شدد العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس على الدور السعودي والاسباني في المساهمة في التوصل إلى "سلام عادل ودائم تصبو إليه شعوب المنطقة". وأشار في كلمة ألقاها في مأدبة عشاء أقامها تكريماً لأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز في القصر الملكي في مدريد، إلى ما يمكن أن تقوم به اسبانيا من دور في هذا الصدد، لدى استلامها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بعد ستة شهور، لافتاً إلى اهتمام اسبانيا ب"المرحلة الصعبة التي تشهدها العملية السلمية في الشرق الأوسط". واستدرك: "بعد حوالى ثمانية شهور من العنف يبدو أننا اليوم أمام بصيص أمل". وعكست الكلمات المتبادلة بين أمير منطقة الرياض، الذي يزور العاصمة الاسبانية رسمياً، والمسؤولين الاسبان الذين التقاهم أمس وأول من أمس، وجود تفاهم تام بين السعودية واسبانيا على كل الأصعدة، خصوصاً علاقات التعاون. ففي كلمته في حفلة العشاء التي أقامها الملك خوان كارلوس، قال الأمير سلمان: "إن لقاءنا جاء دليلاً على ما اتسمت به علاقات بلدينا وشعبينا دوماً من صداقة قوية وتعاون بناء، كانا دائماً مثلاً يحتذى به لما يجب أن تكون عليه معاني التقدير والاحترام بين الدول والشعوب والثقافات". وقال العاهل الاسباني: "إن الصداقة الحميمة التي تربط بين عائلتينا ليست صورة صادقة فحسب، تعكس العلاقة المميزة بين شعبينا وبلدينا، وهي العلاقة التي تستمد جذورها من التاريخ". وأضاف: "العلاقات بين اسبانيا والمملكة العربية السعودية تزخر بقوة وإمكانات هائلة وهي مدعوة للتنوع والثراء". وأشار الملك الاسباني إلى دور الحضارة العربية الاسلامية في بلاده "التي ما زالت آثارها المستديمة قائمة"، فيما أكد الأمير سلمان بن عبدالعزيز السمات الاخلاقية التي تمازجت "وما يجمعنا به التاريخ من إرث ثقافي وحضاري يشكل قنوات التقاء بيننا". وفي كلمته أمس أمام أعضاء مجلس مدينة مدريد، قال أمير منطقة الرياض: "نتج من تمازج حضارتنا العربية الإسلامية مع حضارة هذه البلاد - اسبانيا - كل خير للبشرية". والتقى الأمير سلمان مساء أمس رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا أثنار، وأجريا محادثات استمرت نحو ساعة، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً الوضع في الأراضي الفلسطينية وتطورات عملية السلام. وركز أمير منطقة الرياض خلال شرحه الوضع في الأراضي الفلسطينية على أهمية الدور الأوروبي في الضغط على إسرائيل من أجل التجاوب مع ما يبديه الفلسطينيون من مرونة وتجاوب، ورفع الظلم والحصار عنهم. وأقام رئيس الحكومة حفلة عشاء لضيف اسبانيا والوفد المرافق له. وزار أمير منطقة الرياض صباح أمس مجلس مدينة مدريد الذي منحه "نوط وشهادة زائر ممتاز" للمدينة، وبعدما زار متحف "برادو" للفنون، حضر الأمير سلمان بن عبدالعزيز مأدبة غداء أقامها تكريماً له رئيس حكومة منطقة مدريد البرتو غاياردون. وكان العاهل الاسباني وزوجته الملكة صوفيا أقاما في اليوم الأول لزيارة أمير منطقة الرياض، أول من أمس، "غداء خاصاً" للأمير سلمان الذي تجمعهما صداقة شخصية ودية منذ سنوات، حضره الأمير وأبناؤه الثلاثة المرافقون له، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام لهيئة السياحة السعودية، والأميران محمد بن سلمان وتركي بن سلمان. وأقام العاهل الاسباني وزوجته مساء الثلثاء حفلة العشاء الرسمي التي حضرها كبار المسؤولين الاسبان وأعضاء الوفد السعودي. ويعكس الغداء الخاص والعشاء الرسمي للملك امتزاج العلاقات الشخصية بالعلاقات الرسمية بين الرياضومدريد.