} شن الجيش المقدوني هجوماً عنيفاً على بلدة اراتشينوفو التي يسيطر المقاتلون الألبان عليها منذ اسبوعين، واعتبر المراقبون ذلك مؤشراً الى تخلي الحكومة عن وقف النار وغلبة الحل العسكري لديها. عادت المعارك العنيفة الى مناطق المواجهات في مقدونيا، بعدما بدأت القوات الحكومية هجوماً شاملاً على بلدة اراتشينوفو القريبة من العاصمة سكوبيا، في وقت باكر صباح امس. وشاركت في الهجوم وحدات خاصة من الجيش والشرطة مستخدمة المدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات المروحية الحربية. وتمكنت بحسب البيانات الحكومية من "تحطيم الحواجز المقامة حول البلدة وتدمير مواقع عدة للإرهابيين داخلها والتقدم نحو وسطها". وأشار البيان الحكومي الى أن الهجوم "يهدف الى تنظيف اراتشينوفو وضواحيها من المتمردين، لتمكين سكانها من العودة الى منازلهم". ونقلت محطات تلفزيونية خاصة في سكوبيا عن قائد "جيش التحرير الوطني" الألباني في اراتشينوفو المدعو "خوجة" تجديد تهديده، بأن مقاتليه، "سيهاجمون اهدافاً معينة في سكوبيا وضواحيها، رداً على هجوم الجيش المقدوني على البلدة، الذي أسفر عن قتل ثلاثة مدنيين". وبعد هذا التهديد، اطلق المقاتلون قذائف هاون على مصفاة النفط القريبة من اراتشينوفو، لكنها سقطت على مسافة كيلومترات عدة منها، وأخفقت في إصابة هدفها. وإزاء هذه التطورات، ازدادت المخاوف لدى سكان سكوبيا من ان ينفذ المقاتلون تهديدهم، وتم توزيع الأسلحة على أشخاص مختارين من تشكيلات المقدونيين للدفاع المحلي، في ضواحي سكوبيا والقرى القريبة من ساحات المواجهات، لاستخدامها كميليشيا محلية وقوة شعبية احتياطية في منع المقاتلين الألبان من توسيع مناطق سيطرتهم الى الأماكن ذات الغالبية من السكان المقدونيين. وفي الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات واسعة في مناطق المواجهات، خصوصاً القرى الشمالية الى الغرب من مدينة كومانوفو التي يسيطر المقاتلون الألبان عليها، وقصفت القوات الحكومية قرى سلوبتشاني واريزاري وأوبايي. وذكرت البيانات الحكومية، ان المقاتلين الألبان حاصروا مركزاً لقوى الأمن في منطقة نيكوشتات القريبة من كومانوفو، وفي داخله 30 شرطياً، وأن عمليات عسكرية سريعة تجرى لفك هذا الحصار. وجاءت هذه الحوادث، لتصعد حدة القتال، على رغم استئناف المحادثات السلمية بين زعماء الأحزاب السياسية المقدونية والألبانية المشاركة في الحكومة، وذلك في إطار النتائج التي أسفرت عنها زيارة منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى سكوبيا اول من امس وحضه على استمرار الحوار السلمي. وذكر التلفزيون الرسمي ان سولانا سيعود لزيارة سكوبيا اليوم السبت للوقوف على تطور الأوضاع وما أسفرت عنه مواصلة المحادثات السلمية. وأدت المعارك امس الى موجة جديدة من النازحين الألبان باتجاه كوسوفو الذين غادروا مناطقهم القريبة من مناطق المواجهات خشية امتداد الاشتباكات إليها.