذ وجهات نظر الدول الأعضاء في الاعتبار، قبل شروعها في تنفيذ خطط جديدة". وعلى رغم فشل باول في نيل موافقة الدول الأطلسية، إلا أنه سجل نجاحاً ديبلوماسياً محدوداً في إقناعه وزراء خارجية الحلف على عدم ذكر "المعاهدة المضادة للصواريخ الباليستية" الموقعة عام 1972 والتي تعتبر السند القانوني الوحيد ضد مشاريع الدفاع الأميركية الجديدة. وأعرب باول عن سروره لتغاضي ممثلي دول الحلف عن ذكر المعاهدة. وحول الموقف من الدرع الصاروخية، جدد تأكيده على أن مخاطر الهجمات الصاروخية على الولاياتالمتحدة أو حلفائها أمر وارد وممكن. الى ذلك، حذر وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر، انقرة من أي عقبات قد تضعها على حرية استخدام دول الاتحاد الأوروبي لقواعد الأطلسي وإمكاناته اللوجستية والاستطلاعية. وقال ان الدول الأعضاء في الحلف والتي تفكر في وضع فيتو على إفادة دول الاتحاد الأوروبي من إمكانات الحلف "تكون قد وضعت نفسها خارج اطار المنطق". واضطر منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى مغادرة اجتماع بودابست وتوجه الى سكوبيا أمس، لمواصلة مساعيه في وضع حد لتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في مقدونيا. والتقى سولانا في زيارته الثامنة لمقدونيا خلال شهرين، زعماء الأحزاب المقدونية والألبانية المشاركة في "حكومة الوحدة الوطنية" الهشة منذ تشكيلها بضغوط غربية قبل حوالى ثلاثة أسابيع، مستخدماً التأييد الذي حظي به في مهمته من قبل وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي الذين التقى بهم خلال اجتماعهم أمس في بودابست، في ضغوطه على الأطراف العرقية المقدونية والألبانية للقبول بمساعيه لحل الأزمة السياسية وانقاذ البلاد من حرب أهلية. وكان سولانا أخفق أول من أمس في التقريب بين الموقفين المتناقضين للسياسيين المقدونيين والألبان من الحركة المسلحة الألبانية. وفي غضون ذلك، واصلت القوات العسكرية المقدونية قصفها الشديد لمعاقل المقاتلين الألبان في شمال مقدونيا. وشوهدت أمس تعزيزات عسكرية تتكون من شاحنات جنود ومصفحات ودبابات تتوجه نحو مناطق القتال التي تبعد حوالى 40 كلم عن شمال شرقي العاصمة سكوبيا. وقال الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفسكي ان القوات المقدونية "سيطرت على جزء من قرية ماتييتشي غرب كومانوفو إلا أنها لا تزال تتعرض لنيران المقاتلين الموجودين في أماكن حصينة". وأشار الى أن المقاتلين "يسيطرون على مسجد القرية ودير ارثوذكسي في المرتفعات القريبة منها". وقصفت طائرات مروحية المواقع التي يتحصن المقاتلون فيها في داخل ماتييتشي وضواحيها، وشوهد تصاعد الدخان من القرية من مسافة أربعة كيلومترات.