اقترب المقاتلون الألبان من المناطق التي تتزود منها العاصمة سكوبيا مياه الشفة الواقعة شمال غربي المدينة، وذلك على رغم القصف العنيف للقوات الحكومية. وذكرت محطات التلفزيون في سكوبيا ان المقاتلين سيطروا على مواقع مهمة قريبة من العاصمة ودخلوا في معركة عنيفة مع الوحدات العسكرية الخاصة التي تتولى حراسة منطقة تعتمد سكوبيا عليها في الحصول على المياه النقية التي تأتيها من طريق الأنابيب. ونقلت هذه المحطات عن قائد "جيش التحرير الوطني" الألباني "خوجة" الذي قاد المقاتلين خلال فترة سيطرتهم على بلدة اراتشينوفو، تأكيده ان في مقدور انصاره السيطرة على مصادر مياه الشرب لسكوبيا "متى وجدوا ذلك ضرورياً للرد على العدوان الحكومي ومنسجماً مع خططهم". وأضاف ان للمقاتلين وحدتين عسكريتين داخل حدود سكوبيا "لحماية الألبان فيها من اعتداءات العرقيين المقدونيين". وقال: "تفقدت الوحدتين بنفسي الثلثاء الماضي ووقفت على استعدادهما". ومن جهة أخرى، وصل وسيط الاتحاد الأوروبي الخاص الفرنسي فرانسوا ليوتار الى سكوبيا أمس وأعرب عن أمله في تصريح للصحافيين في المطار بأن يكون الشخص القادر على تحقيق السلام "ووقف تدهور الأوضاع في البلقان الذي تواصل خلال السنوات العشر الأخيرة". وأوضح ليوتار انه يهدف الى تعزيز وقف النار وتوفير الحل السلمي لقضية الألبان في مقدونيا "بحسب موقف الاتحاد الأوروبي القاضي بإجراء محادثات مع زعماء الألبان السياسيين لا الثوار". وأشادت وسائل الاعلام في سكوبيا بقرار الادارة الاميركية اتخاذ اجراءات ضد "الارهابيين"، ومنعهم من الحصول على تبرعات من المواطنين الاميركيين. ونقلت عن الرئيس الاميركي جورج بوش قوله: "لن أستبعد خياراً من طاولة المفاوضات وفي ما يتعلق بمسألة الجنود... نحن مشاركون في حلف شمال الأطلسي". ومعلوم ان للولايات المتحدة نحو 700 عسكري في مقدونيا اضافة الى خمسة آلاف آخرين ضمن قوات حفظ السلام في كوسوفو. وعلى الصعيد الميداني، تواصلت الاشتباكات بين القوات المقدونية التي ركزت عملياتها على القصف المدفعي والصاروخي وبين المقاتلين الألبان الذين استخدموا الأسلحة الرشاشة وقذائف مدافع الهاون في شمال مقدونيا وشمالها الغربي.