} برزت خلافات شديدة بين الأطراف السياسية المقدونية والألبانية، وتعرض وقف النار الهش الى مزيد من الانتهاكات، فيما أعلنت الولاياتالمتحدة انها قد تتعاون مع روسيا في مقدونيا. واجهت محادثات الأحزاب المقدونية والألبانية المشاركة في الائتلاف الحكومي، مصاعب شديدة، هددت بفشلها في التوصل الى اتفاق حول التعديلات الدستورية التي يطالب الألبان بها. وقال زعيم "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" رئيس الوزراء السابق برانكو تسرفنكوفسكي، ان الألبان تمسكوا بشدة "بمطالبهم التعجيزية، إذ أصروا على تطبيق النموذج البوسني في مقدونيا حيث يختارون هم نائباً لرئيس الجمهورية يتوافر له حق استخدام النقض لأي قرار يعارضه. كما طالبوا بأن يتكون البرلمان من فريقين: مقدوني وألباني، ينبغي موافقة كليهما على القرارات الحساسة اضافة الى منطقة جغرافية خاصة بالألبان والمساواة الرسمية الكاملة بين اللغتين المقدونية والألبانية في كل انحاء البلاد". وفسر هذه المطالب بأنها ترمي الى تحويل مقدونيا فعلياً الى اتحاد فيديرالي "وان لم تذكر ذلك صراحة، ما يعني أن بقاء الدولة موحدة أو تفكيكها سيكون منوطاً بمشيئة الألبان". واعتبر ان الموافقة على هذه المطالب هو "اذعان لعمليات الارهابيين". لكن رئيس "الحزب الديموقراطي الألباني" اربن جعفيري، نفىأن تكون للألبان نيات انفصالية، واعتبر انه يقتضي ان تكون التغييرات شاملة "لتحقيق الديموقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية". وكان الطرفان السياسيان المقدوني والألباني، بدأا حوارهما المغلق في احدى قاعات مبنى البرلمان في سكوبيا منذ السبت الماضي، في شكل تكون المحادثات مفتوحة لبحث كل القضايا الشائكة التي سببت الأزمة المقدونية الراهنة. ومن جهة أخرى، استمرت الاشتباكات بين القوات المقدونية والمقاتلين الألبان بالاسلحة الرشاشة وقذائف الهاون في مناطق متفرقة، وذلك على رغم اعلان الطرفين لوقف النار. كما حدث تبادل لاطلاق النار بين مجموعات مسلحة البانية ووحدات حراسة عسكرية مقدونية في منطقة ماتكا التي تبعد 8 كلم جنوب غربي سكوبيا. وحيث تنتشر قرى ألبانية تمتد الى مدينة تيتوفو، وهو ما أثار المخاوف من أن يعمد الألبان الى فتح جبهة جديدة في منطقة العاصمة شبيهة ببلدة اراتشينوفو. وحققت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية اتفاقاً غير مباشر، هو الأول من نوعه، بين الحكومة المقدونية والمقاتلين الألبان، يقضي بأن تسمح القوات الحكومية لهيئات الاغاثة بنقل المواد الغذائية والطبية الى السكان المحاصرين في القرى التي يسيطر المقاتلون الألبان عليها، وذلك في مقابل سماح المقاتلين بوصول امدادات المياه من المناطق التي يتحكمون بها الى مدينة كومانوفو. وعلى صعيد آخر رويترز، قال الرئيس الاميركي جورج بوش بعد يومين من أول اجتماع له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان الولاياتالمتحدةوروسيا "يمكنهما التعاون في محاولة انهاء الحرب العرقية في مقدونيا". وقبل اجتماع مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول لمناقشة كيفية متابعة القضايا التي اتفق عليها خلال لقاء القمة مع بوتين في سلوفينيا السبت الماضي، قال بوش للصحافيين انه "واثق من أن واشنطن وموسكو يمكنهما التعاون في تقديم يد العون الى هذه الدولة المضطربة في منطقة البلقان". وأضاف "أعتقد انه يمكننا التعاون مع الروس، لنا مصلحة واحدة، وهي أن تكون مقدونيا مستقرة، وتفهم حكومتانا ان مقدونيا مجزأة ويستطيع المتطرفون فيها أن يحققوا تقدماً، ما يخلق عدم استقرار في المنطقة". وخلال زيارة يوغوسلافيا، الأحد الماضي، حذر بوتين من أن "سيناريو الأحداث في كوسوفو" بدأ يتكرر في مقدونيا. وانتقد بشدة الغرب لضغطه على الغالبية السلافية في مقدونيا للموافقة على مطالب "المتطرفين الألبان".