بيروت - "الحياة - اهتمام الوسط السياسي بمتابعة العارض الصحي الذي اصيب به نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، لم يصرفه عن مواكبة التأزم السياسي المسيطر على العلاقة بين رئيس الجمهورية اميل لحود من جهة ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، من جهة أخرى، على خلفية الهجوم الذي شنّته "مصادر مطلعة" على رئيس البرلمان، والأجواء المشحونة المترتبة على ما شهدته الجولة الاولى من جلسة مناقشة الموازنة التي يفترض ان تستكمل فور صدور مرسوم بفتح دورة استثنائية. وعلى رغم أن الوضع الصحي لخدام حال دون قيامه برفقة اللواء غازي كنعان بجولة ليل امس على الرؤساء الثلاثة، فان الجولة كانت مبرمجة قبل ايام من توتر العلاقات الرئاسية، لكن حصولها كان يفترض ان يؤدي الى تهدئة النفوس وتبريد الاجواء على نحو يؤمّن معاودة الاتصال بين الرؤساء الثلاثة. إلا ان إلغاء جولة خدام لم يحل دون استحضار ملف العلاقات الرئاسية، في اللقاءات التي عقدت في المستشفى على هامش الاطمئنان الى صحته، وكان ابرزها بين بري والحريري من جهة وكنعان من جهة ثانية، لما للأخير من دور بارز في متابعة الملف اللبناني في اطار ارتباطه الوثيق بالعلاقات اللبنانية - السورية. وإذ لم تتوافر لوسائل الاعلام معلومات عن اللقاءات، فان وزراء ونواب اكدوا ل"الحياة" ان العلاقة بين الرؤساء كانت في طليعة المواضيع التي نوقشت. ولفتوا الى ان من غير الجائز ان تبقى علاقة لحود ببري والحريري في حال تشبه القطيعة، مشيرين الى ضرورة التدخل من أجل اعادة الأمور الى نصابها لجهة معاودة التواصل سريعاً، وتحديداً بين رئيسي الجمهورية والحكومة، للتفاهم على إصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية، خصوصاً ان رئيس المجلس لم يحدد الاربعاء بعد غد موعداً ثابتاً لمتابعة مناقشة الموازنة وربط الموعد النهائي بتسلم المجلس غداً المرسوم في هذا الشأن. ولا يبدو، اذا لم تطرأ تطورات ايجابية غير منظورة، أن شيئاً سيحصل اليوم الاثنين، وهو عطلة رسمية لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، بين لحود والحريري، وإلا يجب الترقب لمعرفة مدى امكان عقد لقاء بينهما غداً. وفي حال لم يعقد، فان الاتصال بين لحود والحريري سيتم حكماً الخميس، من خلال خلوة بينهما قبيل الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء ما يعني أن مصير استكمال مناقشة الموازنة سيبقى معلقاً. يذكر ان بري كان تجنّب تحديد الموعد النهائي للجولة الثانية في المناقشة ريثما يتم الاتفاق بين لحود والحريري على إصدار مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، علماً ان الاخير تعذر عليه، بحسب قول عدد من النواب، الاتصال برئيس الجمهورية طوال نهار الخميس الماضي اثناء وجوده في فرنسا او التحادث معه لتهنئته بالسلامة فور عودته الى بيروت. وفي المقابل، لم تعلق اوساط مقربة من رئيس الجمهورية على هذه المعلومات، مكتفية بالقول ان الحريري اجرى اتصالاً، كان لحود في أثنائه في الطائرة في طريقه الى نيس، ومشيرة الى ان رئيس الجمهورية لن يرد بالمفهوم الاعلامي على الحملات التي استهدفته بطريقة مباشرة او غير مباشرة في جلسة الموازنة.