} مضى كل من رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، الى صلاحياته ومواقفه ونشاطاته يوم امس، بعدما أخذ الحديث عن خلافاتهم "عطلة"، أول من امس الأحد، حين توجهوا في طائرة واحدة الى القرداحة للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الأولى لوفاة الرئيس حافظ الأسد. ووجد المراقبون في ذلك رغبة في استجابة التمنيات السورية بالتوافق، على رغم ان بعض الخلافات يحتاج الى مزيد من اللقاءات لمعالجته. وإذ حدد بري أمس موعد الجلسة النيابية، لاستكمال مناقشة مشروع موازنة العام الجاري الثلثاء المقبل، فإن الحريري والنائب ميشال المر نفيا وجود تجاذب بين الرؤساء، فيما غلبت الأوضاع الإقليمية على مواقف أعلنها لحود. وهو سيزور المغرب غداً الأربعاء. وكان تعذر اللقاء بين الرؤساء الثلاثة الى مائدة الغداء اول من امس، بدعوة من نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، في بانياس، لاستكمال الحوار والمصارحة بينهم بعد لقاء الاثنين الماضي في حضور المسؤول السوري. فعاد الرؤساء أدراجهم بعد انتهاء المهرجان الخطابي. وفي كل الأحوال فإن لحود يلتقي اليوم الحريري ثم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في إطار الحوار. ابلغ رئيس الجمهورية اميل لحود وفداً نيابياً فرنسياً امس أن "ثمة فرصة الآن للتدخل لإطلاق عملية السلام من جديد لأن الموقف أصبح من الخطورة بمكان، أن من غير الجائز تركه على ما هو، خصوصاً ان مواقف شارون لا تدعو الى التفاؤل". والتقى لحود امس وفداً من لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في الجمعية الوطنية الفرنسية برئاسة النائب جيرار بابت، ضم خمسة نواب. وأبلغ بابت لحود أن زيارته فرنسا كانت ناجحة وتركت صدى ايجابياً، فيما أشار الرئيس اللبناني الى أن الزيارة أسهمت في تعزيز العلاقات وسادها جو من المصارحة والفهم المتبادل. وأفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن لحود "أكد أن الوضع في الشرق الأوسط لا يزال في حال غليان نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، والتهديدات المستمرة ضد لبنان وسورية"، مشدداً على أن الموقف اللبناني "ثابت لجهة ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، إذ لا حلول للنزاع العربي - الإسرائيلي بالسلام المجزّأ". وأشار لحود للوفد الفرنسي إلى أن لبنان "يعلق أهمية على قمة الدول الفرنكوفونية في بيروت"، معتبراً "ان لفرنسا دوراً مهماً يفترض أن تواصل القيام به في الشرق الأوسط عموماً ومع لبنان خصوصاً". وأوضح أن المسؤولين الفرنسيين أظهروا جهوزية مميزة لمواصلة هذا الدور من خلال المعطيات التي تكونت لديهم نتيجة المحادثات اللبنانية - الفرنسية. وأكد لحود تفاؤله بمستقبل لبنان وباستعادته دوره في محيطه وفي العالم. وشرح الإصلاحات الإدارية والمالية، لتعزيز الثقة بلبنان. وعلى صعيد تحديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعد الجلسة النيابية، فجاء خلافاً للتوقعات النيابية والوزارية التي رجحت انعقادها هذا الأسبوع، بعد سريان العقد الاستثنائي بدءاً من الأمس. ونفت مصادر نيابية أن يكون بري ردّ الكرة الى مرمى السلطة التنفيذية، لتأخرها في فتح العقد الاستثنائي، وقالت: لا يعقل ان يحدد رئيس المجلس غداً الأربعاء موعداً لانعقاد الجلسة، لمراعاة الأصول في تحديد الجلسات، بتوجيه الدعوة قبل 48 ساعة من موعدها، خصوصاً ان غالبية النواب سيتوجهون الى زغرتا لمناسبة الذكرى ال23 لاغتيال طوني فرنجية، والد الوزير سليمان فرنجية، إضافة الى أن الخميس سيُعقد مجلس الوزراء. وأوضحت المصادر أن الجلسة استمرار للجلسة السابقة، لكن انعقادها في العقد الاستثنائي يوجب توفير النصاب القانوني. واعتبرت اوساط سياسية ان بري قصد في تعليقه على تأخير فتح العقد الاستثنائي بالقول "اللي عند اهله على مهله" ان يعتمد توقيته الخاص في تحديده موعد الجلسة، مؤكداً مبدأ استقلال السلطة التشريعية عن التنفيذية. وكان بري التقى امس الحريري الذي نفى بدوره وجود تجاذبات سياسية بين الرؤساء. وكذلك قال النائب ميشال المر بعد لقائه رئيس المجلس فنفى وجود اي خلاف بين لحود وبري. وألقى بري كلمة في افتتاح مؤتمر عن التنمية الزراعية، فانتقد التقصير الرسمي في تفعيل القطاع السياحي. وقال: "إننا نكاد نعلن موت لبنان السياحي". وأكد "أن إسرائيل عدو سياحي للبنان، وأن مزارع شبعا لبنانية مئة في المئة، وإسرائيل بقيت فيها بسبب أطماعها ولأنها الجزء الوحيد المفيد اقتصادياً لإسرائيل لأنها تحوي مئات الينابيع، وهي منطقة سياحية مهمة جداً، بدليل ان إسرائيل احضرت الفالاشا اليها وأقامت فيها أماكن للتزلج". وأسف بري "لتراجع موقع لبنان السياحي، على رغم مميزاته الطبيعية" محملاً إسرائيل "مسؤولية تراجع المواسم السياحية من خلال اعتداءاتها المتكررة". واقترح بري على الفضائيات اللبنانية "أن تبث برامج سياحية بدلاً من برامج الخيمة والحزورة، ونشر الغسيل السياسي". ولفت الى "وجوب ان تكون موازنات وزارتي السياحة والزراعة الأكبر لأن لبنان بلد خدمات وسياحة".