واصلت الدبابات والطائرات المقدونية، قصف مواقع المقاتلين الألبان في بلدة "اراتشينوفو" القريبة من سكوبيا، على رغم مهمة الاتحاد الاوروبي السلمية ومطالبته بوقف الهجوم الذي يشكل "حماقة تامة". في حين أعلن ضابط روسي أن موسكو مستعدة لارسال قوات مجوقلة الى مقدونيا. استأنفت القوات المقدونية، امس، ولليوم الثاني، قصفها العنيف لبلدة "اراتشينوفو" المحاذية للضواحي الشمالية للعاصمة سكوبيا، التي سيطر المقاتلون الألبان عليها منذ 71 يوماً. وشوهدت من وسط سكوبيا، سحابات الدخان تتصاعد من منطقة "ارتشينوفو" فيما كانت طائرات "سوخوي" والمروحيات الحربية، تعبر سماء المدينة، باتجاه البلدة للاغارة. ونقلت وحدات من الجنود والشرطة والقوات الخاصة الى ضواحي ارتشينوفو، ما عزز الاعتقاد باقتراب موعد الهجوم البري. وأفاد الناطق باسم الحكومة المقدونية انتونيو ميلوشيفسكي، ان القصف داخل البلدة "يتركز على تحصينات الارهابيين ومواضع اسلحتهم". وأضاف انه تم تطويق اراتشينوفو، وستستمر العمليات العسكرية في وضعها الحالي "حتى تنتهي سيطرة الارهابيين عليها ولو تطلب ذلك اكثر من الوقت المخطط بسبب التحصينات القوية التي يحتمي وراءها المسلحون". لكن ميلوشيفسكي أكد ان القوات الحكومية "باشرت الدخول الى ضواحي اراتشينوفو". وتعتبر ارتشينوفو، من أهم المواقع الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون الألبان، لأنها لا تبعد غير عشرة كيلومترات عن وسط سكوبيا، كما انها تقع على مشارف الطريق الدولية التي تصل الى العاصمة اليونانية اثينا وتمر عبر مقدونيا. ويرجح المراقبون ان تكون الحكومة راهنت في هجومها الاخير على تحقيق انتصار عسكري سريع لارغام الألبان على القاء السلاح. وذكر تلفزيون سكوبيا الرسمي، ان المقاتلين الالبان هاجموا محطة للقطار في منطقة رادوشا شمال غربي مقدونيا وأطلقوا عشر قذائف هاون عليها "لكن الاضرار كانت طفيفة" كما أطلقوا النار على موقع للشرطة في المنطقة نفسها وجرحوا خمسة من عناصرها. وتزامن التصعيد مع وصول منسق الشؤون الامنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الى مقدونيا في مهمة وساطة، وصفها بأنها "من أجل الدعوة الى وقف المعارك واستئناف الحوار" بين الاحزاب السياسية المقدونية والالبانية المشاركة في الائتلاف الحكومي. وكانت الولاياتالمتحدة حضت الحكومة المقدونية على ضبط النفس، وأفاد فيليب ريكر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية، ان وزير الخارجية كولن باول اتصل بالرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي وبكل من سولانا والأمين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون "اللذين يحاولان التوسط في تسوية سياسية لتجنب نشوب حرب اهلية". وأضاف، ان الولاياتالمتحدة "تدعو الطرفين في مقدونيا الى وقف القتال والتركيز على الحل السياسي". ودعا جورج روبرتسون الحكومة المقدونية الى "وقف المعارك ضد المتمردين الالبان". وقال: "ان موجات جدية من اعمال العنف، من اي جهة جاءت، هي ضرب من الجنون التام في هذا الوقت الحرج، اذ ليس هناك من حل عسكري لهذه الازمة، وان ردود الفعل المبالغ فيها، لا تؤدي الا الى تفاقم الانقسامات العميقة اصلاً". في موسكو نقلت وكالة "ريا - نوفوستي" للأخبار عن الجنرال غورغي شباك قائد القوات المجوقلة الروسية قوله امس ان المظليين الروس الموجودين في البلقان "على استعداد" للدخول الى مقدونيا لنزع اسلحة المقاتلين الالبان في حال تلقوا الامر بذلك. واعلن ان "مسألة ارسال مظليين الى مقدونيا يتم التحضير لها من وجهة نظرية". و"اننا على استعداد للقيام بذلك، وفي حال تلقينا الامر سندخل على الفور الى مقدونيا".