} اتخذت السلطات المقدونية احتياطات وقائية واسعة، لمواجهة تهديد المقاتلين بقصف أهداف محددة في العاصمة وضواحيها، فيما تواصلت المواجهات العنيفة في الشمال وازدادت محنة النازحين. أعلنت وزارة الداخلية المقدونية، انها لجأت الى اجراءات عسكرية وأمنية واسعة في محيط المطار الدولي ومصفاة النفط والمنشآت الحيوية في سكوبيا القريبة من بلدة اراتشينوفو "لمواجهة التهديدات التي أطلقها الارهابيون باستهداف مواقع في العاصمة وضواحيها". وأفادت سلطات مطار سكوبيا، انه فتح طوال يوم أمس في شكل اعتيادي، على رغم تهديد المقاتلين الألبان بقصفه علماً ان خطوط الطيران البريطانية واليونانية والسويسرية واليوغوسلافية ألغت رحلاتها التي كانت مقررة اليه". أما الطائرات المقدونية وأخرى تابعة للكثير من الشركات الدولية، فأقلعت من المطار وهبطت فيه "من دون أي مشكلات". ويقع مطار سكوبيا الدولي على بعد حوالى عشرة كيلومترات من بلدة اراتشينوفو التي سيطر عليها المقاتلون الألبان منذ يوم الجمعة الماضي. وعلى رغم أن المقاتلين لم ينفذوا تهديداتهم حتى بعد ظهر أمس، إلا أنه سمع دوي اطلاق نار متقطع داخل البلدة وحولها بين وقت وآخر، وكان من الصعب الوقوف على حقيقة الوضع لأن السلطات العسكرية المقدونية منعت الصحافيين من الاقتراب من البلدة. وأقام المقاتلون الألبان المتاريس بواسطة العربات القديمة والقطع الصخر الكبيرة التي يتحصنون خلفها، لمواجهة القوات الحكومية، في حال مهاجمتهم". ويسيطر حوالى ألف مقاتل ألباني مدججين بالبنادق الرشاشة ومدافع الهاون وقاذفات الصواريخ على بلدة اراتشينوفو التي تبعد 10 كلم عن وسط سكوبيا. ومن جانبها، عززت الحكومة المقدونية وحداتها من الدبابات والمدفعية الثقيلة والمدرعات المتمركزة على مسافة كيلومتيرن من اراتشينوفو، وفرضت منع التجوال في المنطقة. وبحسب المصادر الحكومية، فإن المقاتلين يحتجزون نحو 30 مقدونياً من سكان البلدة "دروعاً بشرية". وفي داخل سكوبيا، كان الوضع هادئاً أمس، على رغم حال الترقب. وحلقت طائرات الهليكوبتر باستمرار في دوريات في أجواء المدينة وضواحيها، في حين ازدادت مشكلة السكان الفارين من اراتشينوفو وضواحيها. وتجمع مئات النازحين من العرق المقدوني أمام مبنى البرلمان، حيث استقبل رئيس الجمهورية بوريس ترايكوفسكي وفداً منهم، ووعدهم بتوفير المأوى ومساعدات الاغاثة السريعة لهم. وفي الوقت نفسه، ازداد عدد السكان الألبان الفارين من مناطق القتال الى المعابر الحدودية المؤدية الى اقليم كوسوف، وقدرت منظمات الاغاثة الدولية عدد الذين وصلوا الاقليم بحوالى 12 ألف نازح، ليبلغ عدد الألبان الذين لجأوا الى كوسوفو منذ اندلاع الحرب الأهلية في مقدونيا، في شباط فبراير الماضي، الى حوالى 33 ألف شخص. وفي الشمال، قصفت القوات المقدونية بكثافة صباح امس القرى التي يسيطر المقاتلون الألبان عليها، لكن القصف توقف بعد الظهر، كما ذكرت المصادر الحكومية، بناء على طلب منظمات الاغاثة الدولية للتخفيف من معاناة السكان الذين لا يزالون في مناطق القتال وتوفير مجال المغادرة للذين يرغبون بذلك. إلا أن بعض المعلومات توافرت في سكوبيا عن أن القصف توقف بناء على طلب من مسؤولين في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لمحاولة اقناع المقاتلين بمغادرة بلدة اراتشينوفو، على ان يضمن لهم الأمن خلال انسحابهم، وفي حال اخفقت هذه الجهود حتى صباح اليوم، فإن القوات الحكومية ستتولى من جديد معالجة الموقف بما تراه مناسباً. وكانت قوات حفظ السلام كفور في كوسوفو أعلنت أمس انها ألقت القبض على 12 شخصاً من أعضاء "جيش التحرير الوطني" الألباني الذين كانوا يحاولون الوصول الى مقدونيا ومعهم 40 بندقية آلية مع كمية من العتاد والألغام. ونقلت محطات التلفزيون في سكوبيا عن مصادر حكومية، ان هذه المعلومات تؤكد التشدد الذي قرر حلف شمال الأطلسي اتخاذه ضد المقاتلين الألبان في مقدونيا.