} أخفق النواب في معرفة الموعد الذي يحدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري للجلسة النيابية المخصصة لاستكمال مناقشة الموازنة. ونقلوا عنه انها لن تعقد الاثنين المقبل - تاريخ بدء فتح العقد الاستثنائي - وان موعدها سيتقرر في الوقت المناسب. ويعتقد بعضهم ان بري يحتفظ لنفسه بالتوقيت، اسوة بما فعله رئيس الجمهورية اميل لحود عندما حدد تاريخ العقد الاستثنائي وفق ما رآه مناسباً. على رغم الأجواء الايجابية التي يضفيها رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري على اللقاء الموسع الذي عقد في ما بينهم في بعبدا، في حضور نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان الاثنين الماضي، فإن الكتمان ما زال مسيطراً على المواضيع التي أثيرت في اللقاء، وكانت المصدر الرئيس للتوتر الذي ساد العلاقات الرئاسية أخيراً. ورأت أوساط سياسية ان علاقات الرؤساء لا تزال في مرحلة اختبار نيات، لأن اركان الدولة في حاجة الى مزيد من الوقت لتقويم النتائج من جهة وللتكيف مع المناخ الجديد في ضوء المصارحة التي حصلت، من جهة ثانية. وقالت مصادر اطلعت على جانب من اللقاء إن المصارحة بين الرؤساء الثلاثة كانت الأولى من نوعها، إذ لم يسبق لهم أن قاموا بمثلها، على خلفية التجاذب السياسي الحاصل، فهذه ثاني مرة يجتمعون في غرفة واحدة منذ تأليف الحكومة قبل سبعة أشهر، علماً ان اجتماعهم الأول كان بدعوة من لحود الى غداء غاب عنه البحث في العمق لتحديد الخلل. وأشارت المصادر أيضاً الى أن المسؤولين السوريين سبق ان استمعوا الى وجهة نظر الرؤساء الثلاثة، كل على انفراد، وأن لقاء الاثنين الماضي هو الوحيد الذي أتاح لهم الاستماع الى ما لديهم مجتمعين. وأمس عرض لحود مع الحريري الأوضاع العامة. وذكر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان البحث تناول عدداً من الملفات الداخلية والمواضيع الواردة على جدول اعمال مجلس الوزراء المقرر اليوم. وأفاد ان الرأي "كان متفقاً على ضرورة تفعيل العمل الحكومي في المرحلة الراهنة الحافلة بالتحديات والاستحقاقات". وفي ساحة النجمة، كان للنواب موعد مع بري الذي لم يلتق لحود في اجتماعهما الاسبوعي، صباح كل أربعاء، وفسرت مصادره ذلك بالقول ان لقاء الاثنين الموسع تناول كل المواضيع. ونقل نواب عن بري الذي كان التقى الحريري قبل قيام الأخير بزيارة بعبدا، قوله "ان اجواء اللقاء في بعبدا كانت صريحة جداً وانه يأمل منها خيراً". ورداً على استفسارات النواب عن موعد استئناف مناقشة الموازنة، قال بري: "ان الدورة الاستثنائية تبدأ الاثنين وموعد الجلسة سيتقرر في الوقت المناسب". وأضاف: "ما دام صدر مرسوم فتح الدورة بدءاً من مطلع الاسبوع المقبل، وظهر أن الحكومة غير مستعجلة فهذا يعني "ان اللي عند بيت أهله على مهله". والتقى بري ظهراً نائب رئيس الحكومة عصام فارس الذي استحسن عقد جلسات مفتوحة لمجلس الوزراء لاجراء جردة بما نفذ ولم ينفذ من البيان الوزاري، وتقويم الوضعين الداخلي والاقليمي للخروج بالقرارات اللازمة. واعتبر ان التعاون بين السلطات مطلوب أكثر من أي وقت مضى، وأمل أن ينتهي المجلس من اقرار الموازنة لتحريك الدورة الانمائية والاقتصادية والتخفيف من حدة الوضع المعيشي الصعب. يذكر ان لجنة الادارة والعدل عقدت اجتماعاً برئاسة النائب مخايل الضاهر لمناقشة مشروع قانون تشجيع الاستثمار شارك في جانب منه رئيس الحكومة. وقال الضاهر ان اللجنة تابعت درس مشروع تشجيع الاستثمار، خصوصاً في المناطق المحرومة أو الأشد حرماناً، مشيراً الى أن الحكومة تقدمت بهذا المشروع لأن لبنان في حاجة الى تحريك العجلة الاقتصادية، شرط توفير كل التسهيلات للمستثمرين ، لافتاً الى تجاوب الحكومة في اعادة صوغ بعض التعديلات المقترحة على القانون.